يشهد الشارع البورسعيدي تناقضا واضحا في أساليب وطرق الدعاية الانتخابية ففي الوقت الذي سمحت فيه جماعة الاخوان المسلمين بالسماح للمرأة بالظهور في المؤتمرات واللافتات بلباس النقاب رفض حزب النور الفكرة واكتفي بوجود أسماء المرشحة في الدعاية.
وبالنظر في الكثافة الكبيرة للدعاية الأنتخابية للمرشحين من اللافتات المثيرة سواء من غرابتها أو مبالغتها نجد تشابها كبيرا في البرامج الدعائية.
قام حزب النور بتعليق لافتات تضم أسماء المرشحين وصورهم عدا خانة المرأة التي وضعت حولها دائرة فارغة باعتبار وضع صورة المرأة علي اللافتات من المحرمات الشرعية وهو الامر الذي اختلف في حزب الحرية والعدالة الذي وضع صورة مرشحته د. سحر الخضيري بالنقاب وأصر علي تواجدها في كل مؤتمراته والتحدث عن برنامجها الإنتخابي بينما اختفت المرأة تماماً من مؤتمرات حزب النور وكأنها موجودة كمالة عدد للقائمة كما رفضت مرشحات النور التحدث لوسائل الإعلام وخصصت متحدثا رسميا ينوب عنهن في واقعة هي الاولي من نوعها في برلمانات العالم.
تبين من الدعاية الانتخابية بين المرشحين وجود قاسم مشترك في الشعارات المرفوعة بهموم المجتمع وفي مقدمتها البطالة ومد العمل بقانون المنطقة الحرة والاستغلال الأمثل لمنطقة شرق بورسعيد وعمل شركة نظافة بديلة عن الشركة فاقدة الشرعية في نفوس البورسعيدية والعجيب أنها نفس المشاكل التي كان يلعب عليها مرشحو الحزب الوطني السابق المنحل كما قام بعض المرشحين بكتابة عرائض ورقية تتضمن خواطرهم الشخصية وما تعرضوا له من ظلم وسجن في ظل النظام السابق وبدأوا حملتهم برفع دعاوي قضائية ضد المحافظ والحكومة في حالة عدم تنفيذ برنامجهم الانتخابي.
الملفت للنظر قيام بعض المرشحين بارسال مواد الدعاية الانتخابية لهم لطبعها في الصين بالجملة لرخص التكلفة خاصة التجار المرشحين والمتعاملين في مجال الأستيراد بالصين وشهد سوق الدعاية تنافساً كبيراً بين شركات الدعاية في تقديم عروض خرافية للمرشحين لمنافسة الغزو الصيني حيث بلغ سعر المتر المربع من لافتة البانر 15 جنيها وانتشرت إعلانات الشركات والخطاطين وأسعارها بين لافتات المرشحين.
كما امتد التنافس إلي المؤتمرات التي شهدت الساحة السياسية ببورسعيد نشاطا مكثفا من مرشحي مجلس الشعب حيث ظهر مرشحو حزب تحالف العمل الاشتراكي لأول مرة من خلال مؤتمره الذي حضره أحمد سليمان ومؤيده من حركتي كفاية و6 أبريل ودعوا خلال المؤتمر إلي ضرورة استعادة حقوق العمال المنهوبة عبر السنوات الماضية وأكدت كريمة الحناوي أحد مؤسسي حركة كفاية أن الحركة نجحت في خلع الرئيس السابق ولكن الثورة مازالت في حاجة إلي اليقظة حتي لا تسرق من الشعب.
وفي ميدان المنشية عقد حزب الوسط مؤتمراً من خلال شاشات عرض كبيرة تحكي برنامج الحزب في الفترة القادمة وتحدث د. حسن زايد مرشح مقعد الفئات ببورسعيد عن أهم خيوط برنامجه في الفترة القادمة والتي ألمح في مضمونها بالوسطية ويسعون لاحداث التنمية في المجتمع حتي يقف علي قدميه أولاً ونستعيد مجد الأمة الذي افتقدناه طوال السنوات الماضية.