شهدت المدن السورية أمس يومًا داميًا بعد تزايد حدة غضب مؤيدي الرئيس بشار الأسد جراء تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية حيث سقط أكثر من 70 قتيلًا في أنحاء البلاد. ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 27 مدنيًا قتلوا برصاص قوات الأمن فيما قتل 34 جنديًا و12 جنديا منشقا في الاشتباكات.. كما هزت ثلاثة انفجارات بلدة كفرومة بمحافظة إدلب استهدفت آليات عسكرية للجيش النظامي السوري. وأضاف المرصد في بيان أن أغلب الضحايا سقطوا في محافظة درعا وأن 23 شخصًا قتلوا برصاص الأمن علي حدود مدن خيربت وغزالة وحيراك و13 في مدينة حمص و6 في إدلب واثنين في حماة وواحد في القامشلي. كما أفاد ناشط سوري بأن شخصين قتلا وجرح نحو 30 آخرين جراء قيام قوات الأمن السورية بقصف حي بابا عمرو بمحافظة حمص المضطربة بنحو 50 قذيفة علي الأقل. يأتي ذلك فيما اقتحم نحو 120 متظاهرًا من مؤيدي الأسد مقر السفارة الأردنية في العاصمة السورية دمشق وقاموا بتمزيق العلم الأردني علي خلفية دعوة الملك الأردني عبد الله الثاني الرئيس بشار بالتنحي. ذكر السفير عمر العماد أن اثنين من مؤيدي الأسد تمكنوا من اقتحام بوابة السفارة حيث لم تتدخل قوات الأمن السورية لمنعهم من ذلك. أضاف عماد أن الأعراف الدولية تقضي بمسئولية الدولة بحماية سفارات الدول الأجنبية علي أرضها مشيرًا إلي تزايد الغضب الأردني تجاه المذابح التي تتم في سوريا. أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تعليق جامعة الدول العربية لعضوية سوريا قد يعصف بالاقتصاد السوري في الوقت الذي شرع فيه الهيكل الاقتصادي السوري بالتفكك فعليا. ولكن أكثر ما يضير النظام السوري. ويؤكد سوء حظه هو بداية التخلي الأردني عنه. وخاصة بعد دعوات الملك عبد الله الثاني ملك الأردن للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي. والخروج من الساحة السياسية. وأضاف المحللون أن فقدان الأسد الدعم الاقليمي والدولي يعتبر بمثابة ضربة نفسية هامة لنظامه الذي يعتبر نفسه بطل قضايا القومية العربية. مشيرة إلي أن أحد مؤشرات انخفاض حظوظ الاسد في البقاء بالسلطة دعوة ملك الأردن عبد الله الثاني للأسد بالتنحي. من ناحية أخري. قالت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية قامت بإغلاق جميع طرقات منطقة الزبداني في ريف دمشق وجري منع الدخول والخروج من المدينة نهائيا وتم إعادة التلاميذ والطلاب لبيوتهم مع انتشار للشبيحة والفرقة الرابعة بكل طرقات المدينة إضافة إلي مدينتي بقين ومضايا. وأكدت الهيئة انتشار مصفحات تحمل قواذف كما لوحظ انتشار كثيف للسيارات والجنود بكل مكان بالمنطقة. ونشر قناصون علي الأسطح. كما نفذت مداهمات لبيوت بشكل عشوائي. وجري إطلاق نار كثيف عشوائي لترهيب الأهالي. علي الصعيد السياسي. أعرب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائبه ميخائيل بوجدانوف في موسكو أمس عن ارتياحه لنتائج المحادثات والتي وصفها بأنها مفيدة ومثمرة. كما أعرب غليون عن تفاؤله. مشيرا إلي أن موسكو أكدت حرصها علي مواصلة التنسيق مع المجلس الوطني وتعزيز الاتصالات مع جامعة الدول العربية بهدف تنفيذ بنود المبادرة العربية. وأوضح غليون ان المعارضة تريد تجاوز الأزمة بدون تدخل عسكري من الخارج مشيرا إلي أن المجلس الوطني مع الحوار ولكنه يرفض الحوار مع من يقتل المواطنين السوريين. في غضون ذلك دعا ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي إلي ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية علي نظام بشار الأسد لدفعه إلي اللجوء إلي التخلي عن السلطة في سوريا. وأكد إدلبي علي ضرورة عزل النظام وعدم الاعتراف به كممثل للشعب السوري ولا لممثليه الدبلوماسيين في السفارات والقنصليات في الخارج حتي يزيد عليه الضغط لتسليم السلطة والانتقال بسوريا إلي نظام ديمقراطي مدني ليتناسب مع طموحات الشعب الذي قدم تضحيات كبيرة طوال 8 أشهر الماضية.