أقرأو ذلك التقرير الذى نشر فى جريدة الشرق الأوسط فى 24 يناير 2008 و سوف تعرفون كيف بدء من داخل ديوان رئاسة الجمهورية تشكيل مافيا القمح و توريد القمح التالف المستخدم كأعلاف فى بلد المنشأ الى المطاحن المصرية على أنه قمح سليم و صالح للأستخدام الأدمى.
هذه القصة تروى أن أبن واحد من اللى موجدين فى مكتب رئاسة الجمهورية بالصدفة بقى عنده شركة هى التى تقوم بتوريد90% من القمح للحكومة المصرية… فين جودت الملط و جهازه العظيم.
ترى من يكون ذلك الرجل و أبنه داخل رئاسة الجمهورية؟
رجل الأعمال المصري محمد عبد الفضيل.. بدأ مقاولا فاشلا وأصبح من أكبر موردي القمح في الشرق الأوسط
يرى أنه إذا اجتمعت السياسة و«البيزنس» فلا بد لواحدة أن تقضي على الأخرى
محمد عبد الفضيل
القاهرة: عادل البهنساوى
يعد رجل الأعمال المصري المهندس محمد عبد الفضيل بمثابة المستشار غير الرسمي للحكومة المصرية للقمح والحبوب المستوردة من الخارج وهو صديق مقرب لعدد من المسؤولين والوزراء في مصر بحكم اهتمامه بالعمل العام في اتحاد الصناعات والغرف التجارية وموقعه كمدير لأكبر شركة لتداول الحبوب في مصر تتعامل تجاريا في نحو 3 ملايين طن سنويا اي نصف ما تستورده البلاد من القمح.
والمتابع للقفزة الهائلة التي حققها عبد الفضيل (44 عاما) في حياته منذ تخرجه في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1986 يدرك أن صاحبها كان مدفوعا بإرادة التحدي لينتصر على الفشل الذي لازمة بداية مشواره العملي عندما كان يطمع في أن يكون مقاولا مشهورا. يقول عبد الفضيل: «بدأت مهندسا في إحدى كبريات شركات المقاولات المصرية العامة، إلا أنني آثرت الانسحاب منها ودخول عالم المقاولات الخاص وفكرت وخطوت نحو تأسيس شركة خاصة عام 1988 وفكرت في تأجير وشراء بعض المعدات اللازمة لأعمال المقاولات وتوفير العمالة وكان علي حينئذ أن أدبر الأموال اللازمة، لذا اتجهت إلي والدي الذى كان يعمل وقتها وكيلا للوزارة في رئاسة الجمهورية كي يساعدني في أن انطلق إلى عالم المقاولات، فرد قائلا «مش هاقدر أعطيك فلوس ممكن أسلفك»، وبالفعل اقرضني مبلغ عشرين ألف جنيه أنفقتها على هذا الغرض ولكن فروق الأسعار دفعتني إلى خسارة كل شيء، فطلبت من والدي قرضا آخر فرفض، وقال لي اذهب إلى البنك، وبالفعل توجهت إلى أحد البنوك واقترضت مبلغ 250 ألف جنيه (الجنيه يساوي حاليا 5.5 دولار)، ولكن استمرت الخسارة لأن ضميري لم يسمح لي بالتلاعب في الخامات مثلما يفعل البعض كي أتمكن من تحقيق الأرباح. ويضيف: «استمرت الخسارة وفقدت كل شيء وأصبحت مدينا للبنك بالمبلغ، وكان علي أن أسدده فطلبت من والدي الوقوف بجانبي فرفض وقال لي «الفلوس أنت الذي اقترضتها وأنت الذي سيسددها»، وفوجئت بعد أسبوع بإنذار من البنك يطالبني بالسداد، فاضطررت إلي الاتجاه إلي مجال التجارة للحصول على أموال بشكل سريع لمواجهة المأزق وبدأت أوزع «ملابس حريمي» في وسط البلد من مصنع لأحد أقربائي وعملت أيضا في تجارة الحديد من ليبيا إلى مصر في بداية عام 1990 واستطعت جمع مبلغ 100 ألف جنيه وتبقى مبلغ 150 ألف جنيه للبنك فقررت أنا وزوجتي بيع الشقة والذهب الخاص بها والانتقال للعيش عند والدتها.
ويضيف عبد الفضيل: «أغلقت كل الأبواب في وجهي ومررت بظروف صعبة ولكن كان لدي إرادة التحدي والخروج من هذا الواقع السييء» ويكمل: اتصل بي والدي لتوفير حبوب لمزرعة دواجن في محافظة بني سويف وسط البلاد كان يمتلكها وبعد البحث علمت أن إحدى الشركات في العاصمة تبيع هذه المنتجات واستطيع القول إن مشواري إلي هذه الشركة وهي «سام جرين» كان طريقي إلي عالم «البيزنس» الحقيقي والذي لم يكن في حسباني إطلاقا وهو العالم الذي جعلني واحدا من رجال الأعمال المعروفين في تجارة الحبوب في مصر. وعن هذه البداية يوضح عبد الفضيل انه من خلال مزرعة والده شعر أن العمل في مجال تجارة الحبوب سيحقق مكاسب كبيرة وينتشله من عثرته فقام بشراء الحبوب من الشركة بالتقسيط ليوزعها على المزارع المختلفة وفي خلال 6 اشهر كسب 150 ألف جنيه وهي قيمة المديونية المتبقية للبنك.
ويضيف: «عندها أخذت المبلغ وتوجهت إلي البنك لكي أسدده وعندما قابلت مساعد المدير لسداد المبلغ كانت المفاجأة التى لم أكن أتوقعها علي الإطلاق بعد أن أحضر مسؤول البنك كشف الحساب حيث تبين أنني «دائن» للبنك بمبلغ 100 ألف جنيه ولست مدينا بـ150 ألفا، عندها أخبرني مسؤول البنك «أن قصة القرض من البنك كانت وهمية من البداية لأن والدي دفع 250 ألف جنيه للبنك من البداية وطلب منا أن نخفي ذلك عنك كي تتعامل معنا على أن المبلغ قرض من البنك في الأساس».
يقول عبد الفضيل «في الحقيقة اعتبرت ذلك عملا قاسيا من أبي لأن حجم المعاناة التي واجهتها حتى أسدد الأموال لا يطيقه إنسان لكن بعدها قال لي أبي حكمة هي التي صنعت طريقي» «أنا فعلت ذلك لتدرك أن ما يأتي بالسهل يضيع سهلاً والذي يأتي بصعوبة لا يضيع إلا بصعوبة ولو كنت قد قلت لك الحقيقة منذ البداية كنت طلبت مبلغ 250 ألف جنيه أخرى.. هنيئا لك عملت منك راجل».
استطاع عبد الفضيل أن يؤسس بعد ذلك شركة «فينوس انترناشيونال» لتجارة الحبوب في مارس 1990 برأسمال 100 ألف جنيه.
ويواصل قصته في عالم الأعمال: «تعرفت حينها علي رجل مصري يوناني كان يعلم أنني أتاجر في الحبوب وكان ممثل شركة « فرودز « الإيطالية فعرض علي شراء حمولة مركب له من الذرة، فقلت له إن إمكانياتي في حدود 5 آلاف طن فقط فوافق شرط ان أقدم له خبرتي عن العملاء والسوق في مصر وقمت بذلك وكل هدفي أن أخدمه حتى أحصل على سعر أقل وقد طلبني بعد أسبوع وفوجئت أنه وافق على بيع الكمية لي بسعر أقل من السوق 20 جنيها في الطن أي 100 ألف جنيه مكسب وطلب مني أن أكون وكيلا للشركة الإيطالية بناء على التقرير الذي أعددته بأمانة وبدون خداع وبالفعل بدأت التعامل معهم وكنت احصل على 5 جنيهات في الطن عمولة قبل البيع وكانوا يوردون إلى مصر كل شهر 4 مراكب حمولة 240 ألف طن وعملت لمدة عام إلى أن تعرضت الشركة الإيطالية للتصفية بعد انتحار صاحبها.
ولا ينوي عبد الفضيل دخول المعترك السياسى لأنه يرى أنه إذا اجتمعت السياسة والبيزنس فلا بد لواحدة أن تقضي على الأخرى، وقال «السياسة لن تطعم أولادي وستعرضني للأذى». كان عبد الفضيل يمارس رياضة الاسكواش وكرة القدم والجري 7 كيلومترات يوميا بعد صلاة الفجر ولكن فروق التوقيت بين مصر والأسواق التي يتعامل معها حرمته من النوم بشكل منتظم فكانت الضحية هي الرياضة والوقت المخصص لأسرته المكونة من زوجته وأولاده الثلاثة الذين لا يراهم إلا في الإجازة.