بلا شك ستكون الانتخابات البرلمانية القادمة بداية خريطة الطريق لرسم ملامح مصر الجديدة.. مصر الثورة.. مصر الحرية والكرامة.. بعد رحيل نظام مبارك الذي حول مصر إلي عزبة من الفساد والمفسدين.. وسيكون الرهان فارقا بالنسبة لمستقبل مصر عند اختيار أعضاء هذا البرلمان فإما أن يختار الشعب المصري من يعبر عن طموحاته وآماله نحو إرساء قواعد دولة ديمقراطية عادلة يسود فيها القانون والدستور ويصبح الجميع متساوون أو نفأجأ بنكسة أكثر إيلاما من نكسة 67 لكن نكسة الثورة لو حدثت كما يخطط لها أعداؤها فإننا سوف نفقد غايتنا في الوصول إلي الديمقراطية علي الأقل خمسين عاما جديدة لذا فان الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون تاريخية بلا شك واتمني أن نعبر من خلالها إلي مصر الديمقراطية العصرية التي يعيش فيه أبناء الوطن عليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق ولأن المبدأ السياسي التاريخي يؤكد إن السياسة لا تعرف إلا لغة المصالح مهما اختلفت الرؤي والمبادئ ومهما تنوعت الأيدلوجيات وبعد حل الحزب الوطني ومصادرة أملاكه فان جميع المؤشرات تدل علي إن البرلمان القادم لن تحصل فيه احدي القوي السياسية الحالية سواء أحزاب أو جماعات دينية علي أغلبية تتيح لها تشكيل الحكومة منفردة لذا فان جميع القوي السياسية بدأت تدرس احتمالية التحالفات التي تمكنها من المشاركة في الحكومة الائتلافية المحتملة التي سيتم تشكيلها عقب أول برلمان منتخب بعد ثورة يناير.
كل المؤشرات تشير إلي تحالف محتمل في الانتخابات القادمة بين حزب الوفد الذي ولد من رحم ثورة 19 الشعبية وبين جماعة الإخوان المسلمين الإسلامية التي تعلن بشكل مستمر عن رؤاها التقدمية لطمأنة الشارع المصري الذي يشعر بخوف مبرر من المتأسلمين فمازالت عالقة في الأذهان أحداث العنف التي قادتها الجماعات المسماة بالإسلامية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي لكن تحالف الوفد الإخوان ليس ببعيد فقد تحالفوا من قبل في انتخابات مجلس 1984.
والمتابع لتصريحات المسئولين في الوفد والإخوان يؤكد أن التحالف قادم لا محالة فقد أعلن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد مرارا أن الحكومة القادمة في مصر ائتلافية ولن يفوز حزب أو جماعة بالأغلبية منفردا بل أعلن إن الحزب يدرس طلبا إخوانيا بالتحالف في الانتخابات القادمة وهو تقريبا نفس المعني الذي عبرت عنه قيادات الإخوان بأنهم لا يسعون إلي أغلبية برلمانية وإنهم سوف يترشحون علي 35% فقط من المقاعد وأعلن المرشد العام الدكتور محمد بديع ما يسمي بقائمة الوحدة الوطنية مطالبا جميع الأحزاب والقوي السياسية بالمشاركة فيها.
الاتفاق في الرؤي والأهداف سيؤدي قطعا إلي التحالف.. وفي رأيي سيتم تقسيم التورته بينهم كالتالي.. تشكيل حكومة ائتلافية تكون الغلبة فيها للوفد مستفيدا من قبول الشارع له كحزب سياسي ليبرالي والخوف من الإخوان كجماعة دينية أما الاحتمال الآخر أن يدعم الإخوان مرشح الوفد للرئاسة ليصبح الرئيس وفديا إذا تمسك الإخوان بما سبق أن أعلنوه انه لن يكون للجماعة مرشح للرئاسة