هزت انفجارات واعيرة نارية طرابلس عاصمة ليبيا امس في الوقت الذي وصلت فيه الانتفاضة المستمرة منذ شهور إلي العاصمة الليبية مع تأكيد الثوار بأنهم يوشكون علي انهاء حكم القذافي المستمر منذ 42 عاما. وقال الثوار انهم سيطروا علي جيوب في طرابلس بعد ليلة من القتال مع القوات الموالية للقذافي. وقال احمد جبريل المتحدث باسم الثوار ان عملية جارية الان في طرابلس بمشاركة حلف شمال الاطلسي بهدف عزل العقيد معمر القذافي حتي يستسلم او يرحل. وفي حين اعلن الثوار سيطرتهم علي ثلاث بلدات رئيسية وقالوا انهم يتقدمون صوب طرابلس حث الزعيم الليبي انصاره علي الخروج بالملايين لتحرير المدن التي استولي عليها من وصفهم بالخونة والجرذان. وفي كلمة مسجلة بثتها قناة الفضائية الليبية في ساعة مبكرة امس قال سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان ليبيا لن تستسلم وترفع الراية البيضاء واشار الي ان القوات الموالية للقذافي تحقق انتصارات كبيرة علي الارض. وكذب سيف الاسلام كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط طرابلس او سقوط مدن ليبية بيد الثوار مشيرا الي ان كل المعارك التي دخلها المتمردون وحلف الاطلسي خسروها منوها الي ان منحني الاداء القتالي للقذافي في ارتفاع. اوضح ان قرار رفع الراية البيضاء والاستسلام مرفوض لان القرار ليس قرار معمر القذافي ولا سيف الاسلام بل قرار الشعب الليبي.
ودوت اصوات اعيرة نارية متقطعة في طرابلس امس بعد سماع اربع انفجارات قوية بعد الساعة الرابعة صباحا في الوقت الذي حلقت فيه طائرات لحلف شمال الاطلسي علي ارتفاعات منخفضة. ولم تتضح بعد الاهداف لكن شهود ذكروا ان اشتباكات وقعت في عدة احياء بين مسلحين وانصار القذافي لا سيما في مناطق سوق الجمعة وأرادا وتاجوراء. واعلنت مصادر اعلامية ان الثوار قتلوا 31 من قوات القذافي وأسرت 42 اخرين. وقال احد سكان العاصمة ان السكان لا يستطيعون الخروج من منازلهم بسبب اطلاق النار المتواصل. وأوضح ان شائعات تدور في العاصمة عن ان العقيد معمر القذافي غادر العاصمة الي الحدود مع الجزائر ولم تتضح صحة هذه الانباء واعترف موسي ابراهيم المتحدث باسم الحكومة بوقوع اشتباكات صغيرة استمرت 30 دقيقة وأكد ان المتطوعين الموالين للنظام وقوات القذافي تمكنوا من صد المسلحين الذين تسللوا إلي العاصمة. وقال ان الوضع تحت السيطرة. غير ان دوي الاعيرة النارية وبعض الانفجارات ما زال يسمع في العاصمة . وقال شهود ان سكان تاجوراء وسوق الجمعة وفاشلوم شرقي طرابلس خرجوا إلي الشوارع في وقت سابق امس واضرموا النيران في اطارات السيارات في حين صدرت اصوات من مكبرات صوتية بالمساجد تحث المواطنين علي الانتفاضة ضد القذافي. وقال مقاتلون من الثوار انهم استولوا علي غابة جدايم وهي منطقة استراتيجية تبعد 24 كيلومترا غربي العاصمة التي يأملون في الوصول اليها خلال وقت لاحق. واضاف ان الثوار يريدون التوجه الي طرابلس خلال ساعات مضيفا ان قوات حلف الاطلسي كانت تقصف الغابة طوال الليل. ويتقدم الثوار من وسط الزاوية وهي واحدة من ثلاث بلدات استراتيجية تقع علي الطريق المؤدي إلي طرابلس قال الثوار انهم استولوا عليها خلال اليومين الماضيين. والمدينتان الاخريتان هما البريقة وزليتن. وفي معقله بشرق بنغازي قال مصطفي عبد الجليل زعيم الثوار ان الانتصار بات في المتناول بعد ستة اشهر من اندلاع الثورة ضد القذافي.
من جهته اعلن حلف الاطسي انه كثف هجماته علي العاصمة الليبية امس. قال الحلف ان طائرات المقاتلة هاجمت اهدافا تابعة للقذافي شملت العديد من المنشآت العسكرية ومستودعات السلاح والعربات المصفحة والصواريخ وراجمات الصواريخ بالاضافة إلي انظمة الرادار.