“رأيت شيئاً لا يمكن أن تتخيله. كانت مذبحة مروعة.. أناساً تم إعدامهم وإحراقهم.. جثثاً محترقة لأطفال وسيدات متناثرة علي الأرض”.. بهذه الكلمات وصف أحد شهود العيان أمس المجزرة الجديدة التي ارتكبتها الميليشيات الموالية لنظام بشار الأسد في ريف حماة.
أكد ناشطون في حماة أن المجزرة التي وقعت في قرية القبير راح ضحيتها نحو 150 شخصاً. وقال الناجون من المجزرة إن الشبيحة كانوا يشربون الخمر ويرقصون حول الجثث. وهم يرددون أغاني نشيد بالأسد.
وقال المجلس الوطني السوري المعارض إن هناك حوالي 100 قتيل في مزرعة القبير بعضهم قتلوا بالسكاكين. وبينهم 20 طفلاً بعضهم لم يتجاوز السنتين. و20 امرأة علي الأقل. ودعا المجلس. الجيش السوري الحر إلي تصعيد عملياته العسكرية من أجل حماية المدنيين السوريين.
من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العدد الموثق بالأسماء حتي الآن لضحايا المجزرة. هو 55 شخصاً. مشيراً إلي أن من بين القتلي 18 امرأة وطفلاً.
من ناحيته. نفي مصدر رسمي سوري الاتهامات بارتكاب مجزرة القبير. ونقل التليفزيون السوري عن المصدر قوله إن “مجموعة إرهابية مسلحة ارتكبت الجريمة المروعة”.
دولياً. دانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون العنف الذي يرعاه نظام الأسد. ووصفت مجزرة القبير بأنها “غير معقولة” وتنم عن انعدام الضمير. وقالت في مؤتمر صحفي باسطنبول إن الأسد يجب أن يقوم بتسليم السلطة ومغادرة سوريا.
ناشد علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي مجدداً دول العالم وجميع المنظمات الدولية والإقليمية اتخاذ الاجراءات العاجلة لوقف مسلسل مجازر النظام السوري الوحشية ضد أبناء الشعب السوري. والتي كان آخرها المجزرة غير الإنسانية التي ارتكبها النظام أمس في قرية القبير بريف حماة. والتي راح ضحيتها ما يقرب من مائة شخص معظمهم من النساء والأطفال تم ذبحهم بالسكاكين والآلات الحادة.
ودعا الدقباسي في بيان له أمس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” والمنظمات الدولية والاقليمية ذات العلاقة. اتخاذ الاجراءات الفورية والعاجلة لانقاذ كنوز سورية الأثرية من النهب والتهريب والتدمير وبخاصة في المدينة الأثرية في تدمير وسط البلاد والتي تعد من أهم المواقع المعروفة عالمياً بالآثار اليونانية والرومانية والمصنفة حسب اليونسكو ضمن التراث العالم.
وقال رئيس البرلمان العربي أن أعمال القتل والعنف والتنكيل. التي مايزال يقوم بها النظام السوري واستخدامه الأسلحة الثقيلة في ضرب المواقع الأثرية. في عدة مواقع هامة منها مدينة اييلا الأثرية الواقعة في محافظة ادلب يوضح بجلاء أن النظام السوري لم يعد يقيم وزناً أو اهتماماً بأية بيانات إدانة أو مبادرات.
وطالب الدقباسي اليونسكو والدول الأعضاء وجامعة الدول العربية والهيئات الدولية والاقليمية باتخاذ الاجراءات العاجلة لحماية المعالم التراثية الأثرية في سوريا وضمان عدم تعرضها للسرقة والنهب والتهريب من البلاد ووقف تدميرها من عمليات النظام المسلحة.
وطالب في نهاية بيانه الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إضافة عمليات تدمير المواقع الأثرية في سوريا. لتكون ضمن قائمة جرائم النظام ضد الإنسانية وتدمير المعالم الحضارية والثقافية.