عاد الشاعر والاديب السوري ادونيس ليشن هجوماً عنيفاً على “الثورة السورية” قائلاً بانها “أكثر سوءاً مما ثارت عليه” معزياً السبب في ذلك الى عدم مشاركة الكتلة المدنية الحقيقية للشعب السوري في المدن الكبرى والتي تمثل حسب رأية العصب الاقتصادي والفكري والبشري للدولة السورية.
واوضح ادونيس بان هذا لا يعني بانه ضد فكرة التغيير والثورة في سوريا قائلاً: ” أنا مع فكرة التغيير لأجل التحول، أنا مع المجتمع المتبدل والحي باستمرار وأنا مبدئيا من أنصار فكر الثورة، لكن الثورة لها أخلاق، قيم، ولها أبعاد إنسانية، والثورة باستمرار يحب أن تكون أفضل من الأشياء التي تثور عليها. إن أول ما فاجأني في هذا الإطار أن الثورة كانت أكثر سوءاً مما ثارت عليه، رغم أن ما ثارت عليه يجب أن يُثار عليه ولست ضد الثورة عليه إطلاقاً”.
واضاف ادونيس في لقاء صحفي، بانه ليس ضد الثورة السورية بحد ذاتها، لكنه ضد الاساليب التي تستخدمها للوصول الى اهدافها: “ثبت بالتجربة أنها ثورة مجلوبة لعناصر مجلوبة من الخارج، هذا أعطاني ثقة أكثر بالشعب السوري لأن الشعب السوري ليس ضد الثورة في عمقه أبداً وإنما ضد الأساليب التي تؤدي في النتيجة إلى ما يناقض الثورة ذاتها”.
وأكد ادونيس ان تغيير الانظمة لا يقود الى اي تغيير حقيقي في المجتمع: “العرب ومنذ عام 1950 لم يفعلوا شيئا إلا تغيير الأنظمة، غيروا الأنظمة كما نعرف لكن لم يتغير شيء، المهم تغيير البنية الأساسية للأنظمة”.
ثم تابع ادونيس قائلاً: ” العرب مأخوذون بشهوة السلطة، حينما يتغير المجتمع حينها تتغير السلطة، إذا قمت بتغيير السلطة من فوق لا يتغير المجتمع، التشديد يجب أن يكون على تغيير المجتمع ومؤسساته ثم تكون السلطة متغيرة تلقائياً”.