تواصلت عمليات فرز الأصوات في الانتخابات التاريخية التي شهدتها تونس أمس. أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تقدم حركة النهضة الإسلامية المعتدلة والتي تتوقع حصولها علي نسبة 40% من الأصوات في مختلف المناطق. ولم تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أي نتائج إلا أن علي العريض عضو المكتب التنفيذي للنهضة صرح بأن النتائج الأولية تشير إلي تقدم مريح للنهضة. وأكدت متحدثة باسم الحزب التقدمي الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة في زمن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي تقدم النهضة. كما صرحت مصادر مطلعة في تونس بأن محاضر الفرز الأولية تشير إلي أن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يحتل المرتبة الثانية بعد الإسلاميين في الدوائر الانتخابية.
من جانبها وصفت مي الجريبي أمين عام الحزب التقدمي الديمقراطي الانتخابات بأنها نقطة تحول في تاريخ تونس. وقال كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن نسبة المشاركة العامة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي قاربت 70%. وأثنت أغلب الصحف التونسية علي الانتخابات مؤكدة علي أنها انتصار للديمقراطية وأنها اتسمت بالشفافية.
من جانبه هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشعب التونسي بالانتخابات الديمقراطية ودعاهم إلي العمل الشاق لتشكيل حكومة مؤقتة ووضع دستور جديد ورسم مسار ديمقراطي يلبي طموحات جميع التونسيين. كما أعرب الدكتور جون هارمن مراقب الانتخابات من مركز كارتر الأمريكي عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية في تونس. وقال هارمن إن الانتخابات في تونس تجري بشكل جيد مشيريا إلي أن المركز يتلقي تقارير من جميع الفرق المنتشرة في جميع البلاد. وأوضح صعوبة إعطاء تلخيص عن سير العملية الانتخابية قبل تلقي جميع التقارير. كما أعربت فرنسا عن تهنئتها للشعب التونسي بمناسبة أول انتخابات ديمقراطية. أثني وزير الخارجية الفرنسي ألان جوب علي عملية تنظيم الانتخابات التي شهدت حماسة الناخبين مما يؤكد علي التزامهم بالمسئولية المدنية. كما صرح الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي بأن الانتخابات التونسية تعد أنزه انتخابات جرت في الوطن العربي خلال الثلاثة عقود الأخيرة ووصفها بأنها كانت عرسا للديمقراطية. ورحبت روسيا بالانتخابات التونسية ودعت السلطات هناك إلي الاستمرار في نهج الإصلاحات لما فيه خدمة سكان البلاد. كما أشاد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بأول انتخابات حرة تجري في تونس ووصف قرار تشكيل مجلس وطني تأسيسي جديد في تونس بأنه إجراء حكيم وديمقراطي. دعا لاريجاني الدول العربية الأخري إلي تنظيم مثل هذه الانتخابات التي ستقدم لها نموذجا جيدا لتنفيذ الإصلاحات التي تحتاجها.