أثار اعلان نتائج انتخابات تونس الأولية لانتخابات أول جمعية وطنية لتأسيس الدستور في تونس والتي أسفرت عن فوز حزب النهضة الاسلامي بأكثر من 50% من المقاعد كثيراً من التكهنات بإمكانية تحقيق التيار الاسلامي في مصر نفس النتيجة في الانتخابات البرلمانيه المقبله الامر الذي سيتبعه تغيراً واضحاً في الخريطة السياسية المصرية
“الجمهورية الأسبوعي” التقي وعددا من السياسيين والحزبيين والمختصين للتعرف علي آرائهم في الانتخابات التونسية وانعكساتها علي مصر:
** منصور حسن وزير الإعلام الأسبق قال انه لابد ان يشعر المرء بالسعادة أو الفخر لما حققه الشعب التونسي من انجاز والطريقة الهادئة والنزيهة التي تمت بها الانتخابات مشيرا الي ان استقامة الخط الذي اتخذته تونس جعلها مبشرة بالنجاح وخصوصا الخطوة الأولي والتي جذبت 90% من الناخبين للآدلاء بأصواتهم.
أضاف بعض المصريين يشعورن بالقلق لحصول حزب النهضة التونسي علي نصف المقاعد. ولكن لا يجب ان نبالغ في التخوف من التيار الاسلامي في أي بلد اذا كان معتدلا وهذا ما تدل عليه أدبيات حزب النهضة الذي هو أقرب لحزب العدالة التركي.
** د. محمد حبيب وكيل مؤسسي حزب النهضة قال انه لاشك ان الخطاب السياسي لحركة النهضة كان حضاريا وراقيا ومستوعبا للمشروع النهوضي فيِ تونس لأنه يري ان اقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي لا يستطيع ان يتجاهل كافة الأطياف السياسية والديمقراطية.
وأضاف د. حبيب انه للأسف أن ممارسات التيار الاسلامي بفصائله في مصر خصمت من رصيده لدي الشعب المصري وبالتالي لا أتوقع نفس النتيجة التي تحققت في تونس بالنسبة لحزب النهضة.
وأشار إلي ان التيار الاسلامي في مصر بفصائله لن يحصل علي أكثر من 30% من مقاعد البرلمان القادم والباقي سيوزع ما بين الفلول والتيار الليبرالي.. والقومي.. واليساري تنازليا.
صعوبة استشراق المستقبل
* المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية أكدت ان هناك ترويجا اعلاميا بحصول حزب النهضة علي الأغلبية في حين الواقع انه حصل علي 30% من الأصوات فقط.
أضافت ان وضع الدستور أولا هو الانجاز الحقيقي الذي ستقوم به تونس لأنه سيحدد نظام الحكم واختصاصات كل السلطات بما يسمح بعد ذلك بانتخاب رئيس وبرلمان تشريعي محدد الصلاحيات الدستورية.. أما القراءة واستشراق المستقبل في مصر فهي عملية صعبة لأنه لم يكن لدينا نفس الاستقرار في القوي السياسية القائم في تونس وربما تحمل الانتخابات المصرية مفاجآت لا يمكن لأحد التكهن بها.. كما ان الخطاب السياسي للقوي الدينية في مصر ليس بنفس النضج الذي عليه الخطاب الديني في تونس.
** د. رفعت السيد رئيس حزب التجمع قال انه لا يجب ان نركز علي ما حدث في تونس لان التركيز عليه يعطي زخما للتيار الديني في مصر. ورغبة في المحاكاة والتقليد للتجربة التونيسية رغم ان الواقع في البلدين والتيارين مختلف بشكل جذري.
تونس عبرت عن نفسها
** المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق أوضح ان نتائج الانتخابات في تونس تدل علي أن الثورة وصلت الي أعماق الشعب التونسي.. وانه اقتنع بها واختار الوجوه التي تعبر عنه وبهذا يكون وضع قدمه علي الطريق الصحيح الذي يوصله لبناء تونس الجديدة التي يتطلع لها الشعب وتحقق له الديمقراطية والرخاء وهو ما نرجو ان يحدث في مصر في الانتخابات القادمة.
أضاف انه كان يفترض صدور قانون العزل السياسي لفلول الحزب الوطني بدلا من تركهم `يصولون ويجولون دون رادع مما يمثل خطرا كبيرا علي مجلس الشعب القادم والثورة بصفة عامة.
وقال: في اعتقادي ان التيار الإسلامي في مصر سيحصل علي مابين 30% و35% وبقية التيارات تحصل علي نسبة متفاوتة والباقي يكون من نصيب الفلول وبهذا سيكون لدينا برلمان قادر بصعوبة علي انجاز جمعية تأسيسية لصياغة دستور يرضي عنه الشعب.
يجب أن نتعلم الدرس
* د.أحمد ابوبركة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة دعا الاحزاب السياسية المصرية والاضراب ان نتعلم من الدرس التونسي وان ننهي حالة المراهقة والصبيانية السياسية التي غمرت بها المشهد السياسي المصري خلال الفترات الماضية وحاولت الانقلاب علي قيم الديمقراطية لأنه في النهاية الشعب المصري هو صاحب الخيار والقرار وعلينا أن ننتظر حتي نري الواقع فلا أصدق من حديث الواقع حين يقع.
* د.عبدالجليل مصطفي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير أكد ان سماحة وحساسية ورقي حركة النهضة ذات التوجه الاسلامي التي أعلنت دون مواربة توجهها المدني المنفتح علي كافة الاحزاب والفصائل في المجتمع التونسي دون انغلاق أو تعال أو تطرف متمنيا ان يكون ذلك درسا لكل القوي في بلدان الربيع العربي.
ويري رئيس الجمعية الوطنية للتغيير ان الوضع في مصر مختلف لأننا نندفع إلي تجربة انتخابية مفرغة من كثير من المعوقات والمحددات والضمانات فعلي سبيل المثال حالة التدهور الأمني الذي نعانيه تطرح الكثير من المخاوف في جو المنافسات الانتخابية بانفجار العنف كما ان الجهة التي يفترض انها تدير العملية الانتخابية حصريا وهي اللجنة العليا للانتخابات يصرح رئيسها انها جهة استشارية فمن يدير العملية الانتخابية إذا فالذي يمليء هذا الفراغ هو وزارة الداخلية بتاريخها في افساد العملية الانتخابية وتزويرها كما ان السماح بعشرة احزاب من فلول الحزب الوطني في التنافس علي تكوين برلمان الثورة ولا عزاء للعزل السياسي كل هذا يجعل توقعات التجربة المصرية في الانتخابات ستأتي أدني بكثير من التجربة التونسية.
السير علي نهج اردوغان
وكان الشعب التونسي كان قد انتهي أمس الأول من انتخاب 217 عضوا لأول جمعية وطنية لتأسيس الدستور بعد الثورة والتي سيقع علي عاتقها اعادة صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدة والموافقة علي الميزانية الجديدة للبلاد.
وفور ظهور النتائج الأولية التي تسير إلي فوز حزب النهضة الاسلامي بأكثر من نصف المقاعد يليه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني.. اجتمع راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة مع عدد من الاحزاب اليسارية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.
كما اجتمع راشد الغنوشي بالمسئولين في البورصة ورجال الأعمال لارسال اشارة بان الحكومة الجديدة ستساند الاقتصاد والاستثمار وستواجه الفقر والبطالة اللذين استفحلا في البلاد. إضافة الي تحقيق النمو الاقتصادي وتنوع مصادر الدخل القومي.
اكد الغنوشي علي وسطية مبادئة الاسلامية وعدم التمييز بين ابناء الشعب التونسي أو ملايين السائحين الذين يزورون بلاده للسياحة وأنه يسير علي نهج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.