عاش أهالي السويس الشرفاء ليلة سوداء أمس.. سيطر فيها الغوغاء والبلطجية واللصوص.. حرقوا.. وسرقوا.. وملأوا الشوارع رعبا وخوفا متنكرين في لباس وعباءة المتظاهرين والثوار وهم أبعد ما يكونون عن الثورة والثوار.
اقتحم مجهولون مسلحون مبني حي الأربعين – بعد أن حطموا البوابات الرئيسية والنوافذ – والمباني المجاورة هي المجلس الشعبي والمركز التكنولوجي لخدمة المواطنين وقسم شرطة الأربعين الموت.. حرقوا مبني الحي وسرقوا اجهزة الكمبيوتر والحاسبات والتليفزيونات حتي عدد التليفونات الأرضية ألقوا المستندات والدفاتر في الشارع.
كما تعرض قسم شرطة الأربعين المؤقت لهجوم غوغائي مدبر رشقوه بالطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة مما أدي الي إحتراق اجزاء كبيرة من المبني وحاولوا سرقة الأسلحة والطبنجات والذخيرة الإ ان الضباط والجنود دافعوا عن المبني دون ان يطلقوا – طلقة واحدة – من اسلحتهم.
أسفرت الأحداث الهمجية المنظمة عن اصابة اكثر من 15 شخصا منهم 4 من قوات الأمن – ضباط وجنود- و8 جنودمن قوات الجيش الثالث الميداني المكلفين بالعمل والحراسة داخل المدينة نقلوا جميعا الي مستشفيات السويس العام وعجرود العسكري.
قام المهندس محمدمرسي رئيس حي السويس بحصر التلفيات والاجهزة المسروقة وابلغ المحافظ محمد عبد المنعم هاشم واللواء عادل رفعت مدير الامن.. بينما فشل البلطجية واللصوص في اقتحام مبني الديوان العام للمحافظة ومديرية الأمن لسرقة محتوياتهم.
قال شهود عيان أن الأحداث في محافظة السويس بدأت بمظاهرات حاشدة للمئات من الشباب والقوي السياسية.. جابت شوارع المحافظة للتنديد بما حدث في ميدان التحرير للمتظاهرين من قبل قوات الشرطة وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص علي المتظاهرين0 ورفع متظاهرو ميدان الأربعين لافتات تطالب بموعد محدد لتسليم السلطة للمدنيين ورفض وثيقة علي السلمي ومحاسبة من قام بالاعتداء علي المتظاهرين بالتحرير مؤكدين ان الشرطة لازالت تعامل الشعب الأعزل بعنف مثل ايام الرئيس المخلوع وحبيب العادلي السفاح.
بعد دقائق فوجئ المتظاهرون بأشخاص غرباء اندسوا بينهم وحرضوهم علي العنف مع قوات الشرطة والجيش وقاموا بتمزيق وحرق الكثير من اللافتات الخاصة بمرشحي انتخابات الشعب القادمة علي اعتبار أنهم من فلول النظام السابق ولا يحق لهم الترشيح ولابد أن يستبعدوا ويحرموا من العمل السياسي. بعدها توجهوا في مسيرة صاخبة نحو مبني ديوان عام المحافظة تطالب برحيل المجلس العسكري وتسليم السلطة للمدنيين في أقرب وقت ممكن وازداد غضب بعضهم وتوجهوا إلي مقر قسم شرطة الأربعين بميدان الأربعين لمحاولة اقتحامه وحرقة وسرقته.
انتقلت قوات الأمن المكونة من الجيش والشرطة لحماية القسم من محاولة الإعتداء عليه فقام المندسون بقذف قسم الشرطة بالحجارة وبعض زجاجات المولوتوف.. وتصدت لهم قوات الشرطة والجيش الذين فرضوا كردونا أمنيا حول القسم حتي لا يتمكن أحد من اقتحامه و تم إطلاق قنابل مسيلة للدموع للسيطرة علي الموقف وابعاد المعتدين.
اكد المواطنون الشرفاء ان مصرعامة والسويس خاصة تعيش فترات حساسة وفارقة وطالبوا الجيش والشرطة والمجلس العسكري بالضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب الطيب العظيم وأكدوا أن ماحدث منظم وله قيادة تمول بهدف افساد الحياة والغاء الإنتخابات والوصول بمصر الي نفق مظلم لايمكن الخروج منه.. وأكدوا ان الفاعلين لصوص وبلطجية قبضوا الثمن قبل تنفيذ مهمتهم القذرة.
وتفقد اللواء صدقي صبحي سيد قائد الجيش الثالث الميداني واللواء عادل رفعت عبد الحميد مدير الأمن وقيادات الجيش والشرطة أماكن الأحداث للإطمئنان علي الأفراد والقوا.
طالب صدقي من الأفراد والجنود الأستمرار في السيطرة وضبط النفس وعدم اطلاق الرصاص مهما كانت الأسباب وتكثيف الأعداد الرابضة أمام المنشآت الحيوية والمهمة لحمايتها.
وناشدا ابناء السويس الشرفاء بالتصدي للهجوم الشرس من المندسين والمغرضين الذين يحاولون الوقيعة بين الشعب والجيش والشرطة ليحولوا السويس الآمنة الي كتلة من اللهب وساحة حرب وقتال ويقضوا علي الأخضر واليابس مؤكدين أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد شخصيات بعض الجناة وجاري القبض عليهم وتقديمهم الي العدالة ومعرفة من وراءهم ومن يمولهم.