كان في حياته بمثابة حصان طروادة الذي مكن جورج بوش الابن من الفوز بفترة رئاسية جديدة في انتخابات 2004 فهل سيكون اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة هو صك البقاء للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما كي يظل في سدة الرئاسة لفترة أطول ويحقق الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر 2012؟
الوقائع تشير إلي أن أوباما لم يحقق فقط وعدا قطعه علي نفس خلال حملاته الانتخابية في عام 2008 بقتل بن لادن. وإنما تغلب علي ما كان يشيعه الحزب الجمهوري بأن أداءه مثل أي رئيس ينتمي للحزب الديمقراطي ضعيف فيما يتصل بقضايا الأمن القومي. بدليل أنه نجح فيما فشل فيه الرئيس السابق بوش الابن- الجمهوري- علاوة علي رفع اسهمه فيها يتصل بالسياسة الخارجية.
ربما تكون هذه المكاسب هي أوراق الاعتماد التي سيقدمها أوباما للناخب الأمريكي الذي تسكنه وتسيطر عليه الهواجس الأمنية والتي نجح سلفه في اللعب عليها للفوز بالانتخابات من خلال التحذير من استمرار خطر بن لادن الذي طلب وقتها من الشعب الأمريكي في تسجيل صوتي ألا يصوت لصالح بوش الابن والتصويت لصالح المرشح الديمقراطي جون كيري ولكن هذا الرهان ربما يكون هذه المرة غير كاف ولن يفلح وحده في ضمان الفوز لأوباما في ظل الضغوط المتواصلة التي تعانيها الأسر الأمريكية بسبب بطء التعافي الاقتصادي وارتفاع الأسعار وتفاقم معدلات البطالة.
وبالتالي يمكن القول إن مقتل اسامة بن لادن سيكون بدون شك طوق الإنقاذ لشعبية أوباما المتدهورة والتي تقلصت إلي ما دون 50% حتي وقت قريب. ولكن سيظل أداؤه فيما يتصل بقضايا الاقتصاد هو الأكثر تأثيرا في جموع الناخبين وستصبح الرهانات الاقتصادية هي عامل الحسم في المعركة الانتخابية والآن وبعد أكثر من 9 سنوات علي الحملة العسكرية علي أفغانستان سيكون أوباما مطالبا بالتصدي لعاصفة من الدعوات من جانب حلفائه قبل خصومه بإنهاء هذه الحملة التي كبدت الاقتصاد الأمريكي ملايين الدولارات وأزهقت حياة أكثر من 1500 جندي أمريكي.