اقرأ…. فساد الجامعات فى زمن مبارك
هذه قصة واقعية تدل على فساد جامعات مصر فى زمن الفساد فى عصر مبارك كما تدل على أن جامعات مصر قد أصبحت أطلالا وتدل أيضاً على أن دكاترة الجامعات الذين حصلوا على ألقاب وهم ليسوا لها بأهل وجلسوا على كراسى العلم وهم أجهل خلق الله ـ عفوا بل هم لصوص وسراق ـ ومن هؤلاء دكتور فى جامعة سوهاج عرفته ويا بئس ما عرفت !! كان قد حصل على درجة الماجستير فى التاريخ الاسلامى من جامعة القاهرة وناقشت رسالته الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف وهى من ابرز علماء مصر فى التاريخ الاسلامى والوسيط وكان المشرف الدكتور حسن أحمد محمود ، فقام الدكتور البهلول بتقديم نفس الرسالة إلى جامعة عين شمس ولكنها بعنوان آخر قريب من العنوان الأول أى أنها بلغة أهل البلد قلب الرسالة كما يقلب فردة الشراب فى رجله وحصل بها على درجة الدكتوراه وللأسف الشديد اننى وقفت على هاتين الرسالتين فى مكتبة الجامعة وبتقليب الرسالتين تبين أنهما رسالة واحدة والكلام هنا هو نفس الكلام هناك بلا صياغة ولا تبديل ، والغريب فى الأمر يا سادة أن الجامعة وقفت على هذا التزوير وكذلك المجلس الأعلى للجامعات وذلك عن طريق شكوى قدمها فيه عدو له كان بالأمس صديقا له ، فقام الآخر بتقديم شكوى ضد صديقه فتبين أن الآخر سارق لرسالة عالم عراقى يدعى حمدان الكبيسى ، وهذه تهمة لا دليل عليها منه ، بينما التهمة الأولى ثابتة بالدليل ، وما نتيجة هذا ؟ وكيف دخل هذا الرجل الجامعة ؟ من الذى قدمه وعينه فى الجامعة ؟ ما الذى قدمه هو للجامعة ؟ لا شئ ، لماذا ؟ لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، والجاهل لا يقدم علماً ، أضف إلى ذلك أنه كان ـ فى عصر مبارك ـ لك أن تفعل أى شئ ، وكل شئ ، ولا عليك من ذلك شئ !! لأن الواسطة والمحسوبية فوق القانون وفوق العدالة ، ونتيجة ذلك أن جامعة سوهاج التى بناها أستاذة كبار هدمها أمثال هذا الرجل وما أكثرهم !! وللأسف الشديد أن هناك بقية متبقية تتمنطق بمنطق العلم وتحصل على شهادات وجوائز لها نفس الأسلوب المعوج نظراً لتواجدها على الكرسى وقربها من أصحاب القرارات التى تتملك توزيع تلك الشهادات ، ولذلك أريد أن أوجه سؤالاً لكل من هم فى تلك الجامعة ـ إلا قليلاً منهم ممن ننحنى لهم ـ أين كتبكم وأبحاثكم التى أفدتم بها الجامعة ؟
لقد عاش هذا الرجل دهراً طويلاً فى الجامعة وما قدم فيها ورقة بحثية واحدة ، وكان متفرغاً لخلق المشاكل فقط بين أعضاء هيئة التدريس وتطفيش طلبة الدراسات العليا وكان الطلاب يكرهون محاضراته لأنها كانت خارجة عن موضوع الدرس ، وكلها تصب فى حكاوى لا صلة لها بالمحاضرة ، ويا ويل الطالب أو الطالبة التى يقع نظره عليها ، فهى تحمل عبأ رسوبها فى مادته حتى السنة الرابعة من الليسانس ، وكان متخصصاً فى جمع مثالب الآخرين وتهديدهم بها ، كنت أتمنى أن تعاقبه الجامعة أو المجلس الأعلى للجامعات بالفصل أو الحرمان من الدرجة المزورة التى حصل عليها ، ولكن الرجل عاش يجمع فى أموال الطلاب عن طريق المذكرات الملفقة والمسروقة ، ومعه لفيف من هؤلاء ممن هم على شاكلته ، وانتهى الأمر دون عقاب ، لماذا ؟ لأن هذا عصر مبارك ؟ فهل يتغير هذا النظام وتتغير هذه الأساليب الفاسدة التى ورثناها فى زمن مبارك ؟ وهل يستطيع الرئيس محمد مرسى أن يقضى على هذه الظواهر التى قضت على الجوانب العلمية والحضارية فى جامعات مصر ؟ الحقيقة أننى حتى الآن لم أجد فى عصر الرئيس محمد مرسى الوجيز وجه اختلاف عما كان عليه عصر مبارك ولم أجد من ذلك شيئاً يبشرنى !!!
بقلم : الدكتور أحمد حسين النمكى