لاتزال الأنباء حول الأوضاع في ليبيا تتصدر وسائل الإعلام العربية والعالمية خاصة مع عدم اختفاء القذافي وعدم حسم معركة طرابلس بشكل نهائي.
وقد حذرت صحف عربية من تكرار شبح التجربة العراقية في ليبيا فيما أبدت صحف أوروبية عن تشاؤمها تجاه استقرار الأوضاع في المستقبل القريب.
أشادت الصحف اللبنانية الصادرة أمس بالانتصارات التي حققتها الثورة الليبية حتي الآن ودحر قوات القذافي وكتائبه. وأكدت أن الربيع العربي تلقي دفعة قوية بالانتصار الليبي دون أن يحصل حلف شمالي الأطلسي “ناتو” علي تفويض بأن يصبح وصيا أو شريكا في إعادة بناء الدول العربية التي تتخلص من أنظمتها الاستبدادية.
وأكدت صحيفة “السفير” أن تجربة العراق التي عمقت الشرخ العربي الغربي. القائم أصلا نتيجة المأساة الفلسطينية. لا تسمح لأي غربي مهما كانت نواياه حسنة أن يتجول بحرية في أي عاصمة عربية تستعيد حريتها وتعثر علي السبيل إلي ديموقراطيتها.
وقالت إن الربيع عربيا لكنه ليس قوميا. ولا هو يعتمد علي كتاب تعليمات واحد. حالة ليبيا فريدة من نوعها وهي لن تتكرر في أي بلد عربي آخر. لأن لكل بلد خصوصياته. ولأن لكل شعب طموحاته. ما بدأ في تونس لم ينتقل بالتخطيط إلي مصر أو اليمن أو سوريا. بل بالإلهام الذي تلقته أيضا شعوب غير عربية. وسعت إلي تقليد شبان حي القصبة التونسي أو ميدان التحرير المصري. مثلما يفعل الآن الجيل اليمني أو السوري الشاب. ومثلما ستفعل الأجيال الخليجية المقبلة. ولو بعد حين.
بينما دعت صحيفة “اللواء” إلي تجنب التجربة العراقية في ليبيا حتي لا تحدث الفوضي والعمل علي جمع ما تبقي من الجيش والشرطة. ونزع السلاح من المواطنين. وقبول المتطوعين بعد تدريبهم. وتجنب إدخال الحزبيين إلي الجيش والأجهزة الأمنية. والذي أراه أن قطر والإمارات وتركيا. تستطيع أن تلعب أدوارا بناءة في الحالة الليبية. ومن المستحب التنسيق فيما بينها. ومن المفيد الإسراع في انتخاب الرئيس قبل الانتخابات النيابية. لكنه ليس ضروريا إن لم يمكن تحقيقه.
وفي لندن ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أنه علي الرغم من أن هناك أسبابا تدفع للتفاؤل الحذر لما قد تؤول إليه الأوضاع في ليبيا; الا انه ليس من الضروري أن تقع لبيبا في ذات الأخطاء التي ارتكبتها غيرها من الدول.
وأكدت الصحيفة – في تحليل لها علي موقعها الإليكتروني أمس – أن ظلال الفوضي التي شهدها العراق في فترة مابعد الحرب تنعكس علي المشهد الليبي في هذه الفترة من “خلو العرش”. وأن الخوف تحديدا من حدوث فوضي في المدن يعد واحدا من الأسباب التي تدفع إلي التفاؤل “الحذر”. وذلك في الوقت الذي يستعد فيه المجلس الانتقالي الوطني – الهيكل السياسي للثوار في ليبيا – لعملية التحول من التمرد إلي السلطة.
ولفتت الصحيفة إلي أن كلا من بريطانيا وفرنسا تدركان أن سوء الإدارة لتلك العملية يمثل “كارثة” في السياسة الخارجية ; لذلك شرعت أعداد من المستشارين الأجانب لبدء العمل مع الثوار من أجل التعامل مع القضايا التي ابتليت بها بغداد بعد الحرب كاندلاع ظاهرة الإجرام علي سبيل المثال.
وتطرقت الصحيفة إلي قضية البربر والتي تعد إحدي خطوط الصداع العميقة في ليبيا فالبربر هم جماعة عرقية غير عربية كان لهم دور بارز في معظم عمليات الاقتتال الحاسمة. ولكنها عانت علي مدار عقود من القمع. لذلك يتعين علي المجلس الانتقالي إحداث التوازن. وأن يقنع هؤلاء بالإضافة إلي جماعات أخري في غرب البلاد أنهم يلقون المعاملة التي تتناسب مع حجم الدور الذي لعبوه في الثورة.
وفي نيويورك توقعت صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال افتتاحي لها اليوم الخميس أن يكون مستقبل ليبيا غامضا كما كان الماضي في ظل حكم العقيد معمر القذافي الذي ظل يحكمها طيلة 42 عاما.
وانتقدت الصحيفة عدم وجود خطة واضحة للانتقال السياسي أو لحفظ الأمن في البلاد. رغم بداية الاضطرابات قبل ستة أشهر.