يبدو أن الآمال مازالت ضعيفة في إيجاد نهاية سريعة للحرب في ليبيا بعد مرور أكثر من 4 أشهر علي بدء الاحتجاجات ضد العقيد معمر القذافي. مع تشبث كل من النظام والثوار بموقفه بشأن مصير القذافي.
ذكرت تقارير صحفية روسية أن القذافي مستعد للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية. في حين أكدت الحكومة الليبية أنها لا تتفاوض بشأن تخلي القذافي عن السلطة.
نقلت صحيفة “كومرسانت” عن مسئول روسي كبير قوله أمس ان الزعيم الليبي “يرسل إشارات علي استعدادات تنحي معمر القذافي والتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية”. مضيفا أن فرنسا تبدو الدولة الأكثر رغبة في تقديم هذه الضمانات عبر رفع التجميد عن بعض حسابات عائلة القذافي. والتعهد بمساعدته علي تجنب المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
جاء في تقرير الصحيفة أيضا ان القذافي يريد السماح لابنه سيف الاسلام بخوض الانتخابات في حالة تنحيه عن السلطة وهو شرط قد ترفضه المعارضة.
من جانبه قال موسي ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية إن المعلومات بشأن تنحي القذافي أو سعيه للحصول علي ملاذ آمن داخل أو خارج البلاد عارية عن الصحة. وأضاف أن المحادثات تدور حول وقف إطلاق النار والمساعدات الانسانية وبدء حوار بين الليبيين وبعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة وهي فترة انتقالية خاصة بالتغيير السياسي الذي سيقرره الليبيون.
كانت الحكومة الليبية أعلنت أمس الاول عن احراز تقدم في المفاوضات التي أجراها مسئولون من نظام القذافي في عواصم أجنبية مع شخصيات من المعارضة للتوصل لحل سلمي للأزمة. لكن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة. نفي إجراء أي مفاوضات مع نظام القذافي.
كما أكد سيف الاسلام أنه ليس هناك أي مجال للتفاوض بشأن نهاية حكم والده المستمر منذ أكثر من 41 عاما بينما تمسكت المعارضة برحيل القذافي. وتراجعت عن تصريحات سابقة بشأن موافقتها علي بقاء القذافي في ليبيا في حال تنحيه عن السلطة.
في هذه الاثناء تتواصل الوساطات بين الجانبين لإنهاء النزاع في ليبيا. ودعا رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما إلي بدء المفاوضات فورا. وطلب من الناتو اقناع المعارضة الليبية بالتخلي عن بعض شروطها المسبقة التي تعوق بدء عملية التفاوض مع نظام القذافي.
وزوما أحد أعضاء لجنة وسطاء الاتحاد الافريقي التي تسعي إلي دفع خطة افريقية لتسوية الأزمة الليبية. لكن الثوار يرفضونها لأنها لا تنص صراحة علي رحيل القذافي عن الحكم. وتتضمن مقترحات الاتحاد الافريقي أيضا استضافة محادثات علي الفور بين طرفي الصراع لمناقشة وقف إطلاق النار والانتقال إلي حكومة ديمقراطية.
في هذه الاثناء يجري مسئول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل محادثات في أنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو ونظيره الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان. وذلك في أعقاب زيارة أوغلو إلي بنغازي. معقل الثوار. واعتراف أنقرة بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي.
قال دبلوماسي تركي إن المحادثات ستمهد إلي اجتماع لجنة الاتصال الدولية بشأن ليبيا منتصف الشهر الجاري في اسطنبول.
وفي السياق نفسه قال مسئول في الاطلسي إن الامين العام للناتو اندرس فوج راسموسن سيلتقي شخصيات في المجلس الوطني الانتقالي الليبي في ال 13 من الشهر الجاري في بروكسل. في أول دعوة من نوعها يتم توجيهها إلي المعارضة الليبية.
من جانبه قال راسموسن إن الناتو يؤيد أن تتولي الامم المتحدة دورا بارزا خلال الفترة الانتقالية نحو الديمقراطية في ليبيا بعد تنحي القذافي.