لم يكن يحلم المصريون طيلة السنوات السابقة من الحكم الديكتاتوري المستبد ان يري نور الحرية كان يحلم بفجر جديد وبارقة أمل تطل بشعاعها كان يسعد قديما بنصر معنوي في مباراة أو بطولة ولكن جاءت لحظات الخامس والعشرون من يناير لتكون النور الذي انتظره الشعب دوما وظل حلما عالق بالأذهان لفترات طويلة خرجت الجموع تنال من الفساد وتقهره تسابقوا لتحطيم أغلال اليأس والقيود والهيمنة ويستنشقوا نسيم الحرية بعد فترة لم يستنشقوا بها الا رائحة العفن والفساد افترش المصلون الأرض سجودا وشكرا لله علي نعمة الحرية وسقوط الظالمين نسي المصريون أنهم في فصل الشتاء وباتوا يحمون ديارهم من شرذمة خرجت تنتهك ستار الليل وتهدد أمنهم كل هذه احاسيس واحداث افرزتها ثورتنا الباسلة ولكن مطلوب توخي الحذر حتي نحافظ علي بريق ثورتنا وطهارتها فالبعض قد استغل الثورة بشكل سلبي وتوصلت افكاره لمفهوم الحرية بالشكل الخاطيء فسادت حالة من الفوضي الاخلاقية بين البعض وسادت الانتهاكات الواحدة تلو الأخري بلا وازع أو رادع فامتلأت الشوارع والميادين بالاكشاك في اي مكان يحلو لهم وتسابق الجميع في البناء وتعلية الادوار بالعمارات دون تراخيص او رقابة وامتلات الطرق الرئيسية علي أخرها بردم المباني والمخلفات وملات الفوضي الشوارع وانتشر الباعة الجائلين في كل مكان وفي أي توقيت وارتفعت الاسعار لكل المنتجات دون اي مبرر واضح أو تفسير وانتشرت المظاهرات الفئوية في كل الأماكن والطرقات وزاد الخوف وفقدان الامان بين الأشخاص لانتشار البلطجية واللصوص وتولدت المفاهيم الخاطئة للحرية بشكل مؤثر وواضح في انتشار الافكار والتيارات بصورة مبالغ فيها وملحوظة بشكل كبير ومؤثر ومحاولة البعض فرض الأراء الخاطئة علي انها الصواب مستغلين فرض افكارهم عبر المظاهرات وبعض القنوات الفضائية المغرضة والمطلوب في هذه المرحلة التفكير بتريث وبتمعن للحفاظ علي بريق ثورتنا المطلوب تغيير وثورة في الاخلاقيات والضمائر المطلوب تهذيب النفوس وردعها عن الفساد وفرض النفوذ ومقاومة الفوضي والبلطجة واصحاب المصالح الشخصية المطلوب العمل في الفترة القادمة بشعار انكار الذات من أجل صالح هذا البلد مصر كي ننعم سويا بالحرية وبنسيم وعطر ثورتنا الغالية هيا نتعب سويا كي ننعم بمصر بلدنا الغالية كي نهنيء شعبنا الغالي الذي كتب بدماء شهدائه الأبرار تاريخا أبيض صار حديث العالم كله واصبح رمزا خالدا يراه الجميع منارة يهتدون بها حماكي الله يا مصر