انطلقت من ميدان القائد ابراهيم مسيرة تضم نحو 4 آلاف متظاهر في طريقها إلي مقر المنطقة الشمالية العسكرية في سيدي جابر للاحتجاج علي المجلس العسكري والمطالبة بتنحيه عن السلطة وتسليمها إلي مجلس مدني.
كان المتظاهرون قد أدوا صلاة الجمعة في مسجد القائد ابراهيم بمحطة الرمل ورفعوا اللافتات والهتافات التي تؤيد مطالبهم.
خلال الصلاة أكد الشيخ أحمد المحلاوي خطيب المسجد أن الهدف من وراء الأحداث التي تشهدها مصر الآن هو ألا تكون هناك انتخابات لمجلس الشعب وأن هناك أيادي خفية وراء هذه الأحداث مشيراً إلي الولايات المتحدة وإسرائيل وفلول النظام المخلوع لأنهم يريدون أن تكون الأنظمة المصرية أياً كانت المسميات تدين لهم بالولاء وهناك آخرون لا يريدون أن يكون للتيار الإسلامي أي تواجد في مجلس الشعب مؤكداً أن الانتخابات القادمة الضامن الوحيد لها هو الشعب المصري نفسه بقدرته علي حماية اللجان وصناديق الانتخاب من أي محاولات لإفشال الانتخابات.
أكد الشيخ المحلاوي أنه لابد من الاقبال علي الانتخابات من المواطنين والاختيار الجيد للمرشحين وأن يتم وضع المصالح العامة للبلاد قبل المصالح الشخصية واختيار الأيادي النظيفة التي لا تستغل هذا المكان لتحقيق مكاسب لها وتكون صالحة للنهوض بهذا الشعب اجتماعياً واقتصادياً.
وقال إن الانتخابات القادمة من أخطر المراحل التي يمر بها الشعب المصري ومن يقل بغير ذلك فهو يخدع الشعب ويجب أن نعلم أن هذه الانتخابات إما أن تجعل مصر رائدة وإما العواقب ستكون وخيمة.
وأشار إلي أن النظام السابق أفسد كل أمور الحياة المصرية حتي الغاز قام بتصديره إلي اليهود الأعداء بثمن بخس أقل من سعره الدولي وحذر المواطنون أن يأخذ أي عضو من أعضاء النظام السابق المرشحين في الانتخابات أي صوت من أصوات المواطنين المصريين فالأدلاء بالصوت شهادة حق وليس شهادة زور.
قال إن اجراء الانتخابات في وقتها هو نصف الطريق لأخذ السلطات من المجلس العسكري بداية من السلطة التشريعية التي ستكون في يد مجلس الشعب.
دعا الشيخ عبدالرحمن نصار إمام المسجد خلال الصلاة بأن يحفظ المولي عز وجل مصر من كل الأخطار وأن يجعل لها من يقدر علي حسن قيادتها خلال هذه المرحلة.
عقب أداء الصلاة ارتفعت الهتافات للمتظاهرين “تحيا مصر” و”التغيير التغيير.. الشرعية في التحرير” مع عدد من الهتافات الأخري التي تطالب بتنحي المجلس العسكري وقد سارت المسيرة من خلال شارع بورسعيد في مقدمتها لافتات كبيرة تحمل عبارات “الثورة مستمرة”.. وقد تناثرت علي امتداد المسيرة 4 سيارات للإذاعة تنطلق منها الهتافات وتقود الجماهير للتوجه إلي منطقة سيدي جابر.
ووضح خلال المسيرة انضمام اعداد من المواطنين لها من خلال الشوارع الجانبية لشارع بورسعيد.
ووصلت المسيرة التي خرجت من مسجد القائد إبراهيم إلي مقر المنطقة الشمالية العسكرية وقد تزايد عددها ليصل إلي 10 الاف متظاهر بعد أن انضم إليها عدة مسيرات لحقت بها من المسجد بالإضافة إلي انضمام المراقبين في الأحياء والتي مرت بها المسيرة.
رفع المتظاهرون الأعلام المصرية أمام قيادة المنطقة الشمالية وقد كُتب عليها عبارات المطالبة بتنحية المجلس العسكري.
تميزت المظاهرة التي اخترقت شوارع المدينة عبر شارع بورسعيد الرئيسي الهدوء والالتزام حتي الثالثة والربع من بعد ظهر أمس حيث وصولها إلي مقر المنطقة واكتفي المشاركون خلالها برفع اللافتات وترديد الهتافات والتأكيد علي سلمية المسيرة وقومية المشاركين فيها حيث لم يمنع رفع شعارات أو مطالبات حزبية أو سياسية للأحزاب والتجمعات والقوي المتعددة.
تشكلت حلقات نقاشية من المشاركين في المسيرة بمجرد وصولها لمنطقة سيدي جابر تناولت الأحداث الأخيرة سواء في ميدان التحرير أو ميدان سموحة بالإسكندرية.
من أبرز مشاهد المسيرة وجود سيارة ميكروباص تم تخصيصها كإسعاف متنقل تحسباً لحالات الإغماء أو الإرهاق بين المتظاهرين بالإضافة إلي رفع صور شهداء الإسكندرية في ميدان سموحة.
علي جانب آخر تجمع حوالي 1500 مواطن في ميدان رأس التين العام مقر قيادة القوات البحرية حيث رفعوا جميعا أعلام مصر ورددوا هتافات “الجيش والشعب أيد واحدة” مطالبين بالأمن والاستقرار حتي تتخطي البلاد هذه المرحلة الخطرة.
وضح استقرار الهدوء نسبيا في الأحوال التي شهدتها الاسكندرية حيث تم فتح طريق كوبري 15 مايو لأول مرة أمام حركة السيارات منذ حوالي 6 أيام كما تناقصت أعداد المجتمعين في ميدان سموحة بالقرب من مديرية الأمن وشكل أهالي المنطقة حواجز بشرية بين كردونات الأمن والمتظاهرين في منطقة مسجد حاتم القريبة وقام بمناشدة من تبقي من المتظاهرين المتجمعين بالابتعاد عن مديرية الأمن.
وفي نفس الوقت لم تشهد الإسكندرية خلال ال24 ساعة الماضية أية إصابات بسبب أعمال التراشق بالحجارة حيث توقفت إلي حد كبير عمليات التراشق المتبادل.