شنت القوات السورية أمس عملية واسعة في مناطق علي أطراف دمشق وبالقرب من الحدود التركية بحثا عن منشقين عن جهاز الشرطة السرية. وقال الناشط عمر إدلبي الموجود في بيروت إن القوات السورية تقوم بحملة تفتيش دقيقة في ريف دمشق وبالقرب من الحدود التركية بحثًا عن المنشقين. كما اعتقلت السلطات السورية المدونة رزان غزاوي علي الحدود الأردنية أثناء توجهها إلي عمان للمشاركة في ورشة عمل عن حرية الصحافة في العالم العربي. وطالب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بإطلاق سراح رزان التي كان من المقرر أن تمثل المركز في المنتدي كما طالبوا السلطات بوقف القمع الموجه ضد المدونين والصحافيين في سوريا.
من جهته أكد جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية أمس إن دمشق وافقت علي طلب الجامعة العربية بإرسال مراقبين إلي سوريا. ونقل راديو سوا الأمريكي عن مقدسي إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة الموافقة علي إرسال مراقبين. وقال إنه يجب أن تكون هناك معرفة مسبقة من الجانب السوري بأسماء المراقبين إضافة إلي معرفة الأماكن التي سوف تتم زيارتها.
كانت مصادر سورية ذكرت أن دمشق بعثت بردها علي الجامعة العربية حول التوقيع علي بروتوكول المراقبين مطالبة بوقف العمل بقرارات الجامعة التي صدرت بحقها فور توقيعها علي البروتوكول ابتداء بموضوع تعليق العضوية وانتهاء بالعقوبات الاقتصادية.
يأتي ذلك بعدما صرح مصدر عربي مسئول بأن سوريا اشترطت أن يتم التوقيع علي مشروع البروتوكول المتعلق ببعثة مراقبي الجامعة إلي سوريا في دمشق استنادًا لخطة العمل العربية التي اتفق عليها في الدوحة إضافة إلي الاستفسارات والإيضاحات التي طلبتها الحكومة السورية من أمين عام الجامعة وردوده عليها. وكشف المصدر في تصريحه أن أمين عام الجامعة العربية د. نبيل العربي تلقي رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم يطلب فيها اعتبار المواقف والملاحظات التي أبدتها الجزائر بشأن بعض البنود الواردة في البروتوكول وما صرح به الأمين العام للجامعة حول تأكيد رفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري جزء لايتجزأ من مشروع البروتوكول.
أضاف المصدر أن سوريا اشترطت أيضًا اعتبار جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية في ظل غياب سوريا ومن بينها تعليق عضويتها بالجامعة والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية المعنية بسوريا والمجالس الوزارية العربية الأخري بحق سوريا لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية.. من جانبها تدرس الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حاليًا مضمون الرسالة التي بعث بها المعلم إلي الأمين العام وتتضمن موافقة دمشق علي التوقيع علي بروتوكول بعثة المراقبين ولكن في دمشق.. ناشد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق د. سليم الحص السلطة في سوريا إطلاق الحرية للشعب في التعبير عن رأيه كسائر البلدان التي تحترم الممارسة الديمقراطية. وقال الحص إنه لا مبرر من معاقبة المواطنين الأبرياء أساسًا واصفًا ما يحدث في سوريا بأنه مؤلم وأنه لا يجوز قمع التظاهرات عنفا. وأضاف أنه في الوقت الذي ندعو فيه السلطة السورية إلي عدم استخدام العنف في ردع المتظاهرين ندعو المتظاهرين أيضًا إلي الكف عن استخدام السلاح في مواجهة القوي العسكرية والأمنية في أي حال من الأحوال.