خبراء الاقتصاد وعلي رأسهم الدكتور حازم الببلاوي وزير المالية ونائب رئيس الوزراء نصحوا باللجوء للاقتراض من الخارج لسد الفجوة في عجز الموازنة وتوفير السيولة في الاسواق .. أنا شخصياً مع هؤلاء لانه ليس أمامنا طريق حالياً سوي الاقتراض الخارجي وفقاً للقواعد المعمول بها في العالم للاقتراض الآمن وأطالب الآن وزير المالية باتخاذ اجراءات عاجلة لانقاذ اقتصادنا القومي وأقول له إن شعب مصر يحملك المسئولية مادمت تعمل وزيراً للمالية ونائباً لرئيس الوزراء فليس أمامنا طريق سوي وقف نزيف الخسائر اليومية.
ان ما يجري حالياً من سياسات تقرها الحكومة لا تفيد ولا تنجح في تحقيق العبور الآمن لاقتصادنا القومي من هذه الأزمة فمثلاً ما قيمة تحديد حد أدني للأجور وليس لدينا موارد للتمويل وما قيمة اجراء تعديلات ضريبية وجمركية واخري استثمارية وعجلة الانتاج تدور للخلف وما قيمة تعيين خريجين جدد في مؤسسات خاوية خطوط انتاجها متوقفة .. اعتقد أن انشغال الحكومة بمثل هذه الملفات لا يكون في محله لأن هناك ملفات اخري أهم بكثير مثل التعثر وإغلاق المصانع.
إنه مطلوب منا جميعاً شعباًَ وحكومة العمل في اتجاه واحد فقط لا غيره وهو الانتاج ثم الانتاج لوقف نزيف الخسائر والذي يلاحق الاحتياطي النقدي الذي انحدر من 36 مليار دولار إلي 24 ملياراً وكذلك العجز في الموازنة الذي وصل إلي 134 مليار جنيه والدعم الذي أصبح آفة الموازنة العامة والذي وصل إلي 130 مليار جنيه منها 95 ملياراً فقط للطاقة مقابل مليار جنيه عام 1995 .. إنه علي الحكومة ألا تلتفت حالياً إلا لشيء واحد هو الانتاج ومن يفعل غير ذلك يكون واهياً ولا يريد لمصر خيراً الموقف صعب للغاية فمنذ ثلاثة أسابيع كان عدد المصانع المغلقة 850 مصنعاً والآن وصل إلي 1250 مصنعاً فالمؤشرات تشير بالضوء الأحمر وتعلن عن الخطورة إنه علي كل مواطن في مصر يعلم جيداً بأننا أمام محنة كبيرة وعلينا أن نتغلب عليها ونترك المصالح الشخصية ونحافظ علي تراب مصر الوطن الحبيب.