حالة غير مسبوقة من القلق والترقب تسود انحاء محافظة الاقصر من شمالها الي جنوبها مع اقتراب موعد اول انتخابات برلمانية يتم اجراؤها بعد ثورة 25 يناير وعقب سقوط نظام سياسي اعتمد طوال سنوات بقاءه في السلطة علي حكم الفرد.
مبعث القلق ينبع من الانفلات الأمني واعمال البلطجة والعنف وانتعاش تجارة السلاح والبطالة وصراعات ما زالت مستمرة منذ فترة ما بعد الثورة ويتوقع استمرارها خلال الفترة القادمة لتضاف الي سجل طويل وعميق من الاعراف والتقاليد والعصبيات القبلية والجهوية في محافظة من محافظات الصعيد الاعلي تملك تاريخا طويلا من صراع العائلات للحفاظ علي مقاعدها في البرلمان.
شعبان هريدي رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالأقصر يري ان دور التعصب القبلي والعائلات في طريقه للزوال ان لم يكن قد انتهي بالفعل ويرجع هريدي ذلك الي ارتفاع نسبة التعليم التي ارتفعت معها وتيرة تطلعات الشباب واحلامهم. اضافة الي دور الكمبيوتر والانترنت في تحويل البلاد الي قيد صغير يتواصل فيها الشباب في اقل من الثانية داخل عالم افتراضي. واكد هريدي ان الاوضاع الحالية تختلف تماما عن الماضي الذي كان فيه لكبار العائلات كلمة الفصل الاولي والاخيرة وان الانقسامات حاليا تضرب الاسرة الواحدة في الانتخابات فتري ابناء العمومة في مواجهة و صراع حاد من اجل الكرسي وهذا الكلام لا ينطبق علي الاقصر وحدها وانما يمتد ليشمل جميع المحافظات خاصة في الصعيد مشيرا الي ان عائلات هذه الايام تلعب السياسة من اجل الوجاهة والحفاظ علي الصورة وليس لخدمة الناس.
سلوي النخيلي المرشحة المستقلة لمجلس الشعب علي مقعد الفلاح تؤكد علي استمرار دور العائلات والتعصب القبلي وما يضيفه من زخم شديد لأي انتخابات مشيرة الي ان دور العائلات في حسم نتائج الانتخابات لن يقل عن 70% فيما تتبقي نسبة ال 30% للشباب وتجمعاتهم وروابطهم المختلفة والتي تتمني ان يكون لها دور اكبر في الانتخابات القادمة. وقالت ان التربيطات والتحالفات والتي غالبا ما تكون بين القبائل والعائلات كما حدث في الانتخابات الماضية سيكون لها دور ايضا في تحديد مسار المرشحين.
أكد كريم نصر الدين امين حزب الاحرار علي وجود نوعين من العصبية القبلية اولهما عصبية الدم والنسب التي تجعل العائلة علي قلب رجل واحد في الأفراح والاحزان والثأر والانتخابات ولا يستطيع اي من افرادها الخروج عن ثوابت العائلة التي يتكاتف حولها جميع ابنائها. وثانيها العصبية الجهوية وهي عصبية المركز او القرية او النجع فتصبح الانتخابات بلاد ضد بلاد او قري ضد قري.
واشار نصر الدين الي قوة النوع الاخير وتعمقه منذ فترة طويلة بل ومتوقع حدوثه في الانتخابات القادمة خاصة بعدة حصر المحافظة كلها في دائرة واحدة للشعب والشوري. ومن الوارد جدا ان تتكتل اسنا مثلا ضد الاقصر او ضد ارمنت او العكس لأن كل منها لن يقبل استحواذ واحدة منها وحدها علي المقاعد البرلمانية.
وأضاف نصر الدين بأن هناك بلادا ستتحزب وتتضامن مع احزاب معينة ليس من اجل الحزب ولكن من أجل اشخاص مرشحون علي قوائم هذه الاحزاب من ابناء هذه البلاد لذلك من المتوقع ان تساند عائلات القرينات والمحاريق والعبابدة بالمدامود والعشي والزينية قبلي وبحري والصعايدة والكرنك “شمال الأقصر” حزب الحرية والعدالة لأن قائمة الحزب يتصدرها عبد الحميد السنوسي ابن المدامود في حين يتوقع تضامن ابناء عائلات مدني والعديسي والخولة والحواكم والشيبانية بالعديسات والطود والحبيل والبغدادي والبياضية “جنوب الاقصر” مع حزب النور لأن قائمة الحزب يتقدمها الحسيني بكري ابن العديسات. وهكذا يتكتل الجنوب ضد الشمال والغرب ضد الشرق.
سعدي عبد القادر الخبير الأثري والمرشح علي المقعد الفردي فئات عن حزب الوسط اشار الي التأثير القوي للعائلات والقبلية في الانتخابات خاصة الشرائح العمرية التي تبدأ من سن 35 عاما حيث سيلتزم الكبار بالنظام القبلي واختيارات العائلة وميلها نحو مرشح محدد مؤكدا علي دور الشباب الذي سيكون له رأي مختلف نسبيا لكن من يحسم اتجاهات التصويت في النهاية هو العائلة.
وكشف عبد القادر عن نوع ثالث من التعصب القبلي وهو التعصب للتيار السياسي او الجماعة فنجد شباب قرية او نجع يتوجهون بأفكارهم نحو السلفيين او الاخوان بصرف النظر عن المرشحين انفسهم او حتي توجهات العصبية القبلية.