قد يشتعل الصراع علي السلطة بين صفوف القيادة الليبية الجديدة المتشرذمة والمسلحة تسليحا جيدا بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي الذي جلب لحظة سعادة طال انتظارها في بلد يتوق الي الاستقرار ولاستبدال الرصاص بصناديق الاقتراع.
وستكون الحكومة المؤقتة حريصة علي الحيلولة دون قيام القوات الموالية للقذافي بشن أي هجمات من مناطق الريف من شأنها أن تزعزع الاستقرار في الدولة العضو في أوبك أو تهدد الصناعة النفطية.
ويمثل التحدي الاهم الذي يواجه المجلس الوطني الانتقالي في التعامل مع الطموحات الهائلة للشعب الليبي الذي يبلغ تعداده ستة ملايين نسمة الذي تحرر الان ونهائيا من مخاوف عودة حكم القذافي الشمولي.
وجاءت أنباء اعتقال وقتل القذافي بعد دقائق من تقارير عن سقوط مسقط رأسه مدينة سرت وسط غارات شنتها طائرات حلف شمال الاطلسي للقضاء علي اخر معاقل المقاومة الرئيسية للقوات الموالية للزعيم المخلوع.
ويعني سقوط سرت وموت القذافي أنه يتعين علي المجلس الوطني الانتقالي أن يبدأ مهمة وضع نظام ديمقراطي جديد أعلن انه سيشرع فيه بعد سقوط المدينة التي بنيت كي تكون نموذجا لحكم القذافي. ويخشي البعض من أن يطول أمد عدم الاستقرار ويقوض هذه العملية.
وأعرب جورج جوف الخبير في شئون شمال أفريقيا في جامعة كيمبردج عن تخوفه من أنه بعد مقتل القذافي قد يستخدم هذا في الحشد لاعمال عنف قبلية أو تحريرية ربما ليس في المستقبل القريب لكن في الاجل المتوسط الي الطويل.
لكن سلطات المجلس الوطني تواجه مهمة أخري أكثر أهمية تتمثل في أن تخضع لسيطرتها الميليشيات المسلحة التي حاربت القذافي وتتنافس بطريقة سلمية حتي الان من أجل الحصول علي نصيب وافر من الاموال والتمثيل السياسي في ليبيا ما بعد القذافي.
يقول اليكس وارن الخبير في الشئون الليبية في مركز أبحاث فرونتيار ام.اي.أيه ان موت القذافي حدث جلل بلا شك وأكثر بكثير من مجرد حدث رمزي.
لكنه أضاف مشيرا للمقاتلين التابعين للمجلس الوطني ان هذه الجماعات في حاجة الي التسريح بحذر أو الدمج في صفوف القوات المسلحة.. ويبقي السؤال حول من يقود هذه الجماعات وكيف يديرون علاقاتهم ببعضهم البعض وما هي مطالبهم.
وبإعلان التحرير سينقل المجلس الوطني مقره من بنغازي الي طرابلس ويشكل حكومة انتقالية خلال 30 يوما. وسيجري انتخاب مؤتمر وطني يضم 200 عضو خلال 240 يوما وسيعين هذا المجلس رئيسا للوزراء بعد شهر يختار بدوره أعضاء حكومته.
وسيحدد للمؤتمر الوطني جدولا زمنيا نهائيا للإشراف علي صياغة دستور جديد واجراء انتخابات برلمانية.
ويخشي البعض من أن المناورات السياسية التي ستشهدها عملية تشكيل حكومة جديدة قد تضر بالتحالف بين القوي المحلية التي شكلت عصب المعارضة المسلحة للقذافي.