في الذكرى الواحدة والستين لإعلان بن جوريون المشئوم
“القدس عاصمة أبدية لإسرائيل”
كتبت:شيماء سمير أبوعميرة
الشيخ عكرمة صبري :إسرائيل تمارس مخططا لتهويد الحجر والشجر والبشر لتصبح نسبة العرب 12%في 2020.
السفير إبراهيم يسري:أدعو العرب إلى الإقلاع عن مصطلح”المجتمع الدولي” …إسرائيل دولة باطلة وبالتالي جميع قوانينها باطلة.
د.راغب السرجاني :بوادر انهيار صهيون تتضح تدريجيا ..والشباب العربي مازال يقظا ….والأنظمة العربية تترنح مابين الضغط الأمريكي والخوف على الكرسي.
بثينة الإبراهيم:قضية فلسطين ليست سياسية ..قضية فلسطين قضية أمة.
في (ديسمبر) 1949، أعلن رئيس الوزراء الأول لإسرائيل ديفيد بن جوريون أمام الكنيست: “أن القدس اليهودية هي جزء عضوي وغير منفصل عن تاريخ وديانة وروح شعبنا، أن القدس هي القلب الذاتي لدولة إسرائيل… أن علاقتنا اليوم بالقدس لا تقل أبداً عن عمق تلك العلاقات التي كانت موجودة أيام نبوخذ نصر وتينوس فلافيوس… إننا نعلن أن إسرائيل لن تتخلى إرادياً عن القدس، تماماً كما لم تتخل خلال آلاف السنين عن إيمانها وهويتها الوطنية وأملها بالعودة للقدس وصهيون،على رغم الاضطهاد الذي لم يكن له مثيل في التاريخ… إن الشعب الذي استطاع منذ 2500 سنة الوفاء بالقسم الذي أداه المنفيون الأوائل على أنهار بابل بعدم نسيان القدس، هذا الشعب لن يحمل نفسه على الانفصال عن القدس”. جاء ذلك في رده على طلب الأمم المتحدة تدويل القدس.
واليوم تشهد القدس عمليات تهويد طاحنة لجعلها مدينة إسرائيلية ذات أغلبية طاحنة من اليهود ,هذا فضلا عن قانون المواطنة العنصري الذي يشترط على الفلسطينيين التصريح بالولاء “لدولة يهودية وديموقراطية” قبل منحهم الجنسية الاسرائيلية،والذي سيؤدي إن تم تنفيذه إلى حرمان أكثر من خمسة وعشرين ألف عائلة فلسطينية من لم شملها على جانبي الخط الأخضر.
وفي هذه الذكرى الأليمة قام مجموعة من الشباب بإحياءها عبر راديو العودة على الإنترنت الذي يهدف لتعريف الشباب بمدينة القدس و آثارها و أهم الأحداث التاريخية التى مرت عليها فى العقد الأخير، و الأخطار التى تحدق بها نتيجة عمليات التهويد الشرسة التى تقوم بها قوات الإحتلال الصهيونى ضارباً بكل الأعراف و القوانين الدولية عرض الحائط، و تستضيف الرديو عدة شخصيات هامة و مؤثرة على الساحة العربية أبرزهم الشيخ عكرمة صبرى مفتى فلسطين و إمام المسجد الأقصى، و د. راغب السرجانى الداعية الإسلامى الكبير، و السفير إبراهيم يسرى منسق حملة لا لبيع الغاز المصرى للكيان الصهيوني و سفير مصر السابق بالجزائر، كما تستضيف د. خالد أبو شادى الداعية الإسلامى، و الأستاذة بثينة الإبراهيم الباحثة المتخصصة فى شئون الأسرة و الشباب و صاحبة فكرة برنامج إعداد القادة و زوجة الداعية الإسلامى الشهير د. طارق السويدان، و الفنان مصطفى محمود، و غيرهم.
وقد أكد فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى أن الإحتلال الإسرائيلي يحاول جاهدا تهويد القدس منذ احتلالها في عام 1967 وبالتالي هذه المخططات تنفذ على مراحل ,كل مرحلة تتضمن هدفا على حساب حقوق الفلسطينيين الشرعية,والذي يحدث حاليا هو تهويد الحجر والشجر وتهويد البشر من حيث زيادة أعداد اليهود في القدس وتقليل أعداد العرب في القدس لتصبح نسبة العرب 12% في عام 2020.وحاليا نسبة السكان العرب 40%ويريد اليهود أن تصبح نسبة العرب 12% فيما يسمى بالقدس الكبرى كما يخططون ليصبح العرب فيها أقلية,وهذا هو التهويد الديموجرافي لمدينة القدس .
هذا فضلا عن –والكلام لفضيلة الشيخ عكرمة صبري- “عمليات تهجير
البيوت خاصة البيوت التي تقع في أحياء سلوان ووادي الجوز,وهم يحاولون في كل مرحلة الاستيلاء على عدد من هذه البيوت. وهناك بؤر استيطانية في القدس تزيد عن خمسين بؤرة أو خمسين موقع وبيت ويحاولون في كل مرحلة توسيع هذه البؤر بالتضييق على السكان أو الاستيلاء على البيوت,وكذلك عزل القدس عن المناطق الأخرى”.
ويضيف أن أي مدينة تعيش على ضوء الضواحي والقرى المحيطة بها لذا عندما يتم عزلها ,فستضعف صحيا واقتصاديا وتعليميا من جميع الجوانب خاصة الناحية الاجتماعية فالأسر التي لها أقارب في نابلس أو رام الله لايستطيعون زيارتهم وأيضا التجار الذين تهددهم عزلة القدس بالإفلاس يتركون القدس ويفتحون متاجرهم في أماكن ومدن أخرى وهذا مايريده الكيان الصهيوني لتقليل نسبة السكان المقدسيين.
وحول المخطط الإسرائيلي “القدس الكبرى” يشير فضيلة الشيخ عكرمة صبري :”أن المسئولين الإسرائيليين وضعوا خطة لضم شطري المدينة الشرقي والغربي وإعلان القدس عاصمة موحدة للأبد ,وأعلن اليهود أنه لا مجال للتفاوض بشأنها مع الجانب الفلسطيني وبهذا انسحبوا من الشرط المنصوص عليه في اتفاقية أوسلو والتي تنص على ان تأجيل القدس للمرحلة الأخيرة للمفاوضات. وكذلك والأخطر أنهم أعلنوا أن القدس عاصمة للشعب اليهودي ككل أينما وجد وليس لدولة إسرائيل فقط كي يشركوا اليهود الموزعين في العالم في المسئولية تجاه القدس “.
وحول قانون المواطنة,يرى أنه لاتوجد دولة تشترط على المواطنين أن يحلفوا يمين الولاء سوى السلطات الإسرائيلية.وهناك مواطنون عرب مسلمون ومسيحيون موجودون في فلسطين منذ ملايين السنيين ,كيف نطلب منهم أن يحلفوا قسم الولاء لدولة عارضة غلى وجودهم في بلادهم.
هذا بينما أكد السفير إبراهيم يسري منسق حملى لا لبيع الغاز لإسرائيل وسفير مصر السابق بالجزائر : أن قانون المواطنة الذي تسعى إسرائيل لجعله أمرا واقعا هو خطوة نحو محو التواجد الفلسطيني من الوجود السياسي وأوضح سيادته أن المشكلة تكمن في تهاون وتخاذل المجتمع الدولي في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي فالقوانين الدولية لاتسمح بالاحتلال وبهذا الصلف والعنف وبناء المستوطنات اللامحدود ’واستنكر إصرار المسئولين على استخدام كلمة “المجتمع الدولي” لأنه مصطلح وهمي لايضم سوى أمريكا وإسرائيل. وحمل إبراهيم يسري الأنظمة العربية مسئولية الظلم والاحتلال الذي يعانيه الشعب الفلسطيني.
أما د.راغب السرجاني الداعية الإسلامي فيؤكد: أن الكيان الصهيوني قد بدت مؤشرات سقوطه ويتسائل من الذي يبني جدارا عازلا حول مناطق الصهاينة في فلسطين القوي أم الضعيف ,وأشار إلى تفاؤله بوجود صحوة بين الشباب في شتى أطراف العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب وأن الشباب يتفاعلون مع الأحداث ويؤمنون بالقضية الفلسطينية ولا داعي أن يتم بث روح الهزيمة والتشاؤم في نفوس شباب العرب والمسلمين.و يرى أن حرب غزة الأخيرة هي أكبر دليل على ضعف الكيان الصهيوني وقوة العقيدة الإسلامية فكيف نتصور أن قطاع صغير مثل قطاع غزة يمكن أن يصمد أمام الحصار ومنع الغذاء والدواء والسلاح؟
واستنكر دور الأنظمة العربية في تعاملها مع القضية الفلسطينية بتخاذل ووقوعهم تحت الضغط الأمريكي الخارجي من ناحية وضغط داخلي للحفاظ على كراسيهم والخوف من فقد السلطة.
وحول تهويد القدس, يرى راغب السرجاني : أنه بالرغم من محاولات تهويد القدس المستميتة إلا ان إسرائيل لم تستطع جعل القدس عاصمة يهودية ولا تزال تل أبيب هي العاصمة الرسمية لهم حتى بعد عام 80 عندما أقروا قانونا بأن القدس عاصمة لهم ومحاولات مناحم بيجين بعد ذلك و شامير لم تستطع إسرائيل جعل القدس عاصمة يهودية على الرغم من آلالة العسكرية والإعلامية الجبارة التي يمتلكونها.
أما الأستاذة بثينة الإبراهيم الباحثة المتخصصة فى شئون الأسرة و الشباب و مديرة برنامج إعداد القادة في تركيا، فتؤكد أنه ثمة معوقات أمام الشباب أولها أن المسئولين يعتبرون الكلام في قضية فلسطين كلام سياسي بحت في حين أن القضية الفلسطينية قضية أمة وليست قضية شعب فلسطيني فقط لذا دور الشباب كبير لتوعية الجمهور بقضية فلسطين في المدارس والجامعات وأماكن الأنشطة الشبابية وعلى الإنترنت في المنتديات والفيس بوك وتويتر والمواقع الإخبارية وتوضيح دور الشعب الفلسطيني في المقاومة والإنجازات العلمية والاجتماعية رغم الاحتلال والمعاناة أي نرصد الإيجابيات أيضا للشعب الفلسطيني.
والمعوق الثاني يتمثل في انشغال الشباب بتوافه الأمور وجهلهم بالتاريخ ومستجدات الساحة في فلسطين وبالتالي أطروحاتهم ليست ثقافية وتاريخية مدعمة بالحجج والبراهين لكن معظم كلام شباب عاطفي وأصال والثالث والأهم هو تهميش الأسرة لقضية فلسطين وعد تربية الأبناء على اهمامهم بقضايا مجتمعهم الوطني والعربي والإسلامي.
وأوضحت أن أكاديمية إعداد القادة التي تديرها في تركيا تقوم على دمج الشباب في قضايا أمتهم وإرجاع الحمية لنفوسهم تجاه قضايانا عبرإيجاد مشارع عملية للمرأة والشباب لنصرة فلسطين.
وحول دور المؤسسات الدينية سواء إسلامية أو مسيحية يشير د.عبدالرحمن البر أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن منظمة المؤتمر الإسلامي -والتي تمكنت بدورها من تسجيل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل كأثر إسلامي بعد أن حاولت إسرائيل تقديمه للعالم كأثر يهودي- وجامعة الدول العربية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي تعمل على استنقاذ فلسطين وأنشئت صناديق لتمويل الحماية والرعاية لمدينة القدس المباركة. وأكد أن لكل فرد في موقعه دور في نصرة القضية الفلسطينية وفضح المخططات الإسرائيلية عن طريق الفن والأدباء والإعلام ورجال الأعمال والمؤسسات الآثرية .
وأشاد بدور الشباب المقدسيين والشيخ رائد صلاح -المعتقل حاليا من قبل السلطات الإسرائيلية- في مواجهة عمليات التهويد الإسرائيلية.
وحول دور الفن يؤكد الفنان مصطفى محمود: أن الفن هو المحرك الأساسي لوجدان الشعوب ,والفن غاية في الأهمية بالنسبة للقضية الفلسطينية ولقضايا الناس بشكل عام,وأن الفن خدم القضية الفلسطينية عبر تاريخها فلاننسى أغاني فيروز
ويضيف “أنني اصدرت ألبوم (قاوم) خاص بالقضية الفلسطينية,وكان أوبريت متكامل شارك فيه حوال عشرين فنان ومنشد موجودين في مكان واحد غنوا بكل حب لفلسطين “
اصـرخـى يـاقـدس ونـادى بأعلى صـوتـك أين أنت ياصـلاح الدين 0