أكد الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ان مصر لا تزال تمر بطرق وعرة. ولا يزال هناك الكثير من التحديات التي تنتظرها. مشيراً إلى ان المجتمع المدني مازال ضعيفاً بما في ذلك منظمات الحقوق المدنية. غير أن هناك الكثير من التوقعات غير الواقعية.
ومع ذلك يري البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ان مصر صاعدة لتكون النموذج الذي يحتذي به في المنطقة. خاصة مع إقبالها على الانتخابات البرلمانية أواخر نوفمبر المقبل والتي ستعقبها الانتخابات الرئاسية.
وقال: “مازلت متفائلاً وآمل أنه في غضون عام حينما ننتهي من المرحلة الانتقالية. ان تقفز مصر إلى الأمام على المستويين الاقتصادي والاجتماعي لتصبح نموذجاً لبقية العالم العربي”.
وأضاف: “انني آمل ان تصل مصر للدرجة التي تساعد فيها بقية العالم العربي على التطور وليس الانفجار”. وتابع انه بعد عقود كثيرة جداً من القمع. أصبح الوضع في مصر يشبه إناء طهي بالضغط والبخار يتصاعد لذا نحتاج الآن لتحويل البخار إلى طاقة. ورداً على استفسار صحيفة وول ستريت جورنال: لماذا يقف البرادعي في خط النار في الوقت الذي يمكنه تجنب هذا مثل غيره؟ رد الدكتور الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2005 قائلاً: “حينما تجد بلدك في وضع رهيب وتناديك لمد يد العون. فلابد من القرار المبني على الضمير. فعلى الأقل يجب محاولة تحسين الوضع في مصر والشرق الأوسط .
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى البرادعي باعتباره الصوت الرئيسي للمعارضة في مصر. وقالت ان دعواته الصاخبة لمبارك بالتنحي أدت به للبقاء في منزله قيد الإقامة الجبرية.
وفي شأن آخر انتقد البرادعي المعروف بمعارضته لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ومواجهته للغزو الأمريكي على العراق. التعامل الغربي مع الملفات النووية. مشيراً إلى انه يمكن التعامل مع مثل هذه القضايا مثل الملف النووي الإيراني والكوري الشمالي من خلال توفير الضمانات والاحترام. مضيفاً: كان ينبغي ان يعتمد النهج الغربي على الجزرة وليس العصا”.
وتوقع البرادعي ان تسعي مزيد من البلدان حول العالم لاستخدام الطاقة النووية. مشيراً إلى دراسة صادرة عن إدارو معلومات الطاقة بالولايات المتحدة التي تقدر نمو توليد الطاقة عالمياً بنسبة 87% بحلول 2035 في ظل النمو السكاني.
وأوضح ان هذا النمو قد يدفع جزئياً الاقتصادات الناشئة الكبيرة لمواصلة تطوير الطاقة النووية التي تمثل حالياً 14% من الكهرباء حول العالم.
وأشار إلى عدد من الاقتصادات الناشئة التي تسعي بجدية لتوسيع استخدامها الطاقة النووية. وعلى رأسها الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا التي باتت تتطلع لذلك.
وأكد البرادعي حاجة العالم للطاقة النووية التي تلعب دوراً هاماً باعتبارها جزءاً من خليط الطاقة اللازمة للعالم لأنه مازال هناك 1.4 مليون شخص حول العالم لم تصل إليهم الكهرباء ولا تنمية بدون طاقة. فلا عجب ان تدعي افريقيا بالقارة المظلمة. لانه إذا ما نظرت إليها من فوق طائرة ستجد كمية الكهرباء قليلة جداً.
ومع ذلك يعترف البرادعي بالمخاطر المتعلقة بالطاقة النووية مثل معايير الأمان والسلامة. خاصة بعد حادثة فوكوشيما في اليابان والتي اندلعت بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مارس الماضي. هذا بالاضافة إلى ضمان الرقابة الدولية للتأكيد على سلمية الأنشطة النووية.