حذَّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس من أن بلاده سترد علي أي انتهاك لحدودها من قبل سوريا. تزامناً مع إدانة الحلف الأطلسي لإسقاط دمشق طائرة حربية تركية. والتأكيد علي دعمه لأنقرة. في وقت دارت اشتباكات عنيفة حول مقرات الحرس الجمهوري في ضواحي دمشق. وتواصلت الاشتباكات وعمليات القصف التي تشنها القوات النظامية علي المدن الثائرة. مما أسفر عن سقوط عشرات القتلي.
قال أردوغان في كلمة أمام البرلمان: إن قواعد تدخل القوات المسلحة التركية تغيرت الآن. مضيفاً أن أي عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديداً أو خطراً أمنياً علي الحدود التركية سيعتبر “هدفاً” عسكرياً.
ندد أردوغان بما وصفه ب “عمل عدائي” و”هجوم جبان” من قبل نظام الأسد ضد تركيا.. وقال في كلمته التي استمرت ساعة أمام نواب حزبه العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه: إن الحدث يظهر أن نظام الأسد أصبح يشكِّل تهديداً واضحاً وقريباً لأمن تركيا وكذلك لشعبه.
أضاف أن طائرة إل.إف4. فانتوم التركية. التي أسقطت الجمعة. كانت تقوم بمهمة تدريب في المجال الجوي الدولي وليس في المجال الجوي السوري كما تؤكد دمشق.. وأكد أن تركيا. العضو في حلف شمال الأطلسي. سترد في الوقت المناسب وب “حزم” علي إسقاط طائرتها قائلاً: “يجب أن يعلم الجميع أن غضب تركيا قوي ومدمر”.
وشدد أردوغان علي أن بلاده ستواصل دعم الشعب السوري حتي سقوط نظام الأسد الذي وصفه ب “الديكتاتور الدموي وزمرته” الحاكمين في دمشق.
من جانبه أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن إسقاط سوريا لطائرة حربية تركية هو عمل “غير مقبول”. وقال في تصريحات للصحفيين: إن الحلفاء أعلنوا دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا. موضحاً أن الحلف مازال يدرس الملف. وذلك في أعقاب اجتماع طاريء للحلف في مقره في بروكسل. علي مستوي سفراء الدول ال 28 الأعضاء. والذي عقد بطلب من أنقرة.
واعتبر راسموسن أن الهجوم علي الطائرة الحربية التركية مثال إضافي لعدم احترام سوريا للقوانين الدولية وللسلام والأمن وللحياة البشية. لكنه لم يأت علي ذكر الخيار العسكري.
وتبني وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. مجموعة عقوبات جديدة بحق سوريا هي السادسة عشرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية وقمع النظام الدامي لها قبل أكثر من عام وتستهدف شركات والعديد من الجهات الحكومية وتوسع نطاق الحظر علي شراء الأسلحة.
شملت قائمة العقوبات وزارتي الدفاع والداخلية ومكتب الأمن القومي والهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون وبنك سوريا الدولي الإسلامي وشركة نفط.. كما فرض الاتحاد حظراً للسفر علي بثينة شعبان وهي من مستشاري الرئيس الأسد وتتولي همة المتحدثة باسم الحكومة.
ميدانياً. دارت اشتباكات عنيفة أمس في ضواحي دمشق حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها. ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم. علي بعد نحو 8 كيلو مترات عن ساحة الأمويين في قلب العاصمة. مما أسفر عن سقوط عدد من القتلي.
قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: إن هذه هي المرة الأولي التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلي هذا الحد من قلب العاصمة مشيراً إلي أن الاشتباكات هي الأعنف في المعارك التي شهدتها دمشق في الآونة الأخيرة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة.
وأضاف أنه تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا بريف دمشق.. ولفت المرصد إلي أن القوات النظامية ترافقها آليات عسكرية ثقيلة اقتحمت حي برزة في دمشق وسط إطلاق رصاص كثيف.
وسقط أكثر من 30 قتيلاً في أعمال عنف في مناطق أخري في سوريا. ففي أدلب تعرضت مدينة سراقب لقصف من القوات النظامية السورية. وسقطت أكثر من عشرين قذيفة علي المدينة خلال نصف ساعة. ما أسفر عن مقتل مدنيين بحسب المرصد.
وأدي انفجار سيارة ملغومة عند حاجز للقوات الأمنية عند مدخل منطقة خان شيخون في دلب إلي مقتل 4 عناصر من القوات النظامية.
في مدينة دير الزور. تعرضت أحياء عدة إلي القصف ما أدي إلي مقتل 5 أشخاص بينهم طفلة.. وقتل 6 أشخاص في قصف مماثل علي أحياء درعا.. بينما قل قائد كتيبة للقوات المعارضة في اشتباكات بمدينة حماة.
كما يستمر القصف منذ أكثر من 20 يوماً علي أحياء حمص القديمة. ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي علي أطراف حي بابا عمرو. بحسب ناشطين. وعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف علي مدينة الرستن براجمات الصواريخ.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الخبير البرازيلي باولو سرجيو بينهيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا. تمكن في النهاية من زيارة سوريا.
وتوقع أن يرفع بينهيرو تقريراً حول سوريا وخصوصاً حول مجزرة الحولة. اليوم أمام الأعضاء ال 47 في مجلس حقوق الإنسان.
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة أن لا تأكيد لديها بعد بشأن انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا المرتقب في مقر الأمم المتحدة بجنيف في 30 يونيو الحالي.