قال مسئول أمس ان اثنين من الموالين للمجلس الوطني الانتقالي الموثوق بهما تسلما جثمان الزعيم المخلوع معمر القذافي لدفنه سراً في الصحراء الليبية بعد ان صلي رجل دين علي جثته المتحللة.
وكان المجلس الوطني الانتقالي وقد أثارحفيظة كثيرين في الخارج عندما عرض جثة القذافي وابنه المعتصم في وحدة تبريد للحوم في سوق بمدينة مصراتة الساحلية حتي بدأت جثتيهما في التحلل مما أجبرهم أمس الأول علي اغلاق الأبواب.
وتحت ضغوط من حلفاء غربيين وعد المجلس الوطني الانتقالي بالتحقيق في كيفية مقتل القذافي وابنه وذلك بعدان أظهرت لقطات صورت بهاتف محمول وهما علي قيد الحياة بعد اعتقالهما وشوهد الزعيم الليبي السابق وكان يسخر منه البعض وتعرض للضرب قبل اطلاق الرصاص عليه.. فيما قال المجلس الوطني الانتقالي انه كان هناك تبادل لاطلاق النار.
وقال عبدالمجيد مليقطة وهو مسئول في المجلس الوطني الانتقالي ان العملية التي تؤدي إلي دفنه تجري حالياً وان اثنين فقط موضع ثقة كلفا بهذه المهمة السرية وأضاف أنهما ليسا حارسين وانما فقط شخصين موضع ثقة. وصلي خالد تنتوش الذي كان يقال عليه شيخ القذافي علي جثتي الزعيم الراحل وابنه. وكان ألقي القبض علي تنتوش برفقة القذافي قبل نقلهم جميعاً إلي مصراتة.
حضر أيضاً الصلاة ابنا عم القذافي منصور ضو ابرهيم الذي كان زعيما للحرس الشعبي وأحمد ابراهيم واللذان اعتقلا مع القذافي بعد ان هاجمت ضربات جوية من حلف شمال الأطلسي موكبهم قرب سرت عقب سقوطها في أيدي المجلس الوطني الانتقالي.
قررت قيادة المجلس الوطني الانتقالي فيما يبدو ان قبرا مجهولا سيضمن عدم تحويل القبر علي الأقل إلي مزار. أو تعرض القبر لأي اعتداء.. قال مسئول في المجلس قبل عدة أيام ان مسئولين كلفوا بعملية الدفن سيقسمون علي المصحف علي أنهم لن يكشفوا أبداً عن مكان دفنه.
وتحدث مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي عن محادثات مع أهل القذافي في سرت وفي القيادة المؤقتة حول كيفية التخلص من الجثة وأين وعما سيحصل عليه الزعماء في مصراتة مقابل تعاونهم.
من جهة أخري أعلن مسئول في المجلس الانتقالي سقوط أكثر من مائة قتيل بانفجار عرضي وقع في خزان للوقود في المدينة وأوضح محمد ليث وهو قائد كتيبة في قوات المجلس الانتقالي ان “انفجارا كبيرا وقع في خزانات الوقود في مدينة سرت أسفر عن سقوط أكثر من مائة قتيل و40 جريحاً”. مشيراً إلي ان الانفجار ناجم عن شرارة من مولد كهربائي وضع في جوار خزان للوقود.
أضاف انه بينما كانت الحشود تأخذ الوقود انطلقت شرارة من مولد كهربائي مجاور مما أسفر عن وقوع الانفجار واندلاع حريق هائل ظل مستعرا فترة طويلة وقال: “النيران مازالت مستعرة وطلبنا من حلف شمال الأطلنطي مساعدتنا في إخماد النيران”. مؤكدا ان سيارات الاسعاف تجد صعوبة في انتشال الضحايا بسبب ضخامة الحريق”.
حذرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” المعنية بحقوق الانسان من ان هناك كميات هائلة من الأسلحة المتفجرة غير الآمنة في مدينة سرت الليبية بما فيها صواريخ سطحجو لاتزال بدون حراسة وقال بيان للمنظمة: “تعهد المجلس الوطني الانتقالي قبل أشهر بتأمين مستودعات الأسلحة” وقال بيتر بوكارت. مدير قسم الطواريء في المنظمة الحقوقية:منذ أشهر ونحن نحذر المجلس الوطني الانتقالي وحلف شمال الأطلنطي من المخاطر التي تفرضها هذه المخزونات الهائلة من الأسلحة المتروكة دون حراسة. والحاجة الملحة لتأمينها. وحذرت “هيومان رايتس ووتش” من ان “الصواريخ أرض- جو يمكنها إسقاط الطائرات المدنية. كما يمكن تحويل الأسلحة المتفجرة بسهولة إلي مواد لتجهيز السيارات المفخخة التي قتلت الآلاف في العراق وأفغانستان”.
في الوقت نفسه. كشفت صحيفة”نيويورك تايمز” الأمريكية عن عقد البيت الأبيض اجتماعا استغرق 90 دقيقة عشية يوم الأربعاء الماضي استبق الاعلان عن مقتل معمر القذافي. لتقرير مصير العقيد الليبي في حال تم القبض عليه حياً كما حدث بالفعل.
وذكرت الصحيفة- في سياق تقرير نشرته أمس علي موقعها علي شبكة الانترنت- ان ذلك الاجتماع بالاضافة إلي اجتماع كانت قد عقدته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع قادة المجلس الانتقالي الليبي قبل يومين من اجتماع البيت الأبيض. يوثقان “للحساسية المفرطة” التي تتميز بها تلك القضية فضلاً عن “التناقض” الذي أثارته علي كلا الجانبين.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلي ما جاء علي لسان بعض المسئولين الأمريكيين حول إنقسامات حادة داخل المجلس الانتقالي بشأن تقرير مصير العقيد القذافي. إذ رأي البعض ضرورة ان تتم محاكمة القذافي داخل ليبيا. بينما اعتبر البعض الآخر ان محاكمته سوف تثقل كاهل المجلس الانتقالي بعبء ثقيل إلي جانب العديد من المشكلاتالأخري التي يواجهها بالفعل.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلي ان ذلك التناقض علي الجانب الليبي إنعكس بدوره علي الجانب الأمريكي إذ تراود لدي البعض بالادارة مخاوف إزاء انعدام المصادر الكافية التي تمكن الليبيين من إجراء حاكمةعادلة للقذافي. فيما قلق البعض الآخر من النظر إلي ضغوطاتهم علي الليبيين لارسال القذافي إلي المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي باعتبارها “تعدي علي سيادة” الدولة الليبية.
عي صعيد آخر. نشرت مجلة “باري ماتش” الفرنسية في عددها أمس نص خطاب بعث بها العقيد معمر القذافي إلي رئيس الوزراء الايطالي سيلفو برلسكوني بدعوة إلي التدخل لوقف العمليات الدولية في ليبيا.. وقال القذافي في خطابه المرسل بحسب المجلة في شهر أغسطس الماضي “لقد فوجئت بموقف أحد الأصدقاء الذي أبرمت معه اتفاقاً لصالح شعبينا.. وكنت آمل منك “من برلسكونيش” ان تلتفت إلي الحقيقة وان تحاول ان تقوم بوساطة قبل ان تدعم الحزب”.
وقال القذافي لرئيس الوزراء الايطالي “أنا لا ألومك لأني أعلم أنك لم تكن مؤيدا لهذا العم الذي لا يشرفك ولا يشرف الشعب الايطالي أيضاً” داعيا برلسكوني إلي “وقف الهجمات التي تقتل اخواننا الليبيين والأطفال”.. وطلب القذافي وفقاً للرسالةالتي نشرتها “باري ماتش” من برلسكوني إلي التحدث مع حلفائه لوقف الهجمات ضد ليبيا”.