في الساعات الأخيرة اشتعلت معركة انتخابات مجلس الشعب 2011 في جولة الإعادة بمحافظة دمياط والتي تجري علي المقاعد الفردية الأربعة المخصصة للمحافظة.. الإعادة في دائرتي دمياط لها حساباتها الخاصة بعد أن وضعت الإخوان المسلمين والسلفيين في مواجهة حقيقية لأول مرة لإستعراض العضلات وإثبات القوة والنفوذ والسيطرة داخل المحافظة حيث يريد السلفيون تأكيد تفوقهم في الجولة الأولي وحصولهم علي أصوات تزيد 42 ألف صوتا عما حصل علية الإخوان الذين يريدون تعويض ما فاتهم وتحقيق تقدما يرضي أعضاء الجماعة..وحتي يحقق كل فريق هدفه كان لزاما علي كل منهما عقد صفقات وإجراء تربيطات وإستغلال بعض الظروف التي فرضت نفسها علي الساحة حتي يمكن الفوز بالمقاعد الأربعة. في الدائرة الأولي التي تضم مركز دمياط ومدينتي رأس البر ودمياط الجديدة تجري الإعادة علي المقعدين بين مرشحي الإخوان الدكتور علي الداي ¢ فئات¢ ومحمد أبو موسي ¢عمال ¢ ومرشحي النور السلفي ناجي شتا ¢فئات¢ومحمد الطويل ¢عمال .. والمعركة في هذه الدائرة صعبة وحساباتها معقدة ففي الوقت الذي يعتبر فيه كثير من المراقبين أن مقعد الفئات محسوم لمرشح الإخوان ¢علي الداي بدليل حصوله في الجولة الأولي علي 125 ألف صوت وهو أعلي أصوات حصل عليها مرشح فردي في المحافظة في الوقت الذي حصل منافسه مرشح النور ناجي شتا علي 50 ألف صوت فقط وهو فارق من وجهة نظرهم يصعب إدراكه.. إلا أن البعض يري أن كل الظروف في هذه الدائرة تأتي لصالح السلفيين وأولها أن حزب الوسط سيصوت للسلفيين في الإعادة وهو قوة لا يستهان بها في هذه الدائرة بعد حصولهم علي حوالي 61 ألف صوت في الجولة الأولي بعد أن وصلت الخلافات بين قيادات الإخوان والوسط مداها طوال فترة الدعاية الإنتخابية والتي تبادلوا فيها الإتهامات وأفظع السباب والشتائم التي وصلت ذروتها أمام اللجان وكان آخرها تلك الواقعة التي شهدتها لجنة مدرسة المنتزة بمدينة دمياط بين عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط والقيادي بالإخوان إيمان البسيوني حيث اتهمه سلطان بالتزوير ورد البسيوني قائلا له إنت كذاب وضلالي وكاد الأمر أن يتطور إلي تشابك بالأيدي لولا تدخل بعض الناخبين وهذا يؤكد أن السلفيين كسبوا مؤيدين جدد.. أيضا فلول الوطني أعلنوا تأييدهم صراحة وعلانية لمرشحي النور السلفي لدرجة أن محمد الماشطة وهو محامي وشغل أمين شباب المحافظة بالحزب الوطني المنحل عدة سنوات يقود حملة دعائية علانية ضد مرشحي الإخوان وأعلن حشد كثيرين لتأييد مرشحي النور ضد عدوهم التقليدي الإخوان المسلمين أضف إلي ذلك تفضيل المرشحين الذي خرجوا من الجولة الأولي لمرشحي النور وكذا دور الإعلام المقروء والفضائيات التي تعرضت إلي مخالفات وإنتهاكات في إنتخابات الجولة الأولي في عدة دوائر والتي كان أبطالها في الأغلب منها أعضاء الإخوان المسلمين مما أفقد مرشحيهم تعاطفا كثيرا من المؤيدين.. ولكن ورغم كل ذلك فإن هناك إصرار لدي قيادات الإخوان أن معركتهم في هذه الدائرة محسومة لصالحهم لأن شعبية الداي خارج الجماعة ربما تزيد عن داخلها حيث يعتبره كثيرون مرشحا لكل التيارات . وعلي مقعد العمال الوضع يختلف حيث يحظي مرشح السلفيين محمد الطويل بتأييد كبير لدي مواطني الدائرة نظرا لنشاطاته الإنسانية والإجتماعية وعمله في مجال الدعوة والتي أكسبته تعاطفا وإحتراما كبيرين حتي داخل جماعة الإخوان تجعله – نظريا -يتفوق علي مرشح الإخوان محمد أبو موسي .. وهو ما جعل كثير من المراقبين يؤكدون أن إقتسام المقعدين بينهما هو الأرجح الفئات للإخوان والعمال للسلفيين وإن كان البعض يري أن الجولة الأولي أظهرت تفوقا نسبيا في التصويت لصالح الإخوان عكس الدائرة الثانية ولذلك فإن الإخوان بمقدورهم حسم المقعدين . وفي الدائرة الثانية التي تضم مراكز كفر سعد وفارسكور والزرقا وكفر البطيخ تجري الإعادة بين وليد سماحة النور ومحمد الفلاحجي ¢إخوان ¢علي مقعد الفئات وبين وائل نبهان النور وعمران مجاهد ¢مستقل¢علي مقعد العمال. يدخل الإخوان المعركة مضطرين للتحالف مع المرشح المستقل والنائب السابق عمران مجاهد نظرا لخروج مرشحهم علي مقعد العمال في الجولة الأولي بينما يخوض السلفيون المعركة بمرشحين ورغم ذلك يري المراقبون أن السلفيين قادرون علي حسم المقعدين في هذه الدائرة نظرا لإرتفاع عدد أعضاء الجماعة السلفية بالدائرة وهو ما ظهر في الجولة الأولي التي تفوقوا فيها ب 47 ألف صوتا زيادة علي أصوات الإخوان إضافة إلي تعاطف الأحزاب والمرشحين الذين خرجوا في الجولة الأولي مع مرشحي النور السلفي.. إلا أن البعض يري أن كفة الإخوان قد تكون الأرجح خاصة وأن المرشح المستقل وهو نائب سابق يستطيع حشد كثير من المؤيدين له من خارج التيار الديني والذي سيستفيد منه مرشح الإخوان وهو رأي يمكن قبوله من الناحية النظرية إلا أنه قد يكون صعب التنفيذ علي أرض الواقع.