ماذا بعد الترويج لفكرة موت مبارك

لوحظ فى الأيام الأخيرة عودة لظهور الأسلوب القديم الخاص بعصر مبارك الذى كان يستغل سذاجة البعض و طيبة البعض و أحيانا أنعدام الثقافة و قلة مستويات التعليم لدى طبقات عريضة و هو أسلوب الأدارة بالشائعات حيث يعتمد ذلك الأسلوب على وجود مجتمع غير مثقف ثم على وسائل أعلام موجهه ثم على فريق عمل يعى كيفية عمل غسيل مخ على مستوى المجموعات.
و أسلوب الأدارة بالشائعات كان من أساليب عصر مبارك التى يتم الأعتمد عليها بشكل ملحوظ فمثلا عندما يراد تنفيذ عمل ضد الصالح العام أو أصدار قرار أو قانون مجحف بحقوق المواطنيين يتم أولا تسريب شائعة حول ذلك الموضوع فى الأوساط غير الرسمية عن طريق عناصر تابعة للنظام فى الدوائر و الوحدات و الهيئات الحكومية ثم تسرى الشائعة بعد ذلك فى المجتمع ككل مولده نوع من حالات تضارب الرأى بين أفراد المجتمع.ثم يتم مراقبة حالة التضارب بواسطة العناصر التابعة و عند وصل الحاله ( حالة التضارب ) الى حد معين ثم يبدأ دور الأعلام الموجه بأستهلاك الموضوع بشكل مكثف و التركيز عليه لسحب الطاقة المضاده له الى المنطقة الرمادية و جدير بالذكر هنا أن وسائل الأعلام الموجه ليست بالضرورة الجرائد الرسمية أو الأذاعات و القنوات الحكومية بل أحيانا تشمل جرائد تابعة للنظام فى شكل جرائد معارضة أو برامج نقاشية ( توك شو ) فى القنوات فضائية أيضا يميل لونها الى المعارضة لكنها تخدم أغراض النظام و تسمى هذه بعمليات غسيل المخ على مستوى المجموعات أو الجماعى و تستخدم لتهيئة وجدان الأفراد لقبول أشياء غير منطقية و ذلك على أعتبارها أنها أمر واقع لن يستطيع فرد تغيره بمفرده بعدما تولد النقاشات الكثيرة لدى كل فرد أحساس بأستحالة وجود توحد أو أنخراط فى رأى جماعى للتغلب على أو وقف أو تغير موضوع الشائعة و بالتالى يكون مهئ نفسيا لقبولها و نضرب فى ذلك مثل فى كل المرات التى كان يريد النظام البائد فيها رفع أسعار الطاقة فكان يتم تسريب الشائعة أولا ثم يحدث الغط بين أفارد المجتمع ثم يتناول الموضوع العلام الموجه بالرفض طبعا ثم يأتى الوزير سواء كهرباء أو بترول ليكذب و تقال العبارة الشهيرة ” أنه لانية لرفع الأسعار فى الوقت الحالى” و هنا نضع خط تحت كلنة الوقت الحالى حيث أن أنهاء التصريح بتلك الكلمة قد أدى الغرض تماما فأصبحت الناس مهيئة وجدانيا أو نفسيا لرفع السعر فعليا بعد شهر .. شهرين بالكتير.
أما بالنسبة لموضوع عمنا مبارك فمسألة حجبة عن الأنظار و الأسماع كل هذه الفترة و رغم ما يسببه ذلك من مشاكل رهيبة على المستوى الأقتصادى و الأمنى حيث أن أستمرار وضعه هكذا هو بمسابة وقود للغضب و التظاهر الشعبى الذى يلام عليه من بعض الفلول الآن بحجة تعطيل المصالح و تعطيل العجلة اللى بيقولوا عليها. المهم أن ذلك الأتجاه و الأسرار عليه ” أىأتجاه حجب مبارك عن المشهد ” يوحى للناظر ألية بالأسلوب القديم فنرى البعض يمهد لأشاعة موت مبارك بأن يسأل البعض البعض الأخر من محدودى الأفق و قد يكون فلول أيضا من الفلول و لما لا فالمسائلة خطة مدروسة ” أذا مات مبارك ” هنلبسه أيه ثم ” أذا مات مبارك ” هنعمله جنازة و لا لأ ثم أذا ” مات مبارك ” هنكس العام و لا لأ ثم فجأة ينشر خبر موت مبارك و نروح قايمين سوا ندفن مخدة قطن معتبر و يكون العريسس فلق على أى بلد تانى و يمكن حد منا بعد كدا يشوفو و هو بيتمشى فى شوارع لندن أو باريس أو وهو بيعمل عمره فى مكة المكرمة و يبقى مش مصدق عينه.
أقول لكم ياجماعة أحترسوا من النظام الذى تم خلعه فأنا ما زلت أشم رائحته فى الأعلام و فى الشارع و فى كل مكان فحتى الآن لم نرى صورة حتى و لو صورة موبايل مهربة خلسة لمبارك من مستشفى شرم الشيخ هل يعقل هذا هل يحجز من هم على ذمة القضايا فى مستشفيات أستثمارية ثم يقولون القانون بعد ذلك هل بالقانون يبدل مستشفى الأحتجاز من المستشفيات العامة و التابعة للدولة وتحت الحراسة ألى مستشفيات خاصة و يحتفظ مبارك بحرسه الخاص هل بالقانون تدفع فواتير أقامته فى شرم الشيخ أم ” أقعد بفلوسى زى ما يعجبنى يا ……” أحترسوا أحترسوا رائحة موت مبارك بدأت تنتشر.
حمى الله مصر من كل من أراد بها سوء.

2 comments
  1. محمد سعد الباجي 25/07/2011 15:37 -

    هل يستغرب أحد الجهد الرهيب الذي بذله نتانياهو لدي الأمريكان طلباً لتدخلهم العاجل من أجل منع سقوط حسني مبارك بعدما ثار عليه شعبه و طالبه بالرحيل ؟.

    و هل يستغرب أحد حالة اللوعة الممزوجة بالهلع، و التحرك المحموم الذي قام به زعماء عرب يشبهون مبارك من أجل إيواء المخلوع عندهم و ليس عند سواهم، و ذلك لإبعاده عن قبضة شعبه و منعهم من تقديمه للمحاكمة؟..و كذلك العروض المالية السخية التي تناثرت أخبارها، و المليارات المرصودة من أجل دهس العدالة بالأحذية و منع سيف القانون من أن يصل إلي حبيبهم الطاغية المجرم.

    لا أظن أحداً يستغرب من هكذا سلوك و هكذا مشاعر، فلقد كان ذلك علي الدوام هو سلوك كبار رجال العصابات سواء المحليون منهم أو الدوليون عندما يسقط أحد الصبيان.

    إنهم لم يكونوا يتخلون أبداً عن الصبي الذي طالما عمل في خدمتهم و أدي لهم أقذر الأدوار. و هذه بالطبع ليست نبالة سلوك بقدر ما هي تحرك غريزي للدفاع عن النفس، و رغبة في أن يكون سلوكهم مثالاً و رسالة موجهة للصبيان الآخرين، و حتي يعلم جميع أفراد العصابة أنهم يمثلون عائلة واحدة متماسكة قد اجتمعت علي الضلال، و ربط الإجرام و الوساخة بين أفرادها برباط أقوي من روابط الدم! و أيضاً حتي يكون الأمر واضحاً بأن أفراد العصابة سيظلون في حدقات العيون و في بؤرة الإهتمام مهما حدث، و أن بيوتهم و زوجاتهم و أبناءهم سوف تكون تحت رعاية المعلم حتي يفك الله زنقة الصبي الأزعر!.

    و ربما أن هذا ما يفسر أيضاً حالة الهستيريا التي تجتاح وزارة الداخلية بمصر حتي بعد الثورة و بعد سقوط النظام كلما حل موعد محاكمة أحد حيوانات شرطة مبارك المفترسة…فمرة يتهرب رجال البوليس من تأمين مكان المحاكمة و يتركون المحكمة بدون شرطة حتي يجد القاضي نفسه مضطراً للتأجيل، و بهذا تكون الفرصة أكبر في مساعدة المتهمين علي الإفلات من العقاب سواء عن طريق ترتيب و تستيف الأوراق التي تهدر القضية أو بالنجاح في تهريبهم خارج البلاد…و مرة يفرضون كردوناً من الأمن المركزي حول قفص الإتهام لإخفاء زملاءهم عن العيون و حمايتهم من نظرات الضحايا!… و مرة ثالثة بالسماح للمتهمين من رجال الشرطة المحبوسين بالحضور للمحاكمة مرتدين ملابسهم الرسمية التي كانوا يرتدونها وقت أن كانوا في الخدمة يرتكبون ما شاؤوا من جرائم..مع أن لبس السجن الأبيض الخاص بالمحبوسين إحتياطياً هو ما يتعين إرتداؤه بنص القانون!.

  2. محمد سعد الباجي 25/07/2011 15:35 -

    رجال الشرطة اليوم ينقسمون إلي نوعين: نوع أسعدته الثورة لأنه رأي فيها خلاصاً له هو نفسه من الذل و العبودية و تنفيذ الأوامر الشريرة..و هذا النوع أبدي استعداداً للالتحام بالناس و العمل في خدمتهم و تمثيل مصالحهم في جهاز الأمن. و النوع الآخر هو الذين عاشوا عمرهم منغمسين في الرذيلة و تمتعوا طوال خدمتهم بالفلوس الحرام و النفوذ الحرام.. و هؤلاء لا يتصورون أنفسهم مواطنون عاديون و موظفون عموميون مثل غيرهم من أبناء الوطن، و لا يستطيع الواحد منهم أن يري نفسه إلا باشا أو صاحب معالي يأمر فيطاع و يطلب الإتاوات فتأتي له صاغرة و يتخذ من القسوة و التعذيب أسلوباً في العمل.

أضف تعليقاً