اكد المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان ما لا يقل عن 12 سوريا قتلوا امس بنيران القوات الموالية لبشار الاسد من المتظاهرين.. او خلال الاشتبكات بين هذه القوات والمنشقين عليها الداعمين للثوار.. واشار المرصد الي من بين الفتلي 6جنود مواليين لبشار الاسد علي الأقل. كما لقيت طفلة عمرها 8 سنوت حتفها بنيران قوات الاسد مع 4 مدنيين اخرين قتلوا في مدينة حمص. .
وذكر المرصد. في بيان .. أن أربعة جنود تابعين للنظام قتلوا “اثر هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون عن جيش الاسد علي حاجز عسكري قرب مدينة معرة النعمان بإدلب” شمال سوريا .
كان ناشط سوري مقيم في لبنان أفاد بأن قوات الأمن السورية اقتحمت في وقت سابق امس مناطق علي مشارف العاصمة دمشق حيث قامت باعتقالات عشوائية.
وقال الناشط عمر إدلبي إنه منذ ساعات. تقوم قوات من الأمن السوري بتفتيش المنازل في دوما وسقبا. وانها ألقت القبض علي عشرات الرجال وسيدتين.
وأضاف أن قوات النظام لا تزال تفرض حصارا علي محافظتي حمص وحماة.
وذكر أن محصلة قمع النظام للمظاهرات اول أمس في حمص وحماة وإدلب بلغت 27 قتيلا.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. قتل 2880 مدنيا و 941 من الجيش وقوي الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف مارس الماضي.
حمص “ترمومتر” الثورة
من جانبه قال المسئول الميداني في منسقية الثورة بمدينة حمص السورية حسين عريان إن ¢حمص استطاعت في الأسابيع الأخيرة أن تنهك النظام السوري وتضعفه إلي أقصي الحدود من خلال حركات الاحتجاج المتواصلة رغم كل التضييق والحصار والمجازر التي يرتكبها النظام بحق المدينة وأبنائها¢.
وأضاف عريان امس أن “الجرائم والمجازر المروعة التي تشهدها حمص يوميا ستبقيها عصية علي التطويع ولن تزيدها إلا إصرارا وتصميما علي المضي بالثورة وتحقيق أهدافها وأول هذه الأهداف إسقاط النظام ومحاكمة رموزه وكل المسئولين عن الجرائم التي طالت الشعب السوري”.
وفي معرض رده علي سؤال حول أسباب ضراوة الحملة العسكرية علي حمص. قال المسئول “لهذه الحرب الشرسة عدة أسباب أولها أن النظام في سورية يخشي أن تتحول حمص إلي بنغازي أخري.. ما قد يخرجها عن طور سيطرته”.
وأضاف أن ثاني تلك الأسباب هو “لأن الانشقاقات عن الجيش النظامي بدأت في حمص حيث أنشئت كتيبة خالد بن الوليد التي تستقطب معظم المنشقين عن الجيش وتقاوم بشراسة الهجمات التي يشنها الجيش يوميا. وثالثا لكون حمص أول مدينة نفذت العصيان المدني وامتنع الأهالي عن تسديد الضرائب المفروضة عليهم وامتنع موظفو الدولة فيها عن مزاولة عملهم ورابعا لأن الثوار في حمص استطاعوا استنزاف الجيش النظامي والمخابرات والشبيحة علي مدي الأشهر الماضية وهو ما وضعها في عين الاستهداف وزاد من شراسة الحرب العسكرية عليها”.
واعتبر أن “حمص أصبحت الان مدينة منكوبة بكل ما للكلمة من معني ومقطعة الأوصال لا سيما في الأسبوعين الأخيرين”.
وأشار إلي أن “مدينة حمص وباقي المدن والقري التابعة لمحافظة حمص مثل القصير دفعت ما يزيد علي ألف قتيل منذ انطلاقة الثورة. في حين أن هناك اتصالات تردنا عن وقوع مجازر ومقابر جماعية دفن فيها المئات ولم نتمكن من تصويرها أو الوصول إليها بسبب الحصار المفروض علي المدينة وهو ما سيتكشف بعد سقوط هذا النظام”.
في اطار متصل. أفاد ناشط ميداني بحي الخالدية في حمص ان “مشهد الحي يبدو منكوبا. دخلت الدبابات والمدرعات منذ ساعات الصباح الأولي اول امس وبدأت بالقصف العشوائي علي البيوت التي صار معظمها عبارة عن ركام”.
وقال الناشط إن “القناصة حاضرون فوق أسطح البيوت والمدارس والمستوصفات لقتل كل من يفتح شباك بيته”.. وأضاف أنه من المستحيل الخروج من البيت. موضحا أن سكان الحي يعانون من “انقطاع الخبز عنهم بعد إقفال الأفران في الحي وفرض حظر تجول”.
وأوضح الناشط أن “الحي محاط ب45 حاجزا موزعين علي أحياء حمص وهو مقطع بحواجز صغيرة داخلية فيه”. “فاينيشيال تايمز”: ما يحدث في حمص سيؤثر علي مستقبل سوريا
وفي لندن .. اعتبرت صحيفة “فاينيشيال تايمز” البريطانية أن ما يحدث الآن في مدينة حمص السورية وما قد تؤول إليه الأوضاع هناك سيكون له تأثير عميق علي مستقبل سوريا بأكمله.
وتشهد مدينة حمص أقوي العمليات العسكرية للجيش السوري منذ اندلاع الاحتجاجات راح ضحيتها المئات من القتلي حسب ناشطين. كما تدور بين الحين والأخر اشتباكات عنيفة بين الجيش والأمن النظامي السوري من جهة. ومسلحين يعتقد أنهم منشقون من جهة ثانية.
وذكرت الصحيفة – إنه بعد مرور ثمانية أشهر من العنف المتزايد ضد المتظاهرين العزل في سوريا تضرب مدينة حمص مثالا علي إصرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد علي إبادة روح المقاومة والقضاء نهائيا علي الدور المتصاعد للمعارضة والمتظاهرين المناوئين له.
وفي جنيف حذرت رئيس مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي من خطورة إنزلاق سوريا نحو حرب أهلية.. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” امس عن بيلاي قولها: إن الحكومة السورية تماطل في تفعيل المبادرة العربية التي وافقت عليها. والهادفة لوقف قتل المدنيين السوريين ..مضيفة أن المجتمع الدولي يجب أن يصر علي تطبيقها والالتزام بها.
وأوضحت المسئولة الدولية أن المعارضين والمحتجين السوريين قد ينتهوا إلي محاكاة التجربة الليبية التي تحولت إلي إنتفاضة مسلحة. إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم في الإصلاح والتغيير السلمي.