أكدت مصادر مطلعة بالمقر البابوي بالعباسية أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لا يتأخر عن آداء دوره في خدمة الوطن من أجل حماية شريان الحياة نهر النيل المصدر الرئيسي لحياة البشر والحيوان والنبات.
تستند جهود الكنيسة المصرية في الوساطة مع أثيوبيا الي ثقلها التاريخي هناك ودورها الديني الذي يرجع الي القرن الرابع الميلادي عندما قام بطريرك الإسكندرية البابا اثناسيوس الرسولي برسامة الأنبا سلامه “المصري” أول أسقف لأثيوبيا عام 330م.
أشارت المصادر الي استعداد البابا للسفر الي أثيوبيا للمساهمة في الجهود الشعبية والوطنية الحثيثة من أجل تغيير القرار الأثيوبي بإنشاء سد “الألفية العظيم” الذي يحرم مصر من جزء مؤثر من مياه النيل.. إلا أن الطبيعة العلمانية للحكومة الأثيوبية من جهة. والحالة الصحية للبابا من جهة أخري تعدّان من أهم المعوقات أمام سفر البابا في هذه الرحلة الشاقة. ورغم ذلك مازالت فكرة السفر قائمة وتحت الدراسة. وفقاً للجدوي المتوقعة من جرائها.
الاتصالات المكثفة بدأت منذ 3 شهور ومازالت تتواصل لتتكامل مع المساعي الشعبية.
ما أعظم أن تتضافر الجهود الشعبية في مصر مع جهود الأزهر والكنيسة من أجل التأثير علي القرار في أثيوبيا. لما لهما من تأثير شعبي كبير في وجدان الأثيوبيين.. واضعين في الاعتبار مشكلة الجفاف هناك بسبب عدم انتظام سقوط الأمطار وما يترتب علي ذلك من مشكلات زراعية.
المستشار جميل قلدس رئيس محكمة الاستئناف السابق أشاد بوطنية الكنيسة ودورها في توطيد العلاقات بين مصر وأثيوبيا منذ عهد الامبراطور هيلاسيلاسي مما كان لها تأثير كبير في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية.
واكد أن العلاقات المصرية قديمة مع الشعب الاثيوبي وهذه العلاقات لها أواصر دينية متينة.
وأوضح أن المصريين يؤيدون البابا في حماية حق مصر من المياه وحاجة مصر لهذه المياه لان تأثيره كبير الي جانب المسائل الدبلوماسية الأخري.
وأشار إلي أهمية مشاركة البابا شنودة سواء بالاتصالات أو السفر تعود علي مصر وكما كان يقول دائماً “مصر وطن يعيش فينا وليس وطناً نعيش فيه”.
ووصف وطنية البابا بأنها تدفعه دائماً للعمل من أجل مصر بعيداً عن السياسة وتدخله في أهم مشكلة نابع من وطنيته لاننا نحن في حاجة للمياه ونخشي من تقليل كمية المياه التي نحصل عليها.
أكد قلدس أن مشاركة البابا ليس لها دخل بالسياسة لان البابا لاينتمي الي حزب معين والأعمال التي يقوم بها وطنية ومشاركته في الحياة العامة لمصلحة مصر والوطن.
ومن جانبه يري المستشار رمسيس النجار محامي الكنيسة أن البابا شنودة يمثل رأس الكنيسة وعلاقته بالكنيسة الأثيوبية تدفع محاولة وصول المياه إلي أرض مصر كثيراً واتصالاته منذ عام في اثيوبيا وتقابل مع البطريرك وهناك اتصالات موسعة من أجل هذا الموضوع والتي عاقبت اجتماعات حوض النيل خلال شهر يناير الماضي.
ويري إن تأثير البابا شنودة علي الكنيسة الارثوذكسية الاثيوبية تأثير محبة وله ثقله الديني وزيارته هي أحد الحلول المطروحة وان عدل البابا عن زيارته لاثيوبيا لن يكون هناك حلول بديلة عن توطيد العلاقة بين الكنيستين القبطية والأثيوبية يخلق فراغاً وتباعداً في العلاقات التاريخية. ونحن في حاجة للتواصل من أجل تحقيق التوزيع العادل للمياه ونهر النيل يجري بين مصر أثيوبيا قبل ولادتنا وهناك من ازدهروا وتطوروا وتحاوروا واتفقوا قبل ولادتنا فلابد أن يكون هناك دور للقيادات الدينية وكافة طوائف المجتمع للمشاركة في حل أزمة المياه.
وأكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة ان العلاقات الروحية التي تربط بين الكنيسة الارثوذكسية المصرية والأثيوبية تعد تاريخيا منذ عهد الامبراطور هيلا سيلاسي ولها تأثير عميق وبالتالي مشاركة شخصية روحية قيادية كبيرة تتمثل في قداسة شنودة هذا تعد متابعة حية لهذه المشكلة والتأثير الروحي والوجداني والشخصي من البابا والشخصيات والأحزاب تعد اضافة واضاءة حتي يمكن انها تستعيد عمق العلاقات المصرية الاثيوبية وسنتفيد بكل ثقلنا السياسي والروحي والإنساني والمشاركة ان تكون منهجا جديدا في الدبلوماسية الشعبية والروحية التي يمكن من خلالها توظيف قادة الفكر والدين والسياسة في المشاركة في حل المشكلات من عمق الوطن المصري وتاريخه يرتبط بعمق الاشخاص والقيادات الدينية والفكرية والسياسية.
ونفي العالم تكون ان مشاركة البابا في حماية حق مصر في مياه النيل تدخلا في السياسة موضحا الشخص السياس له مدة زمنية محددة وقال اندونسيا بيننا وبينها مشكلة وتدخل فضيلة الإمام شيخ الازهر الشريف بعمق العلاقات الاسلامية بين مصر واندونسيا وعظمة دور الازهر في هذا المجال لم تقدر ان تقول سوي مصر ومشاركة البابا نوع من التضحية الوطنية ونقول ان الدولة توظف مكانتها بينما إذا عدل البابا عن سفره فبغض النظر عن السفر المادي مجرد المشاركة والمتابعة والاهتمام بالتفاعل والاستفادة من العلاقات الاثيوبية المسيحية فهذا الاهتمام من البابا له تأثير ايجابي.
وأكد ثروت بخيت عيسي المحامي بالكاتدرائية ان تحالف دول منابع النيل التي تقوده اثيوبيا وأوغندا ضد مصر والسودان كشف عن انحسار دور مصر خلال العشر سنوات الماضية وقيام دول المنبع بعقد اتفاقيات فيما عدا دولتي المصب مصر والسودان والقي بالمسئولية علي الخارجية المصرية التي لم تقم بالدور المنوط بها وعدم الاهتمام بالبعد الاستراتيجي للدول الافريقية اسفر عن تصدع بين دول حوض النيل في الأيام الماضية خاصة في ظل الاعتذار الذي قدمته الحكومة البورندية لمصر عبر القنوات الدبلوماسية عن قيامها بالتوقيع علي الاتفاقية الاطارية لاعادة تقسيم مياه نهر النيل في نهاية شهر فبراير الماضي.
وانقطعت العلاقة بين الكنيستين بقيام الحكم الشيوعي عام 1974 بقيادة منجستو ضد الامبراطور هيلاسيلاسي الذي قتل وألقي القبض علي المطران حتي تم اعدامه عام 1979 وتعرضت الكنيسة في اثيوبيا لهجوم من الشيوعية إلي أن تم اسقاطها عام 1991 ميلادية وبعد سقوط النظام تم انتخاب اسقف اثيوبي جديد للكنيسة وهو الانبا بوولوس الذي قام باعادة العلاقات بين الكنيستين وكان أول زيارة له لمصر مع وفد اثيوبي عام 1993 ثم نظم بروتوكولا ينظم العلاقة بين الكنيستين عام 1994 الا ان العلاقات توترت مرة أخري عقب سيامة خمسة اساقفة اريتريين عام 1994 بسبب الحرب بين اثيوبيا واريتريا والتي انتهت بانفصالهما وتم سيامة بطريرك جديد لاريتريا علي يد البابا شنودة الثالث عام 1999 ليكون أول بطريرك لها بعد الاستقلال مما جعل العلاقات تتوتر بين الكنيسة القبطية والاثيوبية بينما ساهمت زيارة البابا في توثيق العلاقات بين البلدين وقد نجح قداسة البابا شنودة في نزع فتيل التوتر مع اثيوبيا بزيارة تاريخية قام بها عام 2004 كان لها عظيم الاثر علي العلاقات بين البلدين علي المستوي الشعبي والرسمي حيث استقبله الشعب الاثيوبي استقبالا حافلا.