بقلم المستشار حمدي بهاء الدين
الملاحظة الأولى : حاجب المحكمة عندما قال محكمة إيذانا بفتح الجلسة وبدء المحاكمة كان دلك ايدانا ببزوغ فجر جديد وعهد جديد في تاريخ مصر المعاصر ايذانا بدولة القانون وسيادة القانون ولأول مرة شعب مصر يحاكم فرعونه ليكون عبرة لمن يعتبر وأن الشعوب قادرة على محاكمة الظلمة والطغاة مهما بلغت درجة استبدادهم وسطوتهم وقهرهم لشعوبهم
الملاحظة الثانية: حملت دلائل هذه المحاكمة التي اقشعر لها بدني واهتزت لها نفسي ليحملا معا تحية للشعب المصري الذي أتى بأول ثورة يحاكم فيها فرعونه محاكمة طبيعية وليست استثنائية وأن هده المحاكمة ثمرة تاريخ تراكمي من القهر والاستعباد والاستبداد.
عندما فتح باب القفص لدلوف القتلة واللصوص والفاسدون فتح معها بحق باب الحرية التي منحنا إياها الدم الطاهر للشهداء والمصابين وهبة الثائرين وعزيمة شعب يحمل في تكوينه وعقيدته جين الصبر والاحتمال ولا يعرف جين الخنوع والذل.
الملاحظة الثالثة: إن المجلس العسكري بعد التنحي قام بتحية شهداء الثورة تحية عسكرية أعجبت وأدهشت الثوار واليوم بعدما قام بالوفاء بما وعد به حتى ولو كان تحت ضغط الشعب واعتصام 8 يوليو وتقديمه القتلة واللصوص وبعض رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أمرا جعلني أقف منتصبا مرفوع الهامة أبادله التحية بتحية وأفتخر رافعا رأسي بأنني مصري.
الملاحظة الرابعة :بقليل من نظر ثاقب وبفحص نظرة كل من الرئيس المخلوع ونظرة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي نجد نظرتين مختلفتين تمام الاختلاف :
نظرة الرئيس المخلوع: نظرة ذهول وانكسار بطعم المكر والدهاء بهيئته التي ظهر عليها: صابغا شعر رأسه, حليق الدقن والشارب ,واضح الصوت, مخالفا لما كان عليه من مظهر النوم والاعتلال .
أما نظرة حبيب العادلي :فهي نظرة الفرعون الحقيقي نظرة ذئبية نظرة توعد وتهديد لا تصدر إلا عن قاتل محترف إلا أن نظرة مبارك وحالته هذه لم تكسبه تعاطف الشعب وجاءت بمردود عليه لا له وإن كان مبارك بحالة صحية سيئة وهذا يخالف هيئته التي ظهر عليها فهدا أمر إيجابي لأن حالته المصطنعة لم تمنع الشعب من محاكمته لأن الشعب لن يتسامح أبدا مع من قهره وهمشه وغيب هويته وقزم دوره .
وإذا كان سيناريو لكسب عطف الشارع فلن يحدث ذلك لأن الله لا يذل إلا الظالمين فدعوة مظلوم واحدة يهتز لها عرش الرحمن فما بالك بملايين المظلومين .
الملاحظة الخامسة :إن من المفارقات والتي يثبت بها عظمة الشعب المصري والذي تعرض لمحاكمات استثنائية وتم التنكيل به وإذلاله وتهميشه حتى أنه في فترة ما وصل عدد المعتقلين بقرار إداري وليس حكم محكمة 23 ألف معتقل داقوا مرارة العيش والذل والإبعاد وعندما تأتيه الفرصة لمحاكمة الطاغوت يحاكمه محاكمة عادلة لا استثناء فيها ولا عجلة ولا أحكام معدة سلفا ومن المفارقات ايضا, وأن محاكمة معارضي هدا النظام تمت في الخفاء وفي غيبة من الشفافية وغيبة من حقوق الدفاع أو ضماناته بعكس ما أتاه هذا الشعب مع هذا الطاغية وهؤلاء الزبانية من محاكمة علانية مذاعة أمام قاضي طبيعي
الملاحظة السادسة :الغريب في المحاكمة أن عدد حضور المجني عليهم بشخصهم لم يصل لعدد أصابع اليد الواحدة(4 أفراد) أقل من عدد المتهمين(6 متهمين)
وأن السادة المحامين الحاضرين عن المجني عليهم (الشهداء والمصابين) ظهروا بأقل مما يجب أن يظهر عليه من يدافع عن طهارة هده الثورة ومن يطالب بالقصاص من قتلة الثوار
فكان بعضهم ضعيف اللغة ضعيف المنطق وبعضهم ظهر وكأنه أراد أن يظهر في الكادر والصورة فقط ومنهم من دفعته شهوة الكلام إلى الإطالة بلا فائدة وبلا مبرر ومنهم من أتى وهما بطلبات لاعلاقة لها بالقضية الحاضر فيها ولكن لكي يطمئن الشعب أن ذلك لا خطر فيها لأن دور الدفاع المدعي بالحق المدني (المجني عليهم) دور محدود في إثبات الخطأ والضرر ورابطة السببية بينهم وأن المساحة الأكبر في الدفاع تكون للحاضر مع المتهم .
وسيتم تدارك ذلك باكتمال حضور المدعين بالحق المدني والتنسيق فيما بينهم والعلو على أدران الذات وأمراض النفس وعلوا على حب الظهور وكبحا لجماح شهوة الكلام.
الملاحظة السابعة :الطلبات الكثيرة التي أبداها الحاضرون سواء من هيئة الدفاع عن المتهمين أو المدعين بالحق المدني تؤدي إلى إطالة أمد التقاضي بصرف النظر عن غاية كل طرف في إبداء هذه الطلبات موكول لهيئة المحكمة التي ربما تستجيب لتلك الطلبات أو تطرح بعضها أو تلتفت عنها بالكلية ,كما ان حضور محامي عن هيئة قضايا الدولة وادعاءه ضد المتهمين بالادعاء المدني والتعويض بمبلغ مليار جنيه إنه لدليل على أن الأمور تسير في اتجاه دولة القانون .
الملاحظة الأخيرة :والأمر الذي لفت نظري وجعلني أتواجد خلف قاعة المحكمة بدلا من أن أكون ممن حضروا الجلسة وجود نفر قليل ممن يدعون أنهم من أنصار الرئيس المخلوع يرتدون زيا موحدا ويرفعوا صورا للرئيس المخلوع تستفز مشاعر الثوار وأهالي الشهداء والمصابين وتبادلوا مع أهالي الشهداء والمصابين السباب والقذف بالحجارة وكأن هؤلاء أنصار الرئيس المخلوع يعيشون في كوكب ثان ولم يصلهم نبأ فساده ولا إصدار أوامره بقتل المتظاهرين السلميين ولا إصدار اوامره للجيش بتسوية ميدان التحرير بالأرض قمعا للثورة والثوار.
وطالما الأمر أمام قاضي عادل فما يضيرهم أن يحاكم هدا المخلوع وإني أعتقد أن التضارب في الطلبات بين محامين الدفاع سيؤدي لمفاجات غير متوقعة خاصة عندما الصنوق الأسود لنظام مبارك بسماع شهادة اللواء عمر سليمان والمشير طنطاوي والفريق سامي عنان وإنا منتظرون .
يالهوي عالنفوس ليه كده اولا حضرتك انسان محترم وليك كل الاحترام وارائك ووجهه نظرك تحترم ولاكن ليه انت شايف الموضوع من جه واحده ليه وليه بتتكلم بلسان الملايين ليه وليه كمان بتاكد حاجات انت لم تتاكد منها فعليا مجرد ملاحظات وعلي سبيل المثال حضرتك علقت علي مظهر الرئيس وشعره ولونه وكلام ده طيب ايه عاوز يبقي منكوس وشعره ابيض وطويل وبالرغم من كده وان الرئيس ظهر في مظهر جيد فانك تقول انه طامعه في كسب مشاعر الشعب طيب من باب اولي انه يطلع شكله مبهدل عشان يصعب عالناس المنطق بيقول كده زي الشحات اللي لابس نظيف غير لما تلاقيه مبهدل وعالفكره انا مش بدافع عن الرئيس بس انا بقول الحق وعندي ثقه في الله صحيح لو بصينا حنلاقي معظم الناس حراميه وكل واحد علي قده بس فيه ناس اتكشفت وفيه ناس لا بس في الاول وفي الاخر باراده الله عزوجل يعني فيه ناس ربنا اراد انهم يتكشفوا ويتحاسبوا في الدنيا وفي الاخره وفي ناس اراد انهم يتحاسبوا في الاخره والشهداء ربنا اللي عالم بيهم ودي مكانه عند ربنا كلنا نتمني ان نكون شهداء مفيش حاجه حضيع دمهم والكلام ده انا بس نفسي نخاف علي بلدنا اكثر وونساعد بعض ومش كل واحد يفكر في مصلحته ومطالبه الشخصيه وبس فيه ناس محتاجه المساعده فيه ناس تحت خط الفقر وفيه شباب عاوزه تشتغل عشان تتجوز وحاجات كثير تستحق اننا نفكر ونهتم بيها اكثر مع خالص احترامي لحضرتك
انت عشره على عشره هو ده الصح وكلنا فداكى يامى يامصر مصر وكل فاسد وظالم ليه نهايه وربنا معانا ويحمى مصر
اطالب بمحاكمة كل من يقف مع مبارك واعوانه
وخاصة مؤيديه الماجورين الذين تعودوا على الرشوة والفساد
thank
لو كانت الثورة فشلت لم يرحم حسني او اي واحد من المحبوسين لم يرحمو الشعب وكلنا كنا سنعذب في السجون. قال تعالي: ولا تأخذكم بهم رافه وليشهد عذابهم طائفة من المؤمنين
فالله ارحم الراحمين امرنا بعدم الرأفة مع المجرمين والمفسدين في المجتمع ويجب علينا ان نقيم حدود الله
لو كانت الثورة فشلت لم يرحم حسني او اي واحد من المحبوسين لم يرحمو الشعب وكلنا كنا سنعذب في السجونز قال تعالي: ولا تأخذكم بهم رافه وليشهد عذابهم طائفة من المؤمنين