استغلال ثورتنا البيضاء
كتب / حسن السبيرى
تفاقمت المظاهرات الفئوية فى البلاد بحالة تنذر بتسويف الاستقرار الذى كنا ومازلنا نراهن عليه فور رحيل الرئيس مبارك ، فاذا كان مبارك الذى حكم مصر 30 عاما ويزيد قد وقف عائق – كما اعتقدنا سالفا – امام تقدم شعب اتضح انه لا يستسلم بل يتحمل ويصبر ثم يثأر او يموت هذه هى الحقيقة الخفيه والرسالة القابعة فى قلب وعقل كل مصرى والتى ظهر فحواها فى الايام القلية المنقضية ، فالثورة والتى قمنا بها كشباب كان كل امله هو التغيير وليس مطلبا فئويا او توجها سياسيا ولكن ايمانا منا بأن تلك الاوضاع لا يمكن كسر قيدها او فرط عقدها حتى نتمكن من صياغته وتركيبه مره اخرى الا بالالتفاف حول هدف واحد ومعنى واحد يكون له استراتيجية واحدة هو التغيير الشامل الكامل القاطع الناسف الباتر لكل ما هو قديم وصدأ اعاق البلاد واضاغ الشباب وفقد على اثرة امال وطموحات لم يعيها نظام قد تجبر وتسلط على شبابة الذين هم خيرة الوطن فأضطر بعضهم الى الهجرة خارج البلاد يكدون ويكبدون ويبنون ويزرعون ويدرسون ويفكرون ويكتبون الى اوطان اخرى غير وطنهم االذى وربما لم يعودوا اليه الا وهم محملون على الاعناق ، اعود مرة اخرى الى شباب ورجال اقول ربما استغلوا ثورتنا البيضاء للمطالبة بحقوق كما ذكرت فئوية لانهم يريدون ان ينتزعوا حقوقهم فى الماء العكر ولان هذه الفئة تعد من النهازين للفرص فأين كانوا هؤلاء – فهم لم يؤمنوا بفكر الثورة ولم تجدهم حتى كمساند لك فى كفاحك من اجل التغيير لانه كل ما يعنيه مالذى سيعود على كشخص من وراء ذلك فكل مطالبهم شخصية وفئوية لم ينصهروا فى بوتقة الوعى السياسى الذى اذا وجد لدية لاصبح واثقا بفكرة الثورة التى تقول ان الانقلابات هى التى تعيد بناء الامم وترفع مجدها وتعيد صياغة تاريخها وتعطى من خلال دساتير ولوائح معاصرة حقوق الافراد وتعيد تشكيل المجتمع ولابد ان نغى بان الثورة تجب ما قبلها .