اقتحمت قوات الجيش السوري مدعومة بمركبات مدرعة أمس منطقة الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية الساحلية لقمع الاحتجاجات التي اندلعت للمطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن نحو 20 دبابة وحاملة جنود مدرعة انتشرت قرب حي الرملة في المدينة المطلة علي البحر المتوسط والتي تظاهر بها عشرة الاف شخص أول أمس في جمعة لن أركع. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن القوات السورية فرضت حظر التجول داخل المدينة فيما سُمع دوي اطلاق نيران كثيف مشيراً إلي أن عددا كبيرا من الناس يفر من المنطقة. وأوضح عبد الرحمن أن جنوداً مدعومين بمسلحين يطلق عليهم الشبيحة داهموا قري قرب بلدة القصير الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان حيث قاموا بحملة اعتقالات. وقال نشطاء سوريون إن قوات الأمن اجتاحت مدينة دير الزور بالكامل وأن أعمالا تخريبية واسعة جرت في المدينة علي أيدي رجال الأمن. وفي محافظة حمص قال ناشط سوري إن قوات تدعمها دبابتان دخلت قرية جوسية علي الحدود مع لبنان مما تسبب في حالة فرار جماعي بين أهالي القرية عبر الحدود والمناطق المجاورة. كما اقتحمت المركبات العسكرية بلدة القصير في حمص حيث نفذت قوات الأمن والمخابرات حملة اعتقالات. وفي سياق متصل. من المقرر أن يعقد مجلس الأمن في الخميس المقبل جلسة مشاورات طارئة حول الأوضاع الحالية في سوريا. ومن المقرر أن تقدم نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الأنسان احاطة الي أعضاء المجلس بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات الأمن السورية ضد المدنيين في مختلف المدن السورية.. ويأتي انعقاد هذه الجلسة الطارئة بناء علي طلب تقدمت به فرنسا الي رئيس مجلس الأمن. وتسعي كل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا الي تمرير مشروع قرار يدين أعمال العنف في سوريا, وذلك وسط معارضة شديدة من الصين وروسيا اللذان يتمتعان بحق استخدام الفيتو ضد مشروع القرار المطروح علي طاولة المجلس منذ اكثر من 5 أسابيع. من جانبه اتهم عامر الصادق ممثل تنسيقيات الثورة السورية نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام أسلحة محرمة ضد المتظاهرين أول أمس في جمعة لن نركع إلا لله, إلا أنه لم يحدد طبيعة هذه الأسلحة. وقال الصادق إن البلاد عاشت جمعة دامية ورجح توالي ارتفاع القتلي مشيراً إلي أن القسم الأكبر من حالات قتل المتظاهرين تم في دمشق وريفها. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن حصيلة القتلي الموثقين بالأسماء لدي المرصد الذين سقطوا الجمعة في سوريا قد بلغت 15 قتيلا. وذكر نشطاء أخرون أن عدد القتلي وصل إلي نحو 20 شخصاً. من جهة أخري رحبت السلطات السورية باتصالات الجانب الروسي مع المعارضة المحلية, باعتبار أن موسكو ستحاول خلال هذه اللقاءات إقناعها ببدء الحوار مع السلطة الرسمية في دمشق. وقال سليمان أبو دياب القائم بالأعمال السوري في روسيا إن روسيا تقول أنها تلتقي مع المعارضة من اجل اقناعها بالموافقة علي الحوار وهذا جيد وطبيعي. وانتقد ابو دياب في نفس الوقت اتصالات الدبلوماسيين الامريكيين مع ممثلي المعارضة السورية, قائلاً إن الولايات المتحدة لا تود اقناعهم ببدء الاتصال مع ممثلي السلطة السورية.