يبحث مجلس الامن اليوم الجمعة الطلب الرسمي الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية لانتزاع اعتراف المجلس بدولة فلسطين باعتباره نصرا معنويا وخطوة علي طريق استرداد حقوق الشعب الفلسطيني المنهوبة.
ويتوقع أن يتم التصويت علي العضوية بحلول نهاية العام الحالي حيث يأخذ طلب التصويت عدة مسارات ويتعين موافقة 9 أصوات في المجلس تمهيدا لإحالته الي الجمعية العامة للتصويت عليه بأغلبية الثلثين.
ويري مراقبون ان فرص نجاح هذا الخيار ضئيلة بسبب ترجيح استخدام واشنطن للفيتو ما يفرض ضرورة ايجاد بدائل لعملية التصويت في منها التوصل إلي توافق بين أعضاء الرباعية.
وقد أظهرت مسودة تقرير وزعت الليلة قبل الماضية في مجلس الأمن الدولي أن الدول ال15 الأعضاء فيه منقسمة بشأن طلب العضوية فيما أعلنت بريطانيا صراحة أنها ستمتنع عن التصوي.
وجاء في مسودة التقرير أن اللجنة عجزت عن التوصل بالإجماع إلي توصية إلي مجلس الأمن وأن أعضاء المجلس منقسمون إلي دول مؤيدة واخري رافضة وثالثة مترددة وقد تمتنع عن التصويت.
في الوقت نفسه ذكرت مصادر دبلوماسية أن فرنسا وكولومبيا والبوسنة ستمتنع عن التصويت وهو ما قد يمنع حصول الطلب الفلسطيني علي الأصوات التسعة اللازمة لتمريره في المجلس.
وفي حالة امتناع الدول الاربعة عن التصويت لن تجد الولايات المتحدة نفسها علي الارجح في حاجة الي استخدام حق النقض ضد الطلب ما يعفيها من الحرج مع الدول العربية والاسلامية وشعوبها.
من جانبه. قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه. إن هناك ثماني دول حتي الآن تدعم بشكل واضح قبول فلسطين دائمة العضوية في الأمم المتحدة. وأن بقية الدول عدا الولايات المتحدة تتحفظ علي مواقفها.
كما أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنه “ما دام طلب عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة يناقش في مجلس الأمن الدولي فلن تذهب السلطة الفلسطينية إلي أي مكان آخر”.
وقال المالكي إن اختلاف لجنة العضوية في مجلس الأمن حول الطلب الفلسطيني “لم يكن مفاجئا” لاننا نعرف أن المعركة ستكون صعبة جدا وأنه حتي لو جلبنا 9 أو حتي 14 صوتا في المجلس الأمن فإن أمريكا ستحبط الطلب.
في هذه الاثناء أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات استعداد الجانب الفلسطيني للتعامل مع اللجنة الرباعية الدولية بشكل فردي أو جماعي حول كافة القضايا.
جاء ذلك خلال لقاءات عقدها عريقات مع مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير. وممثل الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري. والقنصل الأمريكي العام دانيال روبنستين كل علي حدة.
وشدد عريقات علي أن وقف كافة الأنشطة الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية وقبول مبدأ الدولتين علي حدود 1967 يشكلان المفتاح لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وقال عريقات إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقي المبعوث الأمريكي لعملية السلام ديفيد هيل بعد غد لبحث قضايا الاستيطان والإفراج عن المعتقلين وقضايا عملية السلام في المنطقة.
جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة هاأرتس انه سوف يتم تأجيل تدمير البؤرة الاستيطانية غير القانونية “جيفات عساف” لمدة نصف عام.. الامر الذي يمثل انتصارا للمستوطنين.
واشارت الصحيفة الي ان المستوطنين سوف يواصلون مناقشاتهم عن مبررات التأجيل مع امين مجلس الوزراء زيفي هاوزر وممثلين عن مكتب المدعي العام للدولة.
جدير بالذكر ان المحكمة العليا تنظر في قضية هدم البؤرة الاستيطانية جيفات عساف منذ عام 2007 حيث قدمت منظمة /السلام الان/ في ذلك الوقت التماسا بذلك للمحكمة العليا
وتضمن الالتماس طلب هدم ست مواقع استيطانية غير قانونية بما في ذلك جيفات عساف.. لكن الدولة ادعت في البداية ضرورة اجراء مفاوضات مع سكان تلك البؤر لإخلائها وهوما لم يحدث.
وفي غزة قررت سلطات الاحتلال فتح معبر “كرم أبو سالم” جزئيا لإدخال مساعدات غذائية ووقود لقطاع غزة حيث دخلت 250 شاحنة محملة بمساعدات ومستلزمات للقطاع التجاري والزراعي.
وفي الداخل الاسرائيلي. أيدت المحكمة العليا قرار محكمة أقل درجة بإدانة الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كاتساف بتهمة الاغتصاب والتحرش الجنسي.
يأتي قرار المحكمة العليا لينهي مداولات قضائية امتدت عبر خمس سنوات. حيث تعود جذور القضية لعام 2006 عندما تقدمت مديرة مكتب كاتساف الذي كان لا يزال في منصبه آنذاك. بشكوي للشرطة.
كانت محكمة تل أبيب الجزئية أدانت كاتساف في كانون أول/ديسمبر عام 2010 باغتصاب مديرة مكتبه. والتي عرفت فقط بالحرف “ايه”. مرتين عندما كان وزيرا للسياحة عام 1998.
كان من المقرر أن يدخل كاتساف السجن لتنفيذ العقوبة في الثامن من مايو الماضي. غير أنه قدم استئنافا علي الحكم لكن المحكمة رفضت جميع الدفوع التي قدمها فريق دفاعه.
وفي سياق اخر. كشف ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين السابق أنه سيتم في غضون شهر نشر خلاصة التقرير الطبي الفرنسي الذي تم تسليمه للسلطة الفلسطينية عن أسباب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وقال القدوة. إن التقرير سيرد علي كثير من أسئلة الشعب الفلسطيني مضيفا إنه من حق الفلسطينيين أن يحصلوا علي إجابة قاطعة بشأن وفاة الرئيس عرفات ونحن من واجبنا توفير هذه الإجابة¢.
واشار القدوة الي قناعته الشخصية منذ البداية بأن هذه الوفاة لم تكن طبيعية. وأنها جاءت نتيجة تسميم قامت به جهات إسرائيلية. وهناك الكثير من المؤشرات والدلائل في هذا الاتجاه.