بقلم: نجلاء الباز
ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ؟ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮﻱ؟ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺪﺏ ﻭﺍﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؟ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﻀﺨﻴﻤﻬﻢ ﻟﺤﺠﻤﻬﻢ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ؟
ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﺨﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻨﺎ. ﺩﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻻﺯﻡ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻟﻮ ﻋﺎﻳﺰﻳﻦ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻘﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺗﻌﻠﻤﻨﺎﻩ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ. ﺭﻫﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻭﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺍﻭﻱ، ﺍﻧﻚ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺨﻠﻴﻬﻢ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﻭﺍﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﺳﻠﻮﺏ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻭﻋﻠﻤﻲ ﻭﺍﻳﺠﺎﺑﻲ، ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﺑﺎﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻘﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻻﻏﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻫﻢ.
ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻧﻨﺎ ﻣﻀﻄﻬﺪﻳﻦ ﻭﺍﻧﻨﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﻘﺒﻠﻨﺎ ﺑﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻛﺘﻴﺮ ﺍﻭﻱ. ﻓﻤﻨﺠﺤﺘﺶ ﻣﺜﻼ ﻻﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﻭﻻ ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺑﻴﻀﻄﻬﺪﻧﻲ ﻭﺧﻼﺹ. ﻣﻔﻴﺶ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎء ﻫﻨﺎ. ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻚ ﺗﻘﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺗﻘﻌﺪ ﺗﻐﻞ ﻭﺗﻬﺮﻱ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻚ. ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻘﻔﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺪﺍﻳﺮﺓ ﻛﺪﺓ ﻭﺗﻨﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺧﻼﺹ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﺳﻴﺮ ﻟﻬﻼﻭﺳﻬﻢ ﺑﻘﻰ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﻀﺎﺋﻊ ﻟﻌﺼﺮ ﺫﻫﺒﻲ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﻬﻢ. ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺑﺮﺿﻪ، ﺗﻔﻀﻞ ﺗﻬﺮﻱ ﻭﺗﻐﻞ ﻭﺗﺤﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻ، ﻭﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﻼﻗﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﻌﺾ ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺘﻬﻢ، ﻟﻴﻪ؟ ﻻﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﻛﺪﺓ. ﺩﺍ ﺍﻧﺖ ﻣﺆﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻫﻤﺎ ﻛﻔﺮﺓ. ﻛﻔﺮﺓ ﻟﻴﻪ؟ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎﻋﻤﻠﻮﺵ ﺯﻳﻚ. ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻳﻄﻮﺭﻭﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ، ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺖ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮﺓ. ﺍﻧﺖ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﻢ.
ﺗﺤﺲ ﺍﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﻣﺠﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﻧﺎ ﺑﺎﺣﻜﻴﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ، ﺻﺢ؟ ﺑﺲ ﻓﻜﺮ ﻛﺪﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻴﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﻴﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻴﻬﺪﺩﻭﻧﺎ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺍﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﻴﻬﺪﺭﻭﺍ ﺩﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺟﻬﺎﺭﺍ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﺩﻱ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺍﻳﻪ؟ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺍﻧﻬﻢ ﻣﺘﻐﻄﻴﻴﻦ ﺑﻴﻨﺎ ﺍﺣﻨﺎ. ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﻼﺳﻒ ﺍﺣﺘﻀﻦ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﻭﺳﻤﺤﻠﻬﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ. ﻓﻴﻪ ﻓﺮﻕ ﺷﺎﺳﻊ ﻭﻣﻬﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻭﺍﻻﺭﻫﺎﺏ. ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﺘﻘﻠﺺ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻨﺎ ﻣﺎﻧﺸﻮﻓﻬﺎﺵ ﻭﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻥ ﻧﺨﺒﻨﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﺍﺭﻫﺎﺑﻲ ﺩﻭﻟﻲ ﺍﻧﻪ ﻓﺼﻴﻞ ﻭﻃﻨﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭﻫﻢ. ﺍﺣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺩﻳﻨﺎﻫﻢ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺩﻩ. ﻭﺍﺳﻠﻮﺏ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻠﻲ ﺻﺪﺭﻭﻩ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﺨﺪﺭﻭﻩ ﻭﻳﺨﻠﻮﻩ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﻢ ﺑﻞ ﻭﻛﻤﺎﻥ ﻳﺜﻖ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻪ ﻳﺠﻴﺒﻬﻢ ﻳﺤﻜﻤﻮﻩ!
ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺪﺓ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﻓﻜﺮﻫﻢ ﻟﻠﻌﻠﻦ، ﻭﻛﺎﻡ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻇﺎﻫﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻃﺮﻣﺦ ﺑﻤﺰﺍﺟﻪ ﻻﻥ ﻧﻈﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻔﻴﻬﺎﺵ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻩ. ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﻟﻌﺒﻴﻄﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﻭﻛﺮﺭﻫﺎ ﻭﺭﺍﻫﻢ. ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﻫﻮ ﺍﺯﺍﻱ ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺎ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻔﻠﻮﻝ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻛﺘﻴﺮ. ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻫﻨﻜﺘﺸﻒ ﺍﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﺨﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻨﺎ، ﻭﺍﻧﻬﻢ ﻣﺼﺪﻭﻣﻴﻦ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﺿﻌﺎﻑ ﺻﺪﻣﺘﻨﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ.