تحت رعاية السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية
“دور دور العبادة في تنمية ثقافة الوعي بالقانون”
كتبت/ شيماء سمير أبوعميرة
د.خالد القاضي:الخطاب الديني يجب أن يتعاطى مع مشكلات الشعوب الواقعية وأن يبتعد عن الخطاب الغيبي والفلكور الديني.
د.محمد الشحات:جوهر العبادة والقانون الالتزام والاحترام حقوق الآخرين.
الأنبا بسنتي: العنف هو عدونا والود والمحبة روح مصر .
د.صفوت حجازي: الإخوان المسلمين لا مشكلة لديهم في التعامل مع المسيحيين … الإشكالية في قسم من السلفيين.
د.محمود عزب:المجتمعات الشرقية مجتمعات أبوية ونحتاج لثورة في الحوار .
نظم المركز المصري لتنمية الوعي بالقانون في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة تحت رعاية السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ورشة العمل الثانية للمؤتمر العربي لتنمية ثقافة الوعي بالقانون. وقد شهد اللقاء حضورا مكثفا من المشايخ والقساوسة والأدباء والمفكرين والفنانين والإعلاميين وبعض رجال الشرطة والشباب .
وأكد د.خالد القاضي رئيس المركز المصري لتنمية الوعي بالقانون على أهمية دور الحوار الديني في تنمية ثقافة الوعي بالقانون من خلال دور العبادة سواء المسيحية أو الإسلامية التي تلعب دورا في صياغة الوعي العام للجماهير لارتباط الدين بأخص خصائص الإنسان العقدية والسلوكية والوجدانية وحركة الحياة.
وأشار القاضي إلى أن الجماهير العربية عندما تتحرك تسمو أرواحها وتبحث عن إنسانيتها المتلاشية وكرامتها المهدرة وحقوقها الضائعة وتصيح بأعلى أصواتها “حرية..كرامة ..عدالة اجتماعية ..حياة كريمة..سلمية ..سلمية”
وطالب القاضي بتعزيز الخطاب الديني المعتمد على العقل في التعاطي مع مشاكل الشعوب الواقعية وليست الافتراضات النظرية أو التكاليف الدينية المجردة. وناشد علماء الدين الابتعاد عن الخطاب الغيبي ,والفلكور الديني المعتمد على تغييب الإدراك العقلي
وشدد القاضي على ضرورة تكريس فكرة الالتزام بالواجبات القانونية كنظيرتها من الواجبات الدينية والاهتمام بالدعاة وتدريبهم وتثقيفهم للوصول للفهم الصحيح للأديان وعدم توظيف الدين لمصالح وقتية أو سياسية .
وقال د.محمد الشحات الأمين العام للمجلس الآعلى للشئون الإسلامية” أن القانون في النهاية يحمل معنى الالتزام ليستقر المجتمع في كل الحالات والعبادة أيضا التزام وهي فكرة تجمع بي العبادة والقانون من حيث التزام المواطن العادي بالقانون .
وأضاف الشحات”أن هناك اتهام عام للمجتمع المصري أنه لايلتزم بالقانون ونحن الآن في محك الالتزام بالقانون لأننا نريد أن نصبح دولة قانون ونريد أن يلتزم المواطن بالقانون طواعية ،فالعبادة أقصر الطرق في تحقيق المساواة يستلهم منها تأكيد قيم المواطنة بغذ النظر عن الجنس أو الدين أو اللون و أن جوهر العبادة احترام حقوق الآخرين والقاعدة القانونية تقوم على احترام حقوق الآخرين “.
وقال نيافة الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة:” أن الود هو روح مصر وأذكر أنه في أوائل يناير بعد حادثة القديسين بدأ الشباب المسيحي يخرج سألت أحدهم أليس لك صديق مسلم فقال لي أصدقاء مسلمون ,فقلت إذن هو ليس عدوك وإنما العنف هو عدوك وإيماننا يوحدنا والله هو الذي يجمعنا”
وأكد الأنبا بسنتي أن الذي حمى مصر في الأيام الفائتة هو المسلمين والمسيحيين الذين شكلوا لجان شعبية لحماية بلدهم وهذه هي مصر التي نرجوها.
وقال د. صفوت حجازي :” في ثورة 25 يناير, كان المسيحيون يحمون المسلمين أثناء الصلاة والعكس ودعونا الأنبا بسنتي لقداس على منصة يوم الجمعة أمام مئات الآلآف أغلبهم مسلمين وهذه قيم الحوار الديني الحقيقي”.
وأضاف “أن الإخوان المسلمين لا مشكلة لديهم في التعامل مع المسيحيين لكن الإشكالية في قسم من السلفيين وليس كل السلفيين”
وعلى نحو آخر, قال د.محمود عزب ممثل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د.أحمد الطيب ورئيس لجنة حوار الأديان بالأزهر ” كنت أحاور الفاتيكان في أوروبا وباريس والحوار مشكلتي الأولى لأن المجتمعات الشرقية جميعها مجتمعات أبوية فهناك من يتكلم وهناك من يسمع ولابد من ثورة للحوار وغرسه في مجتمع غير معتاد على الحوار”.
وأضاف عزب أن تكوين الخطيب والواعظ والقسيس جزء من التعليم والقيم الاجتماعية والاقتصادية لأنهم لايعيشون في جزيرة منعزلة عن الواقع الاجتماعي
ودعا عزب إلى التخلص من الفوضى الاصطلاحية و ضبط استخدام المصطلحات والكلمات وتبسيطها للشارع العربي.
وفي ذات السياق ,قال د.نبيل بباوي أستاذ علم الأديان ” أننا لو فهمنا الدين الإسلامي والمسيحي, سنتحدث في المسائل الاتفاقية التي تمثل 99% والمسائل الاختلافية نتركها لربنا ,ولو أن المسلمين والمسيحيين اتبعوا صحيح دينهم في القرآن والإنجيل سنعيش ملائكة”.
وتساءل د.سالم عبد الجليل رئيس لجنة الدعوى بوزارة الأوقاف :”ماذا سنصنع مع أولئك الذين حاولوا أن يرتقوا المنابر عنوة بعد ثورة 25 يناير؟ ووجدنا عراك على المنابر والمساجد هذه الأيام ”
وأكد عبدالجليل أنه يجب ألا نركز فقط على التيار الديني الرسمي الذي يمكن ضبطه لكن التيار غير الرسمي ركب الموجه وقال “لدينا ثلاث تيارات سلفي وإخواني وجهادي تتعارك بالألسنة وغدا ربما بالأيدي ”
وأضاف “نريد أن يصبح احترام إشارة المرور مثل احترام تكبيرة الصلاة لأن احترام مصالح المجتمع يقدسه الدين الإسلامي”.
أما فضيلة الشيخ محمد عيد كيلاني مدير عام المساجد بوزارة الأوقاف أن ثورة 25 يناير بينت مدى الترابط بين أبناء مصر وكانت حادثة القديسيين فزاعة إلا أن الواقع أثبت أن العلاقة بين أبناء الوطن علاقة تراحم وترابط
وأشار إلى أنه يوجد في مصر حوالي 107ألف مسجد وزاوية عليهم أن يعملوا على إرساء ثقافة الحوار الديني .
وفي سياق متصل,قال السيد حيدر عبدالرحيم نائب مدير الشئون القانونية بجامعة الدول العربية أن الأئمة الذين دعوا إلى الاعتدال وعدم التشدد و عدم القتل تم قتلهم والمصلين داخل المنابر من قبل المتشددين من الأئمة وغيرهم
وطالب حيدر بتنظيم ندوة عربية عمن يعتلون امنابر في الدول العربية ويوجهون الجماهير خاصة في ظل غياب الدولة .
وقال الرائد مجدي جمعة من شرطة مجلسي الشعب والشورى أنني كضابط كنت ممنوعا من الكلام للإعلام أو غيره وأننا أيضا شباب من 25 يناير ونطلب تنمية الحوار والبعد عن التشدد ونشكر الثورة لأنه أعطتنا الفرصة للحديث والتعبير
وطالب الشباب رجال الدين بالحوار الداخلي فيما بينهم ,و قال سيد شعبان كاتب شاب :أننا الان نحتاج لثورة تصحيح داخلية قبل أن تكون خارجية وأن نصلح من أنفسنا”
وناشدت شيماء سمير أبوعميرة باحثة – بكلية الإعلام رجال الدين أن يبدأو حوارا داخليا فيما بينهم لضبط فوضى الفتاوي المتضاربة والاتفاق على استراتيجية توحد النقاط العريضة وأشارت” أن ماحدث في مصر وغيرها فقط لأننا لم نعد دولة القانون ولكن دولة ترزنة القوانين حسب الأهواء وكل يخترع شرعيته الخاصة وأننا كشباب لم نعش نكسة لنعرف معنى الهزيمة ولم نعش حربا لنعرف معنى النصر لكن عشنا 25 يناير لنعرف معنى مصر والوطن .