رغم انها تحقق في كل يوم مكسبا جديدا لصالح الشعب الا ان محاذير كثيرة لاتزال تتربص لمسيرة ثورة 25 يناير .. أخشي أن تؤثر عليها.. فتنشر الضباب حول أهدافها.. لتضيع منها معالم الطريق.
لا أحد يمكنه أن يتجاهل هذا الحراك السياسي الهائل نحو التعددية والتنافسية.. لكني أخشي ما كشفت عنه من عنف في أغوار بعض النفوس وجوانب سلبية في ادارة هذا الحراك والإيحاء بأن الثورة إنما قامت للترويج لهذا الفصيل بذاته أو هذا التيار أو هذه المجاعة.. وكأن غياب “رأس” الثورة قد سمح للكثيرين ان يمتطوا ظهرها.. ويرتدوا عباءتها.. بل ويدعون انهم هم وراءها.. ووقودها!!
أيضا ما كشف عنه بعض المسئولين من تراجع حقيقي في المصادر الرئيسية للدخل القومي وانعكاس ذلك بالطبع علي مئات الألوف من الأسر.. وهبوط منحني “السعادة” بين أبنائها.
ثم هذا “التوقف” القاتل للمشروعات المفتوحة في مياه الشرب والصرف الصحي علي وجه الأولوية والخصوص.. والتي تمس صميم حياة المواطنين فوق 80 في المائة من أرض مصر.
ما أخشاه في تراجع الأرقام المخصصة لموازنات المحافظات رغم اتساع رقعة الأمل التي أحدثتها الثورة وعبرت عنها الاحتجاجات الفئوية.. بما يؤدي في النهاية إلي صدام حقيقي بين المواطن بمشاعره وأحلامه وبين واقع يترجم بالحقيقة حجم التراجع الكبير في الايرادات السيادية للدولة من مصادرها التي تزلزلت بالفعل بحكم الأحداث التي رافقت الثورة.. ولاتزال.
ما أخشاه ان المواطن المصري ليس جاهزا ولا مؤهلا لتحمل الكثير من الصبر عما صبر عليه طوال عقود طويلة مضت.. فهو يوشك أن يمسك من أسماء بالأمل.. فاذا أصابه الاحباط.. فلن يسعه ميدان التحرير.. أو كل ميادين التحرير.
هذه المعادلات الصعبة بين واقع صعب صعب.. في غياب مؤشرات حقيقية تقول بامكانه انتهائه أو انحساره.. بين امال تحلقت وتعلقت بالثورة.. وحكومة الثورة.. وحياة الثورة.. انها أمور أرجو أن تنال حظها وحقها من عناية ورعاية واهتمام المجلس العسكري الأعلي.. وحكومة الدكتور عصام شرف.. وأيضا هؤلاء المحافظين الجدد الذين أشفق عليهم كثيرا.. وسيكون هذا علي مقال قادم بإذن الله.
بتطبيق القانون سوف يتم معاقبة الفساد — لن ينصلح مصر بدون تولى البرادعى الحكم –(صوتنا مع يابرادعى)