رحل الأديب الكبير أنيس منصور بعد أن وصل بإبداعاته لآفاق العالمية وترجمت أعماله لكثير من اللغات . يظل منصور قامة صحفية وفكرية شامخة وله مواقفة المثيرة للجدل من عبد الناصر والسادات ومبارك . وكذلك في معاداته للمرأة
قدم إسهامات ومؤلفات نوعية للفكر الإنساني ولم ينس جذوره الريفية التي ظلت تنضح بمفردات الريف . وطقوس أهله ويبقي تمثاله -الذي اقامه أهالي المنصورة تكريماً له – شاهداً علي 87 عاماً من الأبداع في كل مجالات الكتابة الأدبية والصحفية ولد أنيس منصور بقرية نوب بالقرب من مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في الثامن عشر من أغسطس عام 1947 وحصل علي ليسانس الأداب في الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1924وشغل مناصب عدة إلا إنه تفرغ في النهاية للكتابة والعمل الصحفي والأدبي . أما عن مواقفة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إمتازات بالتباين . حيث كان مؤيدا له في حياته . بل وكتب في رثائه “إننا في عصر عبد الناصر نخاف أكثر فقد كان عبد الناصر هو الأمان . فاللهم أرحم عبد الناصر وأرحمنا من بعده من أنفسنا”. لكنه لم يستمر علي هذا الحال طويلا
وفي كتابه “عبد الناصر المفتري عليه والمفتري علينا” قدم منصور العديد من الأراء الصادمة لمحبي ناصر . وذلك حديثه عن “كيف استطاع الرئيس عبد الناصر أما موقفه من الرئيس السابق أنور السادات فامتازت بالتأييد المطلق حيث كان من المقربين للسادات حتي وفاته . كما كان يصف نفسه ويصفه الأخرون بـ”حارس السادات”. ومن بين مقولاته عن السادات “كانت للسادات صفة من النادر أن تتوافر إلا لعدد قليل من العظماء : النوم بسهولة وقوة الذاكرة والإحساس بدوره التاريخي . فلا يجد السادات صعوبة في النوم
ويعترف أنيس منصور بأنه كان أحد القنوات غير الرسمية في زمن السادات حتي إن البعض أطلق عليه وزير خارجية مصر . لأن السادات كان يطلعه علي أمور لا يعلمها رئيس الوزراء والوزراء . ولم تتغير مواقف منصور كثيراً مع الرئيس السابق حسني مبارك عما كان عليه الحال مع السادات
ومما اشتهر به الكاتب الراحل منصور أقواله التي تثير غضب المرأة مثل “المرأة ليس لها مبدأ .. فهي إما فوق المبادئ أو تحت المبادئ ! مهما كانت متاعب النساء . فهي أقل من متاعبنا . فليست لهن زوجات كالرجال ! المرأة متسامحة جداً . إنها تغمض إحدي عينيها عن عيوبك . وتراها بالعين الأخري ! الزفاف هو الجنازة التي تشم فيها رائحة الزهور بنفسك !ولمنصور العديد من الطرائف التي يتميز بها . فهو يخاف أكثر ما يخاف من البرد . وبما أن الذي “يخاف من العفريت يطلعله ” فقد أصيب منصور بالإلتهاب الرئوي الحاد الأسبوع الماضي ليكون سبباً مباشراً في وفاته
إضاءة
الجديد بالذكر أن أنيس منصور الذي رحل عن عمر يناهز ال87 عاماً . حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة . في كتاب القرية وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكي عن بعضها في كتابه “عاشوا في حياتي” . وفي دراسته الثانوية كان الأول علي جميع طلبة مصر حينها عوالتحق بكلية الآداب – جامعة القاهرة . برغبته الشخصية . فدخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه .وحصل علي ليسانس أداب عام 1947 . ثم عمل أستاذا في القسم ذاته 0وعين في جامعة عين شمس لفترة . ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي وكان يجيد عدة لغات . منها : العربية والإنجليزية والألمانية والإيطالية كما انه مولع بالسفر . فكتب الكثير في أدب الرحلات . وألف كتباً عديدة . منها : حول العالم في 200 يوم
شغل أنيس منصور . عدة مهام ومسؤوليات . حيث تولي رئاسة تحرير العديد من المجلات منها : الجيل أخر ساعة . أكتوبر . العروة الوثقي . وعمل مدرساً للفلسفة الحديثة في كلية الأداب . بجامعة عين شمس . وهو مؤسس مجلة اكتوبر – عام 1976م وكان يكتب في الفترة الأخيرة من حياته مقالات . جريدة الشرق الأوسط
جوائز ومؤلفات
وقد ألف وترجم الراحل . عددا مهما من الكتب والدراسات والمسرحيات . ومنها دعوة للابتسام . الكبار يضحكون أيضاً . الذين هبطوا من السماء . في صالون العقاد كانت لنا أيام الوجودية . أرواح وأشباح . ثم ضاع الطريق . الخالدون مئة أعظمهم محمد “مترجم” كما حصل علي العديد من الجوائز. مثل: جائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي. وفاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولي من مؤسسة السوق العربية في لندن. جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث ــ 1981 وحصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري أربع سنوات متتالية وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي وفاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولي من مؤسسة السوق العربية في لندن الي جانب العديد من الألقاب والجوائز.
أريدالفلسفة
كانت بداية أنيس منصور في عالم الصحافة. في مؤسسة أخبار اليوم وعمل بعدها في مؤسسة الأهرام. وعرف عن أنيس بأن له عادات خاصة. فهو يقوم ليكتب في الرابعة صباحاً ولا يكتب نهاراً. ومن عاداته أن يكون حافي القدمين ومرتدي البيجاما وهو يكتب. أيضاً مما يعرف عنه انه لا ينام إلا ساعات قليله جدا وكان يعاني الأرق الدائم.. رحم الله كاتبنا الكبير.
اللهم ارحمه وتجاوز عن سيئاته واكرمه بالقران الكريم