أعلنت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط أن الفلسطينيين وإسرائيل وافقا علي تقديم مقترحات بشأن مسألتي الحدود والامن في غضون ثلاثة أشهر من دون التوصل لاتفاق بشأن إجراء محادثات سلام جديدة. في وقت هددت واشنطن بقطع المساعدات عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”. في حال صوتت لصالح انضمام فلسطين كدولة عضو كامل العضوية.
قالت الرباعية في بيان عقب الاجتماعات المنفصلة التي عقدها مبعوثو اللجنة مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين في القدس المحتلة أمس الاول. إن الجانبين عبروا عن رغبتهم في التعاون مع اللجنة الرباعية لتجاوز العقبات الحالية واستئناف المفاوضات المباشرة الثنائية من دون تأخير ولا شروط متبادلة.
أوضح البيان أن علي الجانبين تقديم اقتراحات مفصلة حول ترسيم الحدود والأمن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
كما اتفق مبعوثو اللجنة الرباعية والجانبان علي اللقاء دوريا خلال الأيام ال 90 المقبلة للوقوف علي التقدم الحاصل. بحسب هذا البيان الذي يدعو مجددا الأطراف الأساسيين إلي “تفادي أي أعمال استفزازية”.
وبدأت المحادثات في مقر الامم المتحدة في القدس الشرقية المحتلة أمس الاول في محاولة لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة منذ أكثر من عام. حيث التقي المفاوضان الفلسطينيان صائب عريقات ومحمد اشتية مع المبعوثين أولا. وبعد ذلك اجتمعوا مع اسحق مولخو ممثل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وشارك في المحادثات المبعوث الخاص للرباعية توني بلير والدبلوماسية الألمانية هيلغا شميت عن الاتحاد الأوروبي. ومنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام روبرت سيري إلي جانب ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
واكتفي الفلسطينيون والإسرائيليون بنشر بيانات مقتضبة عقب الاجتماعات التي لم ترشح عنها أي توقعات بتقدم ملموس نظرا إلي الهوة الكبيرة الفاصلة بين الجانبين.
وعقب اللقاء صرح عريقات إنه أكد لمبعوثي اللجنة الرباعية استعداد الفلسطينيين للجلوس إلي طاولة المفاوضات حالما تجمد الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات وتقبل بمرجعيات محددة وتحديدا حدود عام 1967.
قال : “هذه هي التزامات مسبقة وفقا للقانون الدولي وخارطة الطريق وليس منة من إسرائيل. وأي شيء أقل من هذا من شأنه أن يعيدنا ببساطة لذات المسار الذي فشل في السنوات العشرين الماضية”.
أشار عريقات إلي أن الوفد الفلسطيني سلم ممثلي الرباعية ثلاثة ملفات متعلقة بالاستيطان والأنشطة الاستيطانية خاصة في القدس.
في المقابل ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو أن مولخو وممثلو الرباعية تباحثا في سبل إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من دون شروط مسبقة طبقا لرغبات الرباعية.
أضاف البيان أن الجانبين اتفقا علي التنسيق لتحديد موعد قبل مواصلة محادثاتهم.
كانت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط. وهي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. دعت في 23سبتمبر الفلسطينيين والإسرائيليين للاجتماع في غضون شهر للاتفاق علي جدول أعمال تفاوضي والالتزام بالوصول الي اتفاق في موعد لا يتجاوز نهاية 2012.
في هذه الاثناء يكثف الأمريكيون والأوروبيون جهودهم الدبلوماسية لتجنب تصويت الأسبوع المقبل حول انضمام فلسطين إلي منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو” مما قد يتسبب في أزمة خطيرة بعد تهديد الولايات المتحدة بوقف تمويل المنظمة.
وبدأ المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو أعماله أمس الاول في باريس لأسبوعين أدرج علي جدول أعماله مسألة انضمام فلسطين كدولة عضو بعدما قدم الفلسطينيون طلبا لكي يصبحوا دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وهددت الولايات المتحدة بأنها ستقطع المساعدات عن اليونيسكو اذا صوتت لصالح انضمام فلسطين كدولة عضو كامل العضوية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند إن القانون الأمريكي ينص علي قطع المساعدات المالية عن اية وكالة تابعة للأمم المتحدة توافق علي قبول السلطة الفلسطينية كدولة عضو كامل العضوية. وتساهم الولايات المتحدة ب 22% من ميزانية اليونيسكو.
واكدت نولاند أن “هناك خطوطا حمراء” يمنع تجاوزها.
ولكي يصبح ساري المفعول. يجب أن أن يتم التصويت علي الطلب الفلسطيني الذي اجتاز خطوتين داخليتين في المنظمة. بغالبية الثلثين من أصل أصوات الأعضاء ال193 في المنظمة.
وأجمع العديد من الدبلوماسيين علي أن الفلسطينيين الذين يحظون حاليا بوضع “بعثة مراقب” سيحصلون بالتأكيد علي هذه الغالبية. وبحسب مصدر في اليونسكو فإن التصويت سيحصل علي أقرب تقدير في 31 أكتوبر حين يلقي وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي كلمته خلال الجلسة العامة للمنظمة.
واتهم المالكي الولايات المتحدة بممارسة ضغوط علي الدول الفقيرة في اليونسكو لتثنيها عن التصويت لصالح عضوية فلسطين الكاملة. وطالب المالكي الدول العربية الغنية والدول الاسلامية بمساعدة فلسطين ليس سياسيا فقط بل ماليا لتعويض التلويح الأمريكي بقطع المساعدات عن يونسكو وتسريح موظفين وتهديد وقف المشاريع التراثية للدول الفقيرة. ووصف المالكي المعركة التي يخوضها الفلسطينيون في اليونسكو بانها “لا تقل شراسة عن المعركة الكبري التي يخوضونها في مواجهة الولايات المتحدة بمجلس الأمن”.
شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس غارتين علي عدة اهداف في قطاع غزة. من دون وقوع أي إصابات. وقالت مصادر فلسطينية إن الطائرات الاسرائيلية قصفت بصاروخ واحد موقعا يعود لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس غرب دير البلح وسط القطاع. كما استهدفت طائرات الاحتلال بثلاثة صواريخ أرضا خالية بمحافظة خان يونس جنوب القطاع.
وأطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة عدة مرات علي قوارب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل غزة وخان يونس. وقالت المصادر الفلسطينية إن قوات البحرية الاسرائيلية اعتقلت اثنين من الصيادين قرب شواطئ خان يونس واقتادتهما إلي جهة مجهولة.
وفي الضفة الغربية المحتلة. اعتقلت القوات الإسرائيلية 3 فلسطينيين قرب مدينة بيت لحم بدعوي أنهم “مطلوبون”. بحسب مصادر عسكرية اسرائيلية.
كما واصلت قوات الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية. حيث اقتحمت مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس وسط إطلاق كثيف للأعيرة النارية والقنابل الصوتية وداهمت نحو عشرة منازل وفتشتها وحطمت معظم محتوياتها.
من ناحية أخري قررت السلطات الإسرائيلية فتح معبر كرم ابو سالم جزئيا لادخال نحو 290 شاحنة محملة بمساعدات ومستلزمات للقطاع التجاري والزراعي والمواصلات.