أعرب الليبراليون والأقباط عن قلقهم من نتائج الانتخابات المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية التي أظهرت فوزاً كبيراً لمرشحي التيارات الإسلامية المنتمين لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية.. في الوقت الذي نفت فيه رموز جماعة الإخوان المسلمين الشكوك التي يحاول البعض إثارتها عن سعيهم لإنشاء دولة دينية بعد نجاحهم في تحقيق أغلبية واسعة في انتخابات المرحلة الأولي.
أكدوا في تصريحات لهم أن مصر ملك للجميع مسلمين وأقباط وأن الساحة السياسية تشمل الجميع. وأن أقباط مصر لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهماً ما علي المسلمين من واجبات وقوائم الحرية والعدالة ضمت رموزا مسيحية.
الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أكد قائلاً إننا نخاف الله تعالي ومن يخاف الله لا يخاف منه أحد فقد عاش أقباط مصر أزهي عصورهم تحت الحكم الإسلامي أيام عمرو بن العاص حاكم مصر. وهو كلام يعلمه القاصي والداني ولا يحتاج إلي تكرار والمهم خلال المرحلة المستقبلية أن نضع أيدينا جميعا لمصلحة مصر. فلم يشغلني طوال المرحلة الماضية سوي المساهمة بجهد قدر المستطاع لتشكيل صورة مصر وأن الناخبين هم الذين اختاروا الإخوان وأن دعاية الجماعة كانت بسيطة وعادية وأنهم تحملوا بذلك الاختيار مسئولية تجاه مصر كاملة دون تمييز أو تفريق بين من ينتمي للجماعة أو من يعارضها لاجل توفير الأمن والاستقرار والنهوض الاقتصادي. وسيعلم كل من أعطي صوته للحرية والعدالة أنه لم يكن خاطئا. ولا نلوم من عارضنا في ظل جو الحرية فهم مجتهدون لأجل إصابة الحقيقة وهي مصر الديمقراطية والحرية.
لا فرق بين مسلم ومسيحي
قال الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة إن الشعب المصري هو الفائز الحقيقي في الانتخابات مؤكدا أن التجربة الانتخابية تعد عرسا ديمقراطيا فربما لأول مرة تكون اللجان متاحة للجميع. مشيدا بدور القوات المسلحة في تأمين العملية الانتخابية.
قال مرسي إن الأغلبية في البرلمان القادم هي التي ستشكل الحكومة وسوف تكون حكومة ائتلافية مؤكدا أن الشعب المصري قادر علي أن يميز ويختار من يمثله. ولن يكون هناك تقسيم بين مسلمين ومسيحيين كبار أو شباب طبقا لقواعد العمل السياسي التي تقتضي عدم التفرقة بينهم.
قال مرسي إنه بالنظر إلي العملية الانتخابية ككل فإن السلبيات تبدو قليلة للغاية وانحصرت في تأخر وصول بعض القضاة أو أوراق الاقتراع فضلا عن تأخر فتح بعض اللجان وهو ما تداركته اللجنة العليا للانتخابات بمد الوقت الرسمي للتصويت.
حول التخويف من أن يكون البرلمان القادم ذا أغلبية إسلامية تؤثر علي وضع الدستور. وأن يغلب علي الدستور التوجه الإسلامي. أوضح أن القانون العام هو الذي يحكم الجميع في المعاملات المدنية. ولا أتصور أن أي دستور في مصر يخلوا من المادة الثانية التي تعني أن يحتكم المسلم للشريعة الإسلامية والقبطي للدين المسيحي.
قدم الدكتور محمد مرسي تحية خاصة للشعب المصري. مشيرا إلي أن الشعب المصري أكد علي احتفاله في اليوم الثاني بثورته. ويقدم للعالم كله دليلا علي أنه شعب حتي تدب في كل أطرافه الحياة. وأنه بلغ الرشد. ولديه من الوعي ما مكنه من الإدلاء بصوته بهذه الكثافة الكبيرة التي وصلت حتي الآن إلي أكثر من 65% ممن لهم حق التصويت.
برلمان متوازن
طالب دكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة النظم الديكتاتورية والغربية التي دعمت نظام مبارك ان تقبل نتيجة الانتخابات المصرية دون فرض وصاية معتبرا الانتخابات أول وفاء من المصريين لدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يتسلم الشعب المصري سلطاته كاملة باعتباره المطلب الرئيسي الذي شهدته كل ميادين الثورة وأن يفي الجيش بوعده بتسليم السلطة للشعب.
قال العريان إن الصورة التي جرت عليها الانتخابات تؤكد القناعة الكاملة لملايين المصريين بأن يتم تسليم السلطة بطريقة حضارية وسلمية عبر صناديق الاقتراع وعلي استعداد للدفاع عن كامل حقوقهم كمواطنين إذا حاول أحد منعهم من أداء واجبهم الوطني. وهذا رد علي النخب التي أثارت المخاوف فالانتخابات لم ولن تشهد بحور دماء هدد بها البعض أو كانت أمنية البعض. والانتخابات لم ولن تشهد غياب للشعب بسبب تلك المخاوف المصطنعة ونأمل أن نري نتائج هذا الحضور الواسع في برلمان متوازن يعبر عن كل الأطياف المصرية ومن يريد أن يكون شريكا في البرلمان عليه أن يعيش ويتجاوب مع هؤلاء الملايين ومن لا يكن تمثيله جيدا فعليه أن يعمل من اجل الانتخابات القادمة.
قال العريان هذه بداية تحول ديمقراطي وليس نهاية المطاف ومن سينجح اليوم سيتحمل مسئولية خطيرة ولن ينعم بنوم أو راحة وسيكون مسئولا إضافة إلي أن المعارضة ستكون ذات طابع جديد وشريكة في المسئولية وليست مجرد ديكور كما كان يحدث في الماضي. وعلي الذين دعموا نظام مبارك لمدة 30 عاما ان يعلنوا أن كل المخاوف التي أثارها مبارك وعطل بها الاصلاحات الديمقراطية كانت أوهام وأن من صدقوا ومن شجعوا مبارك علي السلوك الديكتاتوري أن يعلنوا احترامهم الشديد للمصريين كشعب متحضر ويحترمون الإرادة الشعبية التي ستظهرها صناديق الانتخابات.
قال سعد الحسيني القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إن الانتخابات أكدت معدن الشعب المصري النفيس واصراره علي صناعة يوما تاريخيا ولحظة فاصلة في حياتنا جميعا كمصريين بالإقبال الشديد غير المسبوق والمنقطع النظير في تاريخ مصر كله في ظلال الحرية والكرامة والسيادة والديمقراطية والعدالة والنهضة مؤكدا أن الجميع عليهم احترام إرادة الناخب مهما كانت النتيجة كمقتضي للديمقراطية التي تدعو إليها وتلتزم بها جميع القوي السياسية ليتسني نقل السلطة من المجلس العسكري إلي السلطة المدنية المنتخبة.
الحرية المنضبطة
تحدث د.محمود عزت نائب مرشد الإخوان عن رؤيته للمراحل المقبلة من الانتخابات مبينا أن خطة الإخوان في دعم مرشحيهم ثابتة تعتمد في الأساس علي برامج حقيقية لنهضة شاملة في مصر قائمة علي ترسيخ الحرية المنضبطة بأهمية كل شخص في أن يقول أو يفعل ما يرغب طالما أنه لا يضر بمصلحة مصر. وأهم برامج الحزب ممثلة في العدالة الشاملة فقد عانت مصر كاملة إلا قليلا من الظلم والقهر طوال السنوات الماضية.
أضاف: أقول لمن يشككون في مستقبل مصر سياسيا بعد صعود التيارات الإسلامية أنهم يحاولون السير علي أساليب النظام السابق ولكن بطريقة تتفق والثورة المصرية فكما كان مبارك وأعوانه يشوهون.
قال د.محمد سعد الكتاتني نائب رئيس حزب الحرية والعدالة: هناك أياد خفية لا تريد لمصر الاستقرار أو عبور المرحلة الحالية ويستخدمون حالة التخوين والتخويف في وقت واحد فقد حاربوا عملية الاستفتاء علي التعديل الدستوري مسبقا ونجح الشعب في قبول الاستفتاء والإقبال عليها بكثافة أرهبتهم. وعندما وجدوا مصر مقبلة علي تحول ديمقراطي وترسيخ لاصول الشرعية بدءوا يشككون في إمكانية نجاح تلك الانتخابات البرلمانية. واثبت الجيش رغبته في حماية مصر مثلما حمي الثورة مسبقا بإقراره إجراء الانتخابات البرلمانية وتعهده بحمايتها وصدق الجيش في وعده ومرت المرحلة الأولي بسلام وقدم الشعب المصري قدرة هائلة ارهبت الفلول والأعداء والبلطجية وغيرهم من المتربصين بمستقبل مصر سواء كانت النتيجة لصالح الإخوان أم غيرهم الأهم أنها خطوة علي طريق مصر الجديدة.
أضاف: أن الإخوان لا يعيشون بعيدا عن مصر وإنما يشكلون عنصرا من العناصر المصرية التي عاصرت الظلم والفساد والاستبداد لذلك هم حريصون علي عدم عودة الفساد والاستبداد مرة ثانية. كما أن الإخوان واثقون من مرارة الظلم الاجتماعي لذلك فهم يتبنون برنامج العدالة الاجتماعية والحرية الفكرية والسياسية صورة الإخوان ويصفونها بالمحظورة الآن يحاول المناهضون لفكر التيارات الإسلامية حصرها في اللحية والجلباب رغم أن برامج تلك التيارات تضع المفاهيم الاقتصادية والسياسية في مقدمة اهتماماتها ولم تهمل الجانب الداخلي بل تسعي لحياة كريمة للمصريين من خلال اقتصاد قوي ينعم به المسلم والمسيحي.
أفلح إن صدق