يوصف المعارض المخضرم المنصف المرزوقي الذي أدي اليمين الدستورية امس كرئيس مؤقت لتونس بانه خطيب ومدافع قوي عن حقوق الانسان لكن منتقديه يسخرون منه لتودده للاسلاميين من اجل تحقيق مكاسب سياسية. وعارض الرئيس الجديد للدولة الواقعة في شمال افريقيا بشدة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي طوال مشواره السياسي وارغم علي العيش في المنفي في فرنسا لمدة عشرة اعوام. ولم يعد المنصف المرزوقي “66 عاما” إلي بلاده إلا بعد الاطاحة بابن علي في يناير الماضي في انتفاضة شعبية لم يسبق لها مثيل. ولم يتمالك المرزوقي دموعه امس وهو يؤدي اليمين الدستورية بعد اقل من عام من الثورة التونسية التي فجرت ثورات مماثلة في انحاء العالم العربي. وقد اثارت الدموع التي ذرفها المرزوقي اعجاب الكثير من التونسيين وبدا ذلك جليا في مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما في فيسبوك وتويتر.. والمرزوقي بملامحه السمراء ووجهه الذي يعكس وهج الصحراء ونظارتيه اللتين تنشطان خيال رسامي الكاريكاتير شخصية عنيدة وتملك موهبة مخاطبة الجمهور بجمل موجزة ومعبرة. ويشيد به كثيرون باعتباره شخصا نزيها ويملك ماضيا لا غبار عليه غير ان البعض خصوصا اليساريين العلمانيين ينتقدون اقترابه من الاسلاميين ويأخذون عليه اعلانه بعد ثلاثة ايام من فرار بن علي في 14 يناير انه ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية. والدكتور المرزوقي طبيب وناشط حقوقي ومفكر وكاتب سياسي ولد في السابع من يوليو عام 1945 في قرنبالية الواقعة علي بعد نحو 40 كيلومترا جنوب غربي العاصمة تونس. وهو حائز علي الدكتوراه في الطب من جامعة ستراسبورج الفرنسية عام 1973 في الطب الباطني والطب الوقائي وطب الاعصاب. وبعد تخرجه من ستراسبورج عاد إلي تونس ليقوم بتدريس الطب في جامعة سوسة من عام 1981 وحتي عام 2000. وفي عام 1980 انضم الي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان واصبح رئيسا لها في عام 1989. ولكن تم الاطاحة به عندما سيطر انصار بن علي علي الرابطة في عام 1994. ورد علي ذلك بالتقدم بطلب للترشح لرئاسة الجمهورية فتم سجنه وحرم من جواز سفره. وبعد ان اسس المرزوقي حزب المؤتمر من اجل الجمهورية “يسار قومي” عام 2001 أجبر علي العيش في المنفي في فرنسا حيث واصل من هناك معركته ضد الرئيس التونسي السابق. وفي عام 2006 عاد الي تونس من دون موافقة السلطات للدعوة الي عصيان مدني بهدف اسقاط نظام بن علي ولكنه رحل الي فرنسا بعد خمسة ايام تعرض خلالها للترهيب والتضييق الشديد من قبل البوليس السياسي. وقد تعهد المرزوقي الذي انتخب باغلبية 153 صوتا من اجمالي اعضاء المجلس التأسيسي امس الاول. ووعد المرزوقي بان يكون رئيسا لكل التونسيين والتونسيات “المحجبات والسافرات علي حد تعبيره” وألا يوفر أي جهد من اجل تحسين مستوي عيش مواطنيه. كما ترحم علي أرواح شهداء الثورة التي اطاحت بابن علي. واعلن المرزوقي انه سيعمل علي تكليف رئيس للوزراء اليوم من اجل تشكيل الحكومة الجديدة.