¼ يبدو أننا نجيد صناعة الأزمات ولا نجيد إدارتها أو مواجهتها للخروج منها!.
هذا الاعتقاد بدأ يرسخ مفهومه لدينا بعد مجموعة من الأزمات الأخيرة التي أطلت برأسها علينا.. وجاءت أزمة ماسبيرو الأخيرة لتوضح حقيقة هامة وهي أننا نسير دائماً عكس خط السير وهنا لابد من حدوث التصادم الذي تنتج عنه خسائر فادحة.
وأزمة ماسبيرو التي دارت أحداثها يوم الأحد الدامي بدأت خيوطها تتشابك وتتشابك في مدينة أدفو بعد تصريحات محافظ أسوان حول كنيسة الماريناب بأنها بُنيت بدون تصريح من السلطات مما أثار غضب مجموعة من شباب المسلمين الذين قاموا بمهاجمة الكنيسة.. وكأن المحافظ هنا أعطي التصريح لهؤلاء بالتصرف بعد أن تنازل عن دور الدولة في التصرف في مثل هذه الأمور هنا ازدادت خيوط الأزمة تشابكاً حتي تعقدت تماماً وأصبح لدينا أزمة تمشي علي قدمين وتخرج لسانها لنا جميعاً ولم نسمع عن أي رد فعل من جانب المجموعة الوزارية لإدارة الأزمات وكأن دورها لا يبدأ إلا بعد تفاقم الأزمة تماماً للدرجة التي لا يكون عندها أي حل.
وهذا ما حدث عند ماسبيرو.. فالكل كان يعلم أن هناك مسيرة للأقباط للتنديد بأحداث كنيسة الماريناب بعد تصريحات السيد محافظ سوان ورغم ذلك تُرك الأمر للسلطات الأمنية وبعض قوات الشرطة العسكرية التي تواجدت بالمنطقة لتأمينها ضد أي أعمال عنف أو تخريب إلي أن تحولت المظاهرة فجأة إلي بركان غضب وسيل جارف من العنف والعنف المضاد الذي خلف وراءه 25 قتيلاً وأكثر من 329 مصاباً من المصريين.
هنا لابد أن نتساءل أين المجموعة الوزارية لمواجهة الأزمات. ومتي يبدأ عملها؟… هل قبل حدوث الأزمة أم أثناء تشابك خيوطها أم بعد حدوثها ووصولها إلي طريق مسدود؟!
أعتقد أن الإجابة علي هذه الأسئلة تشير إلي أننا نفتقد فن إدارة الأزمات مهما شكلنا لها مجموعة أو حتي مجموعات وزارية!.
¼ آخر الكلام:
بعض الفضائيات لا تجد ما تجذب به المشاهد سوي إشعال الحرائق هنا وهناك.. أقول لهم: اتقوا الله في هذا البلد.. مصرنا.