علي الرغم من ان المنيا من المحافظات التي تتحكم العصبيات والقبليات في انتخاباتها المحلية والتشريعية.. الا ان انتخابات الشعب هذه الدورة مختلفة الي حد كبير.. حيث تشهد غياب عدد كبير من الرموز والعناصر التي كانت دائمة الترشح.. 16 نائبا سابقا عن الحزب الوطني المنحل رفضوا خوض المعركة الانتخابية سواء كمرشحين للمقاعد الفردية أو من خلال قوائم الاحزاب.. كما غاب ايضا عدد غير قليل من رموز الحزب الوطني السابق التي كان من المتوقع ترشحها بقري المحافظة ورفضوا الدخول في المعركة سواء للشعب او الشوري واثروا الابتعاد.
في الوقت الذي تضمنت فيه قوائم المرشحين عددا كبيرا من الأسماء غير المعروفة والجديدة ومعظمها لم يسبق لهم حتي الترشح في المجالس المحلية علي مستوي القرية أو المدينة او المركز والمحافظة وليست لديهم الخبرات السياسية وطبيعة المحافظة الجغرافية خاصة في ظل دوائر اتسعت بشكل كبير سواء كانت للمرشحين الفرديين او لمرشحي القوائم.. الامر الذي قد يضفي نوعا من الهدوء الي حد ما علي العملية الانتخابية رغم كثرة عدد المرشحين الذين بلغوا 263 مرشحا للمقاعد الفردية للتنافس علي 8 مقاعد في 4 دوائر و141 مرشحا بالقوائم وعددها 12 قائمة لعدد 16 مقعدا.. والهدوء المقصود هو حالة التعصب والتنافس الشديد الذي كانت تشهده القري بين عائلاتها التي كانت تنقسم بين المرشحين ليس اختلافا علي المرشح وانما لإظهار قوة كل منها ضد الاخري.
هذه العصبيات التي كان يراها البعض في الانتخابات السابقة تحدث نوعا من الاستقرار والتوازن فقدت سطوتها – الي حد ما – ليس فقط لغياب عدد كبير من الرموز ولكن لتغير المناخ الانتخابي العام في مصر وايضا تغيير النظام الانتخابي الفردي الذي كان يخلق نوعا من العصبيات والتشدد بين العائلات في كل مركز.
ورغم غياب الخبرة عن عدد كبير من المرشحين الا ان هناك 10 من النواب السابقين – بينهم نائبان بالشوري – عن الحزب الوطني في دورتي 2005 و2010 السابقتين تقدموا للترشيح وجاء معظمهم في المنافسة علي المقاعد الفردية حيث تقدم كل من احمد سنوسي بالمنيا ورياض عبد الستار بملوي وعاطف عبد الجابر بمركز المنيا ومصطفي توفيق بملوي واحمد عبد المحسن حته بمغاغة ومحمد عامر حلمي بملوي – نائب اسبق – وطلعت عبد الرحمن منصور وشحاته غريب محمد بمغاغة وعلاء السبيعي بالمنيا وعلاء حسنين بملوي – نائب اسبق -.. وفي القوائم جاء عبد الوهاب مكرم بمغاغة ومحمد اسماعيل بدوي بالمنيا عن حزب العربي الديمقراطي ومحمد عبد الحفيظ بملوي عن حزب الوفد ومن نواب جماعة الاخوان المسلمين السابقين في دورة 2005 الدكتور محمد سعد الكتاتني علي راس قائمة حزب الحرية والعدالة ومحمد عبد العظيم بالعدوة وبهاء سيد عطية بملوي.. ومن اعضاء مجلس محلي المحافظة السابقين تقدم للترشيح كل من الدكتور يحيي شاكر بالمنيا للمقعد الفردي وخيري فؤاد محمد بقائمة الاصلاح والتنمية ورمضان معوض محمد بمغاغة بالإضافة الي عدد قليل من الذين سبق لهم الترشيح في دورات سابقة بعضهم نافس بقوة منهم عمر الشيمي بسمالوط وعلي نصار بابو قرقاص وحسين ضبيع وسيد ابو بريدعة بالمنيا وسعد عبد العاطي والدكتور علي عمران بسمالوط واسامة غرياني بمغاغة وعبد الجابر عثمان – نائب اسبق – بملوي. والزميل محمد عبد اللطيف الصحفي بالأهرام للمقاعد الفردية بملوي.
ايضا تقدم ابو العلا ماضي رئيس حزب الوسط علي راس قائمة حزب الوسط الشمالية بنفس الدائرة التي تقدم فيها ايضا الكتاتني امين عام حزب الحرية والعدالة علي رأس قائمة حزبه.. وعلي الرغم من اعلان كل منهما انه لا منافسة بينهما وانه يمكن نجاحهما معا.
اشار المراقبون والمهتمون بالعملية الانتخابية الي ان العصبيات سوف تخف حدتها هذه المرة عدا بالأحزاب الدينية التي سوف تحشد انصارها لانهم يتبعون مبدأ الطاعة بصرف النظر عن اسماء المرشحين بقوائمهم.. مؤكدين ان باقي القوائم تأتي معظمها عكس ذلك حيث يبحث الناخب عن الشخص الذي يريده بصرف النظر عن انتمائه الحزبي.
قالوا ان بعض الاحزاب حاولت ان تضع علي رعوس القوائم شخصيات معروفة ولها ارضية في الشارع الانتخابي واهتمت الاحزاب بمقعدين او ثلاثة علي الاكثر في قائمة تضم 8 مرشحين لأن هؤلاء هم اصحاب فرص النجاح أما باقي القائمة فتكاد الفرصة لا تذكر وان اكتمالها جاء تحصيل حاصل.