توجه المناضل اليساري كمال خليل واحد مؤسسي جبهة الخلاص الثوري برسالة الى ثوار مصر الذين خرجوا من اجل تحقيق اهداف الثورة ورفضوا سرقتها وقتلها من جماعة الاخوان المسلمين الفاشية وطالبهم بالثبات على موقفهم رغم عمليات التصفية التي طالت العديد من الشباب والانتهاكات الادمية والاعتقالات التي يتعرض لها عدد كبير من الثوار بالفترة الاخيرة على يد وزارة الداخلية .
وكتب كمال خليل :
يتعرض شباب الثوار لحملات الاعتقال والاغتيال من قبل وزير داخلية ورئيس مباحث امن الدولة (الامن الوطنى حاليا )وهما مواليان لجماعة الاخوان المجرمين ويتبعان نفس سياسات القمع القديم ….شاب الثورة يابطل قاوم فى كل مكان :فى الميدان …فى لاظوغلى …فى النيابة …فى السجن ..امام القضاء …اهديكم شباب الثورة خبرة سنوات نضال فى الحلقات التالية….وامام بسالتكم انحنى :
حينما تخوض تجربة الاعتقال والوقوع في يد الزبانية.. فإنك حتمًا ستمر بعد انتهاء زوار الفجر من تفتيش منزلك.. أو بعد خطفك من الشارع… بثلاث محطات مختلفة:
أولها محطة مباحث أمن الدولة.. والثانية هي النيابة.. والثالثة هي السجن.. وفي كل محطة سوف ترى أشياء بعضها يهشك الفيل.. والبعض الآخر يشيب الغراب.. ابتسم ساخرًا في وجه جلاديك.. لا تنكسر.. قاوم يا فتى.. حتمًا ستمر بلحظات صعبة.. لكنك في المستقبل سوف تحس أن هذه اللحظات كانت أجمل لحظات العمر.. تعال معي إلى:
المحطة الأولى محطة مباحث أمن الدولة
والمباحث على بابي.. والصهيوني فوق ترابي
تعددت في بلادنا أجهزة الأمن من أمن قومي وأمن دولة وأمن مركزي.. والمقصود طبعًا ليس أمن المواطن “اللي ضاربه السلك” بل أمن الحاكم والكرسي.. أمن النظام والطبقة الحاكمة.. هذه الأجهزة ليست من صنع أيدينا بل أياديهم.. أيادي من يقهرون ويذلون شعبنا.. أيادي الدولة البوليسية الغاشمة.
بأموالنا يتم قمعنا “يا للعجب يا رجب!!”.
حينما تمر بمحطة مباحث أمن الدولة، وسواء كنت في مبنى لاظوغلي أو جابر بن حيان أو ببيت جهنم بمدينة نصر، أو في أي مقر لهذه العصابة بأي محافظة من المحافظات.
فاعلم جيدًا أن القاعدة الأساسية التي يروج لها أعضاء هذا الجهاز في نفوس البشر والمواطنين هي: “أن الداخل إلى مقارتهم مفقود والخارج مولود، وأنهم سادة المجتمع وحكامه ومتحكموه، وأنهم المانح للحياة والسلطان لمن يريدون، وأنهم القادرون على إذلال من يشاءون، وأنهم بيوت الرعب وأيضًا بيوت الرحمة، هم الفاهمون والعارفون لكل شيء، ولا يخفى عليهم أسرار أي نملة تسير على الأرض، وهم الوحيدون الحريصون على مصلحة البلاد “رغم أنهم أول ناهبيها”.
ينبغي أن تعلم يا صديقي أن هذا الجهاز … ذلك المرعى الضخم للفساد والطغيان… دخله عشرات ومئات الآلاف من المعتقلين، وخرج الكثير منهم ثابتًا على المبدأ والعقيدة.. ليس كل من دخله مفقود أو مهزومًا كما يدعون..
تعامل دائمًا مع جلادك على أنك صاحب عقيدة ومبدأ ومثل عليا ومناضل من أجل العدل والحرية.. أما هو فإنه كلب سلطة وخادم ذليل لأي حاكم ولأي عصر، أحدهم ساقني أنا ومجموعة من الشباب عام 1969 مقبوضًا علينا إلى جابر بن حيان بتهمة عمل مجلة حائط.. كان يتحدث أمامنا بأنه ناصري واشتراكي وطليعي، في السبعينيات كان يتحدث أمام نفس المجموعة حينما قبض علي بعضهم بأنه ساداتي عتيد، يراعى العيب وأخلاق القرية وبيحب مبادرة السلام، في التسعينيات أخذ مكافأة نهاية الخدمة بالتعيين محافظًا لأسيوط!!!
البيروقراطي العفن والذي يضع العصابة السوداء على عينيك، وقد يضع القيد الحديدي في يديك، وقد يصفعك بلكمة قوية على الوجه..
لا تخف منه.. فإن تدافع عن وطن هو سارقه.. أنت صاحب مبدأ هو فاقده.. أنت ولاؤك لشعب وقضية وأفكار.. وهو ولاؤه لديكتاتور أو حاكم فاسد… صحيح أنه داخل المبنى هو الأقوى لأنه متحصن بمخبريه وبالزنازين وأدوات التعذيب.. لكن يا صديقي أعلم جيدًا أنه رغم كل هذه الأدوات والإمكانات فهو شخص ضئيل ضئيل وتافه بالنسبة لك.. مهما كنت منبطحًا على أرضية الزنزانة أو مكبلاً بقيد أو لا تزال آثار تعذيبهم على جسدك أعلم أنه بصلابتك ستكون أنت الأقوى وهو الأضعف.. قد يستطيع هذا الجلاد أن يكسر عظامك لكنه لا يجب أن يكسر إرادتك.. وأمام عنادك وجرأتك سوف يحتار هذا العدو الرخيص فيك:
أحد الأصدقاء.. ولمدة 24 ساعة متواصلة.. ظل يتعرض لكل أنواع البطش والتعذيب في لاظوغلي.. في الصباح.. رفع الضابط الجلاد العصابة من على عينيه.. أجلسه على المقعد.. وضع مبلغًا من المال على المكتب.. أخذ يحدث رئيس التحرير لإحدى الصحف و يطلب منه وظيفة لهذا المعتقل.. وظل يعرض رشوته وبضاعته من أجل كسر الإرادة.. كان التصرف من هذا الصديق الرافض لكسر إرادته تصرفًا بسيطًا ورائعًا وقويًا.. لم يتحدث.. لم يقل للجلاد قبلت أو رفضت رشوتك.. قام ووقف.. وأخذ العصابة السوداء من على المكتب.. وعصبها بيديه على عينيه وقال له:
هيا… إكمل وصلة تعذيبك.. يا وليد بيه!!!
بكلمات بسيطة تستطيع أن تكسر إرادة الجلاد موظف الحكومة.. منذ اقتحام منزلك بقوات عسكرية ضخمة، أو خطفك من الشارع بأعداد كبيرة من الجنود.. كل المشاهد والتفاصيل هي حرب نفسية هدفها بث الرعب بداخلك، وبث الرعب في نفوس الآخرين من أهلك وجيرانك والمارين بالشارع… وحينما يعتدي عليك بالضرب أو بالتعذيب.. لا تستقبل الضرب بالاستكانة.. قاوم بكل ما أوتيت من قوة وفي حدود استطاعتك.. الاستكانة سوف تزيد الحزن بداخلك.. المقاومة سوف ترفع من معنوياتك.. وسيعرف الخصم أنه أمام شخص عنيد.
وعند تعرضك للضرب والتعذيب أصمد في العشر دقائق الأولى وتحمل.. ستكون الركلات والضربات مؤلمة في البداية.. بعد ذلك فالجسد لن يشعر بالألم مثل البداية.. لا تقابل الشتائم والإهانة بالصمت رد كل إهانة بإهانة مقابلة.. وكل شتيمة بأختها.. الغالبية من الضباط.. يصابون بالذعر حينما يشتمون أمام مخبريهم، كما أن المخبرين عادة يفرحون لذلك حيث إنهم مقهورون من الضباط.. الهدوء والثقة بالنفس ورباطة الجأش هي عوامل القوة.. لا يهم أنك أجبرت بالقوة على وضع العصابة على عينيك.. المهم أنه رغم وضع العصابة فإنك أكثر ثقة بالنفس والاحتفاظ بأعصاب باردة.. الفيصل في المعركة هو الإرادة.. لا تدخل تحقيقًا داخل أي مبنى من مباني مباحث أمن الدولة.. لا تحقيقًا شفويًا ولا كتابيًا.. الكثير من أعضاء التيار الإسلامي كان يحقق معهم داخل مبنى المباحث وهذا خطأ فادح وتنازل عن الحقوق.. فوفقًا لقوانين هذه الدولة الظالمة.. المباحث سلطات ضبط وإحضار وتحريات.. وليست سلطات تحقيق.. سلطات التحقيق هي النيابة.. ولا يجوز لأي ضابط أمن دولة أن يحقق معك لأنه بالتعذيب داخل المبنى سوف ينتزع اعترافاتك على أشياء لم تحدث.. يستهوى بعض المعتقلين أن يدخل في مناقشة مع ضباط أمن الدولة.. ينبغي أن تقابل أسئلة الضابط بعبارة واحدة:
التحقيق في النيابة.. أنتم وظيفتكم التحريات والضبط والإحضارفقط…..
سوف يرد عليك بكلمات معسولة، “ده مش تحقيق.. إحنا بندردش..” لا تدخل معهم في أى حوار.. خلاصة الأمر.. أنت الخاسر في هذا الحوار.. فأنت لن تغير من طبيعته “فهو حارس سلطة”.. ومن الحوار سوف يتعرف على درجة وعيك.. ثقافتك.. خصائص طبيعة شخصيتك.. وكل هذه الأشياء مهمة بالنسبة له من أجل قمعك وكسر إرادتك.. فلماذا تقدم المساعدة لجلادك؟!.. الحوار معهم حوار الطرشان.. فهم جهاز ومؤسسة قمعية.. لن تغير من هذه الطبيعة بحوارك معهم.. لن تفلح في استقطاب أحدهم.. لأنه مدين لولي نعمته ومن أغرق عليه المنح والعطايا، لأنه حينما ينجح في كسر إرادتك سينال ترقية ما.. مكافأة ما….
أخيرا… حينما تخرج من هذا المبنى تذكر كل المحجوزين خلف أسواره..لأنهم ما زالوا في المحنة.. ولن تزول محنتهم إلا بحل هذا الجهاز.. وأمتى الفجر يا أمة؟!
العدد القادم.. المحطة الثانية.. محطة نيابة أمن الدولة.
كمال خليل من مخربين مصر مقابل الاموال يسارى مين يا يسارى يعنى ايه يسارى يعنى تنتمى الى الغربيين اللهم اجمعك معهم فى الاخره يا يسارى