في الوقت التي تتزايد فيه المطالب الدولية برحيل القذافي نشب قتال عنيف أمس بين مجموعة مسلحة من الثوار الليبيين والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في الأطراف الغربية لمدينة مصراتة.
وشوهدت أعمدة من الدخان والاتربة تتصاعد من الاماكن التي سقطت فيها قذائف المورتر التي أطلقتها قوات القذافي فيما رد المعارضون باطلاق الصواريخ ونيران المدافع الرشاشة وهم يكبرون.
وقال مصدر من الثوار إن ستة مقاتلين أصيبوا في القتال بينهم اثنان في حالة حرجة. وقال مصدر ثان إن الثوار يتعرضون لهجوم من كل الجوانب بالصواريخ والقذائف الصاروخية وقذائف المورتر مشيراً إلي أن قوات القذافي يبذلون قصاري جهدهم للعودة الي مصراتة.
ومصراته هي ثالث أكبر مدينة ليبية وتقع علي بعد نحو 200 كم شرق طرابلس. كما تعد أكبر معقل للثوار في غرب ليبيا وشهدت معارك عنيفة منذ بدء الصراع في ليبيا قبل ثلاثة أشهر. وطرد الثوار قوات القذافي من وسط المدينة لكنها مازالت تهاجمهم من مواقع لها عند مشارف المدينة.
واتهم الجنرال الكندي تشارلز بوشارد قائد عملية حلف شمال الأطلنطي “الناتو” في ليبيا قوات القذافي بزرع ألغام أرضية حول مصراته من أجل منع سكانها من الحركة مشيراً إلي أن هذه الخطوة هي جزء من جهود النظام الليبي لاستعادة قبضته علي المدينة.
وفي جنيف قالت منظمة الصحة العالمية إن القتال في مصراته يتسبب في مقتل 12 شخصا وإصابة 70 آخرين في كل يوم. وأوضحت المنظمة أن عدد القتلي والجرحي تناقص بشكل كبير في الأسبوع الماضي بعد أن خفت حدة القتال لكنها أكدت أن الأوضاع الصحية لا تزال حرجة.
وفي خطوة مماثلة لما سبق أن اعلنته فرنسا قررت بريطانيا إرسال مروحيات هجومية للمشاركة في الأعمال العسكرية في ليبيا وجاء تأكيد إرسال المروحيات إلي ليبيا بعدما أعطي رئيس الوزراء ديفيد كاميرون موافقته علي هذا الأمر خلال قمة المجموعة الثماني في دوفيل بفرنسا .
وقال الجنرال تشارلز بوشارد إن المروحيات البريطانية والفرنسية ستعمل تحت قيادة الحلف مشيراً إلي أنها ستدخل الخدمة قريبا عندما تكون جاهزة.
وأوضح أن المروحيات سوف تستخدم لتوجيه ضربات اكثر دقة للقوات الموالية للقذافي فيما استبعد أي احتمال لاستخدامها في نقل قوات إلي الأراضي الليبية.
من جانبه قال الرئيس الامريكي باراك أوباما أن الولايات المتحدة وفرنسا اتفقتا بشكل كامل علي ضرورة استمرار التدخل الذي يقوده حلف الناتو في ليبيا الي ان تنتهي الازمة.
وقال أوباما بعد محادثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي أثناء قمة مجموعة الثماني إن الزعيم الليبي معمر القذافي يجب أن يترك البلاد. وجاءت تصريحات ساكوزي مماثلة في هذا الشأن حيث قال “علي القذافي أن يرحل.. من حق الليبيين التمتع بالديمقراطية”.
وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إن المانيا تريد أن يرحل الزعيم الليبي معمر القذافي وأن هذا ليس موقف بلادها وحدها. كما انضمت روسيا إلي القوي الدولية المطالبة برحيل القذافي لكن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية قال إن روسيا مستعدة للتوسط في الازمة الليبية بعد ان طلب منها ذلك شركاؤها في المجموعة.
وأوضح ميخائيل مارجيلوف ممثل روسيا الخاص للشئون الافريقية أن بلاده أجرت اتصالات مع الدوائر المقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي ويمكنها أن تناقش مسألة تنحيه عن السلطة.
وأضاق قائلاً “كان يتعين ان نتحدث الي القذافي شخصيا لكننا ناقشنا الامر مع اعضاء حكومته وربما مع ابنائه. ونواصل اجراء مثل هذه الاتصالات.. فثمة أمل في حل سياسي”.