الخوف علي مستقبل مصر هو القاسم المشترك لخطب العلماء. فصلاة الجمعة التي سماها متظاهرو التحرير جمعة الإنذار الأخير وسماها متظاهرو العباسية جمعة دعم الاستقرار إشارة إلي دعمهم للمجلس العسكري.
قال الدكتور عبدالله بركات عميد كلية الدعوة والأستاذ بجامعة الأزهر في خطبته بمسجد الجمعية الشرعية بشارع الجلاء إن أمن مصر وأمانها والحفاظ علي الممتلكات العامة لا يقيل الجدل أو النقاش علي الإطلاق محذرا من الاعتداء علي الممتلكات سواء العامة أو الخاصة أو حرمات الناس وإلا تحولنا إلي ظلمة ومعتدين ولا يصح أن يتحول المظلوم إلي ظالم.
أشار إلي أن مسئوليتنا جميعا الحفاظ علي مصر الوطن والأرض والمال والعرض مؤكدا حق الجميع في التظاهر والتعبير عن الرأي لكن بشرط عدم الاعتداء علي حرية الآخرين أو الاعتداء علي الممتلكات.
دعا د.عبدالله بركات إلي عدم الاستماع إلي الإشاعات أو الوشايات لأنها تزيد من المشاكل وتؤدي إلي عواقب وخمية خاصة أن الدين الإسلامي ينهي تماما عن الاستماع إلي الإشاعات.
وحذر من الاعتداء علي مباني وزارة الداخلية أو أقسام الشرطة أو مختلف مرافقها علي الإطلاق أو غيرها وأيضا المحلات أو السيارات.
وخاطب المصلين قائلا: إذا خرجت لتعبر عن رأيك فالتزم بما يحدده لك الشرع والقانون. عبر عن رأيك ما شئت في مكانك الذي اخترته دون اعتداء علي حرية الآخرين أو ممتلكات الغير.
وقال: إننا ونحن نستقبل عاما هجريا جديدا ونودع آخر علينا جميعا أن نبدأ بداية جديدة مع النفس وأن نعمل من أجل رخاء مصر.. وأن نبذل الجهد وأن نقدم القدوة والسلوك الطيب حتي تجتاز مصرنا تلك الأيام العصيبة.
ودعا المواطنين للخروج للمشاركة في الانتخابات لاختيار الأمين والأصلح من أجل مستقبل مصر.
الأزهر يحذر من الفتنة
وفي الجامع الأزهر دعا الشيخ صلاح نصار في خطبته إلي أن يجعل الجميع مصر نصب أعينهم وأن تعلو علي المصالح الخاصة خاصة أن المنعطف الذي تمر به مصر خطير ويتطلب منا الاعتصام بحبل الله جميعا وأن نكون كالبنيان المرصوص وحذر من فتن المتربصين بمصر في الخارج والداخل والأمانة تقتضي أن نختار من يمثلنا بمجلسي الشعب والشوري بحيادية وإيجابية في المشاركة دون تقاعس عن نداء الوطن.
في مسجد النور بالعباسية فشل الشيخ حافظ سلامة للمرة الأولي في إلقاء كلمته بعد صلاة الجمعة إلا بعد التراجع عما جاء في المنشور الذي وزع علي المصلين قبل الصلاة حيث اعترض غالبية المصلين بالمسجد بمجرد وقوفه للحديث واتهموه بمحاولة إشعال الفتنة بين الشعب والجيش والشرطة مطالبين إياه بالدعوة إلي دعم الاستقرار ودفع حركة الانتاج والاستثمار أولا وإتمام الانتخابات التي تبدأ بعد غد.
كان حافظ سلامة قد اتهم في منشوره الجيش والشرطة وعصام شرف بالتواطؤ في قتل المتظاهرين مشيرا إلي أن المجلس العسكري الذي كانت أول قراراته عدم إطلاق النار علي أي مصري وتعهد بتسليم السلطة للمدنيين بعد 6 أشهر ولم يف بوعده.
وطالب في منشوره بتشكيل مجلس وطني يتولي قيادة البلاد بدلاً من الجيش لكن عاد بعد اعتراض المصلين إلي التأكيد علي أن الجيش هو الذي حمي الثورة ولولاه لتحولت مصر إلي ليبيا أو اليمن أو سوريا ولتعرضنا لكارثة حقيقية. داعيا إلي استمرار الجيش في المسئولية حتي تخرج مصر من كبوتها وتعقب المجرمين.
أدي المصلون بعد الجمعة صلاة الغائب علي روح شهداء مصر وسوريا واليمن.
في خطبته قال الدكتور سعد الحليسي الأستاذ بجامعة الأزهر أن حرية الرأي لا تحتاج إلي صدام فالقاتل والمقتول في النار بنص حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم. وفي كلمته بعد صلاة الجمعة بمسجد الطريقة العزمية قال الشيخ علاء أبوالعزايم إن الداعين إلي انصراف الجيش من المشهد في هذه الأيام التي تمر بهامصر يلعبون بالنار لأن السؤال .. من يحمي البلد إذا انصرف الجيش في جو من كراهية مستحكمة بين الشرطة والشعب فلابد من وجود المجلس العسكري حتي تستقر البلاد.
وأكد أنه يعترض علي تولي الجنزوري الوزارة ليس لشخصه ولكن لأنه رمز من رموز النظام السابق.
وقال إن الذين بدأوا حملة تبرعات بشنط التموين من المرشحين لمجلسي الشعب والشوري ومن يعطيهم أصواتهم مقابل شنط التموين مرتشون والبلطجية الذين يتولون التوزيع راشون وكلهم ملعونون بنص حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم.
واستثني من اللعن الميسورين الذين يفعلون ذلك بانتخابات أو غيرها والفقراء المضطرين فدعاهم إلي قبول الشنط واختيار الأفضل فقط وطالب بإلغاء الانتخابات بسبب ما تمر به البلاد من انفلات أمني.
وفي مسجد آل سياج بالسادس من أكتوبر قال الشيخ أحمد ترك إن الهجرة التي نحتفل بذكراها كانت أعلي ملامح الايثار والوطنية فيها المؤاخاة بين المهاجرين والانصار وهو ما نحن في حاجة إليه بين التيارات المختلفة مشيراً إلي أن الاصلاح يتحقق بتطبيق العدل والقانون.
وحذر من اعلاء الحزبية علي الوطنية فالانتماء لحزب أو تيار لا يجوز أن يكون فوق مصلحة مصر بل لابد أن تخدم الحزبية الوطن أولاً.
أما الشيخ أحمد علي خطيب مسجد الأنوار بالتجمع الخامس فقد أكد أن التظاهر حق والتعبير عن الرأي بالتظاهر حق لكل انسان لكن الوقت الذي تمر به البلاد استعداداً للانتخابات لا يتحمل ما يحدث الآن فكيف نقيم انتخابات بعد غد والشارع مشتعل.
وفي مسجد الإيمان بالشرابية أكد الشيخ مصطفي ماضي امام المسجد ان الهجرة حركة وبناء وهو ما تم في هجرة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي ناسبت ذكراها هجرة الوطن الآن من حالة السكون والتراجع علي مدي زمن طويل إلي الحركة والانطلاق لأبناء مصر الجديدة.
ودعا الجمهور إلي الحفاظ علي مصر ومكتسباتها وممتلكاتها والتحلي بالقيم العليا في التعامل ومراقبة الله في السلوك لأن اختفاء الأمن والانفلات الحادث لا يعني غياب الخالق المحاسب سبحانه وتعالي.
وفي مسجد الرفاعي بالقلعة حذر الدكتور أحمد عمر هاشم من الفتن التي تحاك مصر من أعدائها الذين لا يريدون لها الانطلاق الذي تستحقه وقال إنه بالوعي نستطيع أن نواجه هذه الفتن من خلال الآلية الإسلامية التي وضعها لنا الإسلام وتتمثل في التشبث من كل ما يقال وعدم تلقي كل ما يقال بالتصديق فقد علمتنا التجارب أن البعض يبث شائعة لتنتشر ثم نكتشف انه لا أساس لها بل إن الأعداء طوروا سلوكهم ويقومون بأفعال معينة ينسبونها إلي قوي وطنية ثم نكتشف بالصدفة أو من خلال الأجهزة اليقظة خيوط المؤامرة.
ودعا الله بالنجاة لمصر من صعوبة هذه المرحلة الشديدة التي مرت مصر بمثلها كثيراً بحماية من المولي سبحانه وتعالي.
أكد فضيلة الشيخ عمرو شاهين خطيب مسجد الرحمن بدمياط في خطبة الجمعة أمس حرمة الدم المسلم الذي يسفك في ميدان التحرير وبعض المحافظات .. قال إن زوال الدنيا وهدم الكعبة أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق كما أخبر رسول الله.
أشار شاهين إلي أنه لا يهم من الجاني ومن المجني عليه ولكن المهم أن هناك دماء تسفك وتغضب الله .. أضاف أن حديث الرسول الكريم قال إنه إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار كما في القرآن أن من قتل نفساً بغير حق فجزاؤه جهنم خالداً فيها.
كما دعا خطباء المساجد في كافة مساجد المحافظة للحرص علي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية.