بينما ينشغل الناس بأمور كبري تخص مستقبل مصر وبناء جمهوريتها الجديدة علي أسس من العدل والجد فاجأنا أحد البرامج الفضائية ببرنامج يتحدث عن رجل غير معروف يدعي انه يجوز ان تمنح المرأة ملكيتها لرجل آخر يمارس مها ما يمارسه الزوج مع زوجته ويعلن ان ذلك بديلا عن الزواج ويدعي انه ما يقوم به من شرع الله.
العلماء يؤكدون ان مثل هذه السلوكيات التي عادة ما تظهر في أوقات ينشغل فيها الناس بالقضايا الكبري عادة ما تكون مقصودة ووراءها من وراءها.
الدكتور عبدالخالق الشريف الاستاذ بجامعة الأزهر ومسئول الثقافة الدينية بجماعة الإخوان المسلمين يؤكد في تعليقه على زواج ملك اليمين ان من يتحدث بمثل هذا الكلام لا يفقه من الشريعة شيئاً لأنه إذا كانت الشريعة ترفض زواج المتعة المؤقت فكيف ترضي. بأن تتخلي حره عن حريتها لتصبح عبده لدي شخص آخر وإذا كان الإسلام جعل الزواج وسيلة لتحرير الإماء عندما يلدن فكيف يتحول الزواج في شريعتنا إلي وسيلة لاسترقاق الأحرار بدعوي الاجتهاد.
ويضيف: أن ملك اليمين كانت عندما كان هناك جواري بشكل كثير فوضع الإسلام ملك اليمين وسيلة لتحرير الجواري ليصبحن أحراراً كما وضع وسائل أخري كثيرة لانقاذ العبيد مثل التقرب إلي الله يقول تعالي: “فلقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة” وكذلك جعل فك الرقبة كفارة عن بعض الذنوب وغير ذلك كثيراً حتي يتخلص العبيد من عبوديتهم فيأتي من يريد ان يجعل من الزواج وسيلة للاسترقاق وهو ليس زواجاً وإنما عبث بالاعراض وبالدين.
ويضيف أن أغرب ما في الموضوع واخطره ان الرجل يدعي أنه من نسل رسول الله صلي الله عليه وسلم ويبني علي ذلك ان علي الناس ان يتعلموا الدين منه لأن الرسول يقول: تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا.
أذن هو يضلل الناس من خلال ادعاء نسبه للرسول فإذا نظرت إلي لحيته والتي قد يغتر بها بعض البسطاء إذن فهو يمثل خطرا كبيرا رغم ان اللحية ليست دليل إيمان أو علم وانما يتأثر بها البسطاء.
الدكتور حمدي طه الاستاذ بجامعة الأزهر يؤكد ان مثل هذه الادعاءات هدفها التشويه والتشويش والافساد فإلاسلام لا يخاف عليه من اعدائه وإنما يخاف عليه من داخله وهي وسيلة قديمة يحاول فيها اعداؤه شراء بعض الذمم لتدعي علي الإسلام ما ليس فيه ويضيف ان الذي يؤكد ما تقول توقيت الحدث وتوقيت الادعاء والذي هدفه جر المسلمين إلي مشكلات وصراعات تصرفهم عن مسئولية التنمية الكبري.
أما السيد الشريف نقيب الأشراف فيرفض ما يدعيه الرجل من ان نسل الرسول عليه الصلاة والسلام من حقهم ان يفتوا للناس أو يقدموا لهم ما يخالف ما أجمع عليه العلماء مثل شعيرة الزواج المفصلة والموضحة في كتاب الله وسنة رسوله.
وأضاف ان نسل رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يجوز لهم الافتاء أو غير ذلك من أمور الدين لمجرد انهم نسل رسول الله وإنما بشرط العلم والتخصص واحتجاجه بقوله صلي الله عليه وسلم تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي” لأساس له لأن شرط الاخذ عن العترة العلم.
يقول فضيلة الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوي الاسبق بالأزهر ان الإسلام وضع الاسس للقضاء علي الرقيق لتجفيف المنابع وفتح المنافذ فأصبح الرقيق لا يؤتي به إلا من طريقين التوالد واسري الحروب وبين إذاتزوج الحر أمة فولدت اعتقها انها حيث صارت أم ولد. وجعل الإسلام الكفارات لتحرير الارقاء فعلي من حنث اليمين عتق رقبة وفي القتل الخطأ عتق رقبة وفي الظهار عتق رقبة ومن لطم جارية عليه اعتاقها ومن تصدق بالاعتاق فكأنما اعتق نفسه لقوله صلي الله عليه وسلم: “من أعتق رقبة اعتق الله بكل عضواً منها عضو منه من النار”.
أشار إلي ان الرقيق لا يكون إلا من أم رقيقة أم عبد لان الولد يتبع الأم في الرق والحرية وبعد هذا بقي اسري الحروب فإن هم استبعدوا اسرانا استبعدنا اسراهم وقد ساد قانون الإسلام قال تعالي: “وإما من بعد وإما فداء” والمن هو عتقاء والفداء هو المال أو تبادل الأسري فإذن لا وجود للرقيق بفضل الإسلام علي الارض ومن استبعد حراً لهو ليس بمسلم حتي ولو كان قد باع نفسه لأنه لا يملك نفسه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطي بي ثم غدر ورجل باع حراً فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفي منه” أي العمل ولم يعطه أجره فسواء أكان نفسه أو غيره تعادل قتل النفس في الإسلامه فلو ان امرأة ملكت نفسها لرجل ليستحلها فقد اعطت مالا تملك واقترفت لرجل ليستحلها فقد اعطت ما لا تملك واقترفت ذنباً يعادل قتل النفس وبالتالي تكون العلاقة باطلة وما قام به هو وهي من استحلالها زنا يعاقب الشريعة والقانون عليه فيجب ان يعاقب هؤلاء قبل ان يستفحل أمرهم.