تخسر الامارات إذا كانت تنحاز لرئيس تنحى أو لفساد استفادت منه شركاتها التجارية.. أرجو ألا تكون السياسة قد اختلطت كثيرا برجال الأعمال.. وألا يكون الأبناء قد نسوا حكمة الأب الحاكم الراحل، وان الصداقة الحقيقية للجماهير والعدل وليست لأشخاص ومصالح ضيقة مهم كسبت المليارات.
قد تكون كل تلك أوهاما ولكنها انتشرت ولاحت.
تأجلت زيارة الدكتور عصام شرف لدولة الامارات وكادت تلغى جولته فى الخليج لولا أن تحمست مصر والسعودية وقطر وتعجلت اللقاء الذى يأتى فى موعده عربيا وسياسيا واقتصاديا.
كان قد تردد أن ملوكا وسلاطين وأمراء عربا أزعجهم ما جرى للرئيس حسنى مبارك باعتباره واحدا منهم مثلهم يحكم على طريقتهم ولو كان بدرجة رئيس جمهورية.. ولكننى أعتقد بأن أحدا قد تدخل بشكل مباشر فلا هو يستطيع ولا ثورة مصر تقبل.
غير ان حديث الاسثمار العربى لدعم الاقتصاد المصرى كان يمكن أن يكون مدخلا لطلب وقف محاكمة الرئيس السابق.. ومع شدة الحاجة لمثل تلك المليارات والمشروعات العربية فان الشروط مرفوضة.. لذلك لم تعد مطروحة بالطريقة الفجة التى عرضت بها والرفض المسبق من جانبنا مما أوحى بأنها كانت بالونات اختبار وجس نبض للاخراج.
قال البعض بأنها المصالح التى وقفت وراء مواقف حكام بعض الاخوة العرب من الثورة المصرية لأن حديث القضاء على الفساد وكشفه أصبح جادا واسقاط الحماية المشبوهة عن الذين نهبوا مصر لا رجعة فيه، ففتحت ملفات طالت أمراء بقدر «الوليد بن طلال» ورجال أعمال لا يقلون نفوذا عن الأمراء.. وقد تصوروا ــ وعندهم حق ــ ان الاستثمار فى غياب «مبارك» ورجاله لا يحقق أطماعهم.. ومن هنا رأى البعض أن الدفاع عن الرئيس المصرى السابق مرتبط بمصالح عربية تجارية.
تصرف «الوليد» بحكمة وتراجع «الخرافى» رحمه الله عن تهديدات مساعديه بسحب مشروعات لم تبدأ بعد عن حب لمصر ولكن يبدو أن «الفطيم» الإماراتى كان له موقف آخر إذ قرر اللجوء إلى التحكيم الدولى فى نزاعه مع شراء أرض فى القاهرة الجديدة قبل سبعة أعوام بنفس الطريقة التى كانت تدار فيها الأمور والتى أدخلت المسئولين السجن.. ورفض «الفطيم» دفع فرق الأسعار وهو تسعمائة مليون جنيه بعد أن ثبت فساد الصفقة، واختار أن يشكو مصر فى المحاكم الدولية مطالباً بتعويض ثلاثة مليارات ونصف مليار جنيه.. فهل هذا هو سر غضب دولة الإمارات؟
ولو انها قصة أخرى فقد كان التعاون بين القاهرة ودبى أحد أهم أسباب محاكمة «هشام طلعت مصطفى» فى قضية مقتل «سوزان تميم» على أرض الإمارات.. و«هشام» وقتها كان واحداً من المدللين فى النظام السابق يدافع عنه حكام القاهرة بكل قوة وإنحياز.
أما ما يقال عن أن سبب الغضب الخليجى الذى أفصحت عنه الامارات فيعود للتقارب الدبلوماسى بين القاهرة وطهران، باعتبار المشاكل القائمة فى المنطقة بل والأطماع الايرانية فى الخليج واحتلال جزر إماراتية.. ولكن كل ذلك لا يحول دون عودة العلاقات المصرية الإيرانية فذلك يفيد قضية العرب أم أنهم يتصورون ويدعون أننا سنقف إلى جانب إيران.. ثم أليس من الطبيعى وجود تلك العلاقات الدبلوماسية وألم تكن قائمة من قبل طول عمرها.. ماذا استجد إذن؟!
وما يقال عن تصدير الثورة المصرية للبلاد العربية أكثر غرابة لأن الثورات تقوم لأسباب أخرى أساسها القهر الداخلى وفساد الحكم، وليست العدوى؟!
تخسر الإمارات وهى الصديقة لشعب مصر قبل حكامه.. أو لعلها تصرفت بشكل عاطفى أو بتحريض التجار وكل تلك الأسباب إلى زوال.
أرجو أن يكون كل ما قيل هو أضغاث أحلام، قد يصلحه «ماتش كورة» فما بالك بلقاء صريح ودود جميل مع ممثلى مصر الجديدة؟!
ارجو من الاخوة العرب فهم مايجرى فى مصر بشكل عام وليس بشكل خاص لانه الوضع فى مصر اكبر من العلاقات الشخصية وان يتفهموا الوضع المصرى وان هذا شان داخيلى بحت وزاى ما هما بيحربوا الفساد احنا كمان بنحارب الفساد ونرجوا منهما ان ينظروا الى ابعاد من ذللك