بدأ الثوار الليبيون امس تطهير شوارع طرابلس من مسلحين ما زالوا موالين للزعيم الليبي الهارب معمر القذافي في المرحلة الأخيرة من معركة طرابلس. وفي حين بدد اطلاق وابل من نيران المدفعية هدوء الصباح في طرابلس قال الثوار انهم واثقون من قدرتهم علي القضاء علي الجنود الذين يتمسكون بزعيم هارب الآن ويعتقد انه مختبيء داخل الدولة التي حكمها لمدة اربعة عقود. وافادت الانباء انه تم العثور علي جثث 30 رجلا يعتقد انهم من القوات الموالية للقذافي في معسكر بوسط طرابلس وكان هناك اثنان علي الاقل مقيدين بقيود بلاستيكية مما يشير الي اعدامهما. ذكرت مصادر اعلامية ان الجثث عثر عليها في منطقة كان يدور بها قتال بين القوات الموالية للقذافي والثوار. وتمكنت بقايا كتائب القذافي من قصف معسكر باب العزيزية وشارع الجمهورية وسط العاصمة بقذائف الهاون انطلاقا من حي بوسليم الذي لجأت اليه بعد سيطرة الثوار علي مجمع باب العزيزية المحصن. وتناثرت عشرات الجثث في ميادين وطرق المنطقة وسط تأكيد السكان ان بعض هذه الجثث لثوار اعدمتهم قوات القذافي بعد ان القت القبض عليهم في وقت سابق. وقالت عاملة بريطانية في القطاع الطبي امس ان مستشفي في طرابلس استقبل 17 جثة لمدنيين يعتقد ان قوات القذافي اعدمتهم في مجمع باب العزيزية في الايام الماضية. وقالت كيرستي كامبل من الفيلق الطبي الدولي ان هؤلاء الضحايا القي القبض عليهم منذ عشرة ايام واعدمتهم قوات القذافي هناك رميا بالرصاص. واشارت بيانات للثوار الي ان معارك عنيفة دارت خلال الليل في المنطقة القريبة من مطار طرابلس استخدمت فيها اسلحة مختلفة من بينها صواريخ جراد. كما تحدث الثوار عن وقوع قتال في عمق الصحراء .في الوقت نفسه يقترب مقاتلو الثوار من سرت معقل القذافي من جانبين ويأملون في التفاوض حول استسلام القوات المدافعة عنها. لكن الثوار يقولون ان القوات الموالية للقذافي في البلدة الواقعة علي بعد 450 كيلومترا الي الشرق من طرابلس تعهدت بالقتال حتي الموت. ومكان القذافي ليس معروفا وهناك بعض التكهنات باحتمال فراره الي سرت التي يسكنها نحو 100 الف شخص منهم كثيرون من قبيلته. وقال حسن الدروعي وهو ممثل لسرت في المجلس الوطني الانتقالي ان القذافي حث يوم الثلاثاء الموالين له في المدينة علي محاربة الثوار حتي الموت. واضاف ان الثوار يحاولون التفاوض مع المدافعين عن سرت لكن مشكلات الاتصالات تعوق جهودهم. واوضح ان البلدة محرومة من الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ عدة أيام وأنها لا تحصل علي مساعدات غذائية. وأكد علي عدم حدوث تقدم في المفاوضات وانهم ما زالوا ينتظرون. وقال مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي عرض العفو عن أي شخص من بطانة القذافي يقتله ان النهاية ستأتي عندما يعتقل حيا أو ميتا. وأعلن عن مكافأة قيمتها أكثر من مليون دولار لاعتقاله.