اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أنه يحظي بدعم الشعب السوري علي الرغم من الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عام ضد حكمه. وألقي باللوم علي التدخل الخارجي في الأزمة التي تشهدها بلاده.
قال الأسد في الجزء الثالث من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “جمهوريت” التركية إنه كان من الممكن الإطاحة به منذ زمن طويل مثل شاه إيران ما لم يكن يحظي بدعم “الاغلبية الساحقة” من الشعب السوري.
أوضح ان الجميع كان يظن أنه سيسقط في وقت محدد. واخطأوا جميعاً في حساباتهم واعتبر ان “اللعبة الكبيرة” التي استهدفت سوريا كان هدفها “تفتيت سوريا أو إشعال حرب أهلية”.
قال الأسد إن الأزمة بمعظمها خارجية والدليل علي ذلك وجود مقاتلين عرب ومتطرفين إسلاميين يقاتلون في سوريا الآن.. اضافة إلي السلاح المتطور الذي يهرب عبر الحدود والأموال التي تضخ من الخارج.
اضاف أنه لا توجد قوة أيا كانت قادرة علي هزيمة ثورة حقيقية للشعب. معتبراً أن نظامه يشن “حربا علي جماعات إرهابية وليس علي الشعب” وانتقد “ازدواجية المعايير” و”النفاق السياسي” الذي تمارسه تركيا التي تبرر ع ملياتها في شمال العراق تحت عنوان مكافحة الإرهاب.
واعترف الأسد بارتكاب اخطاء. رداً علي سؤال إن كان نادماً علي قمع أول مظاهرة سلمية في البلاد. ولكنه اضاف ان دور التدخل الاجنبي يفوق اخطاء نظامه.
تابع بشار الاسد : المخطط ضد سوريا مر في ثلاث مراحل: الأولي مظاهرات جزء كبير منها كان مدفوعاً. زاعما ان سعر المتظاهر في بداية الأزمة كان عشرة دولارات.. والآن أصبح 50 دولاراً أو مائة دولار حسب المنطقة. علي حد زعمه.
أوضح ان الاطراف الخارجية كانت تتوقع ان يكون هناك فعلا ثورة حقيقيةج من خلال المظاهرات وثورة سلمية كما حصل في مصر وتونس. انتقلت بعدها لخلق مناطق في سوريا تسيطر عليها العصابات المسلحة بشكل كامل علي طريقة بنغازي في ليبيا.
وسخر الأسد من فكرة أن السوريين يريدون رحيله. وقال إن أمريكا والغرب كله ودول المنطقة جميعها “أعدائي”. مضيفاً أنه مازال صامداً بفضل شعبه.
من جانبها رفضت روسيا مقترحاً بأن تعرض حق اللجوء السياسي علي الأسد. وكشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن المانيا قدمت اقتراحا الشهر الماضي بأن تستضيف بلاده الأسد في المنفي. ووصف هذه الفكرة بأنها “مزحة”.
بدوره قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إن السوريين يجب ان يكونوا قادرين علي تحديد مصيرهم بعيداً عن أي إملاءات من جانب دول أخري.
وصرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن نموذج تسليم السلطة الذي جري في اليمن لن ينجح في سوريا لأن الأسد والنظام لن يتخليا عن السلطة ببساطة. مشيراً في الوقت نفسه إلي أن دمشق تتعرض إلي ضغوطات كبيرة من قبل الجميع.
وقتل في سوريا أكثر من 16500 شخص منذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف مارس 2011. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش. نظام الأسد باعتقال عشرات الآف السوريين في شبكة من مراكز التعذيب تديرها المخابرات. وأكدت في تقرير لها الثلاثاء أن النظامه السوري ينتهج سياسة التعذيب وإساءة المعاملة ضد المدنيين.
في هذه الاثناء دعا الأمين العام لحلف شمال اطلسي اندرس راسموسن. سوريا إلي إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة. وحذر نظام الاسد من أي تصعيد جديد ضد تركيا بعد اسقاط قواته لمقاتلة تركية الشهر الماضي.
قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود ان البعثة قد تستأنف عملها الاسبوع المقبل وتعيد توزيع فرقها ميدانيا وقال مود. في مؤتمر صحفي عقده في دمشق ان المعارضة السورية مبعثرة وكل الاطراف يدها علي الزناد مما اسهم في تصاعد العنف. وأضاف أنه لا يوجد وقف لاطلاق النار.
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن اشتباكات عنيفة دارت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في مناطق بمدينة حلب شمال البلاد. قبل ان تمتد إلي ريف حلب الشمالي.
وقتل قائد ميداني معارض في ريف درعا جنوب البلاد اثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية علي الحدود الأردنية السورية. وشرقا. احتدمت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وعناصر معارضة في شارع بورسعيد في مدينة دير الزور.
وفي محافظة أدلب. اقتحمت القوات النظامية مدينة خان شيخون بعد اشتباكات عنيفة مع المقاتلين تكبدت خلالها القوات النظامية خسائر بشرية وبالعتاد وترافق الاقتحام مع تحليق للطائرات الحوامة في سماء المدينة. بحسب المرصد. وأطلق اهالي بلدة خان شيخون نداءات استغاثة خوفا من وقوع مجازر. وذلك أثر هجوم القوات النظامية.
وحصدت اعمال العنف في مختلف انحاء سوريا أمس الأول ما لا يقل عن 99 قتيلا بينهم 56 مدنيا و9 مقاتلين بالاضافة إلي مالا يقل عن 34 جندياً نظامياً. بينهم ثلاثة ضباط تم اغتيالهم.
قالت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين ان نحو 5 آلاف سوري سعوا للحصول علي اللجوء في الأردن خلال الاسبوع الماضي. هربا من استمرار حمام الدم في بلادهم. وقال ممثل المفوضية في الاردن إن الاعداد التي تصل إلي المفوضية ارتفعت من 200 يومياً إلي ألف. مشيراً إلي ان المفوضية تسعي لإعداد خطط لمواجهة تدفق واسع النطاق من السوريين إلي الأردن.