في الساعة الخامسة والنصف مساءا تقريبا استقليت احدى سيارات النقل العام للذهاب للسيدة زينب و فؤجئت بأن الشخص الجالس بجواري هو أمين شرطة صغير في السن يرتدي ملابس ملكي ويتحدث هاتفيا مع شخص آخر زميل في العمل فهمت من خلاله أنا وباقي الركاب ( نظرا لعلو صوته ) أنه أمين شرطة يطلب من زميله في العمل عدم الذهاب لقسم الشرطة والاستمرار في الاعتصام قائلا له على حد تعبيره ” خليها تخرب طالما المرتبات شغالة ” ، وما أن انتهى من مكالمته الهاتفية وكان الغيظ يتملكني منه ومن الأحوال المتردية التي تمر بها مصر حتى فؤجئت بسيدة عجوز في المقعد الأمامي ترجوه وتستعطفه بالنزول للعمل ووقف أي اعتصام نظرا لخوفها الشديد على مصر ، وقد بكت السيدة من فرط تأثرها وتوسلها لأمين الشرطة قائلة له ” حرام اللى بيحصل في البلد ” ، ولم تكن تلك السيدة تمثل أو تدعي الوطنية مثلما يفعل الكثير هذه الأيام وإنما كانت تعبر بمشاعر صادقة وعفوية وبسيطة عن خوف حقيقي على مصير الوطن وأمنه واستقراره ، والغريب ان أمين الشرطة أخذ يقدم مبررات للسيدة العجوز عن تعرض رجال الشرطة لاهانات من قبل المواطنين في الشوارع وعن حقوق مادية مهدرة لأبناء الشرطة ولكنه في النهاية مع بكاء السيدة المصرية الأصيلة وعدها بالنزول للعمل من الغد وعدم تحريض العاملين معه في جهاز الشرطة على الاعتصام ، ترى هل سيصدق في وعده ويجفف دموع هذه السيدة ودموع الكثير من أبناء الشعب المصري القلقين على مصير غامض يتهدد وطننا الحبيب
سحر عزام – مصر
تحيا نصر