لم يكن الذين أمنوا بالفكر الاخوانى على استقامة فكرية متوازية مع مبادئ إمامهم ” حسن البنا ” الذي اقر في رسالة المؤتمر الخامس – دستور الإخوان – تعريفا لجماعة الإخوان أنها جماعة إصلاحية شاملة تفهم الإسلام فهما شاملا ، وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وأنها دعوة سلفية , وطريقة سنية , إذ هي دعوة تنظر إلى جوهر الدين بشكله الشمولي التكاملي الذي تتناغم قواعده ، وتتواءم مبادئه ليعطينا في نهاية الأمر اعتقاد فكرى متجانس ، فلا يصح ان يكون فيه فرق على الأرض مابين كونه نظرية ربانية وما بين حدوث عملية التطبيق , وذلك ببساطة شديدة لأنة يقوم على شكل رائع من النصوص الإجمالية في القران الكريم , ونصوص تفصيلية مكملة من السنة النبوية المطهرة المعروفة الواضحة .
وبعيدان الدخول في مزيد من التفاصيل حول الجماعة وأركان البناء الفكري حيث يكفى ما سبق لتطبيقه على نص نبوي شريف وأفعال الجماعة منه , النص الشريف أخرجه الإمام الترمذي في كتاب الزهد، باب: هوان الدنيا على الله عز وجل :(4/560برقم: 2320)، والبيه قي في الشعب(7/325)، وأبو نعيم في الحلية(3/353)، والقطاعي في مسند الشهاب(2/116)، والزهد لتناد(1/321)، وابن عدي في الكامل(5/319) من طريق عبدا لحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:« لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ»
والنص بروعته الواضحة لا يحتاج إلى شرح .. والسؤال الم يرد هذا النص في الفهم الاخوانى الشمولي للدين ؟ وكيف يتواءم هذا والاعتقاد المبنى على الدنيا وطلبها بل والمحاربة من اجلها والدعوة إلى إراقة الدماء , وطلب الاستشهاد والنفخ المتعمد والمستمر في نار الفرقة والشقاق بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد بل والبيت الواحد . كيف يستقيم ذلك ؟! كان من الممكن ان يستوعب الشعب هذه الحرب الضروس التي تصر قيادات الجماعة في خوضها ان لم يكن قاعدة الحوار شكل ديني سمح بعيد كل البعد عما يدعون بالنصوص التي يدعون انهم أكثر الناس فهما لها, وعملا بتا , لا يتصور عاقل متابع فاهم لما يدور ان ” الإخوة مؤذن الجهاد الجديد ” قد مر على مسامعهم مثل هذا الحديث الذي وقفت إمامه كثيرا لأقرر ان ادعوهم ان يتحلوا بأخلاقه .. وليس هذا النص الشريف وحده من يوصف الحالة التي عليها الحال , الم يقرا مرشدهم ولا مرسي ولا شاطرهم قول الرسول العظيم لأحد أصحابه ، ” لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتي عن مسألة وكلت إليها وإن أوتي من غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فات الذي هو خير” هذا هو الإسلام الذي نعرف . إسلام يحرم سفك الدماء في سبيل عرض زائل .. إسلام يحترم الإنسان ويعلى من قيم المحبة والمودة بين أبناء الين الواحد والوطن الواحد .. إسلام يرفض التخريب والتجريح .. إسلام يصون الحقوق العامة والخاصة , إسلام يلعن الفتنة ويلعن من أوقدها .. إسلام يصون الناس ولا يفرض عليهم سطوة ولا سلطة .